كيف أتخلص من الوسواس القهري في الأفكار المزعجة؟

0 886

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو إحالة سؤالي للدكتور محمد عبد العليم، طبيب الأمراض النفسية.

سؤالي هو: أعاني من وسواس قهري في الأفكار منذ فترة زمنية بعيدة، وكنت أعالج بـ (أنفرانيل) والآن أعالج بـ (بروزاك) وقد تحسنت حالتي إلى حد ما، ولكن أنا الآن أعاني من صراع فكري بين الحق والباطل، والحلال والحرام، وتفكيري لا يتوقف في هذه المسألة؛ مما أصابني بحالة من الاكتئاب، وحالة من الحزن والهم الله أعلم بها.

أرجو إفادتي، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على ثقتك في إسلام ويب وفي شخصي الضعيف، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
أنا متأكد أنه من خلال اطلاعاتك ونوعية الأعراض التي تعاني منها وصلت إلى قناعة تامة أن الوسواس القهري بالفعل يؤلم نفس المؤمن، من خلال سخافة الأفكار التي تتسلط وتلح على الإنسان، وأعراضك واضحة جدا، وهي في هذا النسق، أي نسق التجاذب الوسواسي الحقير الذي يحدث لك.

المبدأ الرئيس هو أن تحقر هذه الأفكار، لا تدخل أبدا في صراع معها، إذا حاولت أن تحللها أو تشرحها أو تخضعها للمنطق، هذا فيه مكافأة كبيرة جدا للوسواس، مما يجعله يكون أكثر تسلطا عليك، حين تأتيك فكرة حول الحلال أو الحرام، أو الحق أو الباطل -وثالثا أنها ذات منشأ وسواسي- عاملها بكل تحقير واستخفاف بها، ويمكن أن توجه كلام مباشر للوسواس، وتقول له: (أنت وسواس حقير، أنا لن أناقشك أبدا) وتصرف انتباهك تماما عنه.

أيها الفاضل الكريم: تمارين الاسترخاء أيضا نراها ذات فائدة جيدة في التخفيف من وطأة الوساوس، لأن الوساوس أحد مكوناتها القلق، والقلق دائما يعالج عن طريق الاسترخاء.

أخي الكريم: البروزاك لا شك أنه من الأدوية الفعالة والممتازة، أنت لم توضح الجرعة التي تتناولها، لكن كثيرا في حالات الوساوس لا تستجيب إلا لستين مليجراما يوميا –أي ثلاث كبسولات– وهذه ليست جرعة كبيرة؛ لأن الجرعة الكلية هي أربع كبسولات في اليوم، هي جرعة وسطية معقولة جدا.

فيا أخي الكريم: إذا كنت تتناول كبسولة واحدة من البروزك أرجو أن ترفعها إلى كبسولتين على الأقل، وتستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض الجرعة وتجعلها كبسولة واحدة كما كنت سابقا، أما إذا كنت تتناول الآن كبسولتين فاجعلها ثلاثا، تناول كبسولة واحدة في الصباح وكبسولتين مساء، وكن على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، بعد ذلك ارجع لجرعتك العادية.

في بعض الأحيان أنا أنصح الإخوة والأخوات بتناول دواء يعرف باسم رزبريادون، هذا الدواء أصلا هو للأمراض الذهانية، لكن وجد بجرعات صغيرة –واحد مليجراما يوميا– اتضح أنه من أفضل المدعمات التي تدعم الأدوية التي تستعمل لعلاج الوساوس مثل البروزاك أو الفافرين.

عموما في هذه المرحلة قد لا تحتاج للرزبريادون، لكن رأيت من المفيد أن أذكر لك هذه الحقيقة العلمية، وهذا -إن شاء الله تعالى- يبعث في نفسك طمأنينة، بمعنى أن وسائل وسبل العلاج كثيرة ومتوفرة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات