كنا أفضل صديقين، رغم اختلاف الطباع، والآن صرت أشعر بقلق وضيق إذا رأيته! ما السبب؟

0 231

السؤال

السلام عليكم

شكرا لكم من القلب على تعاونكم مع الناس، وجزاكم الله خير الجزاء.

مشكلتي هي، أن لي صديقا في آخر المرحلة الثانوية، وأنا في السنة الأولى في الجامعة، كنا أفضل صديقين، لم أتوقع أن يتعلق بي أو أتعلق به؛ لأني كثير الكلام، وأحب المزاح والضحك كثيرا، وهو كتوم، لا يتكلم إلا أحيانا.

المهم في الموضوع: كان في كل مرة يحصل سوء فهم بيني وبينه؛ لأنه كان يهتم بي كثيرا، وبعدها أصبحت أنا أهتم به، وهو لا يهتم، وفي نهاية الأمر لم نعد نتحدث مع بعض، والآن بيننا السلام فقط.

المشكلة الكبرى: أني بعدها صرت أغضب بسرعة من أي حديث، وأتحسس من أي كلام أو فعل أو حركة، وأشك كثيرا، وأفكر فيه كثيرا، ويشرد ذهني طوال اليوم، حتى وأنا أشاهد التلفاز أو أتمرن، وأراقبه في أكثر الاوقات، وعند ما أراه، يأتيني ألم في بطني، لا أعلم ما السبب، وأشعر بضيق وتوتر مفاجئ، ومرة أكرهه، ومرة أحب أن ألقاه، والآن تركت المكان الذي كنا نجلس فيه مع أهل الحي، بسببه؛ لأني أتعب كثيرا هناك، بعكس الخروج إلى أماكن بعيدة.

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا على هذا الموقع الذي نفتخر بخدماته للشباب والناس عموما.

تمر عادة الصداقات والعلاقات بين الشباب بتبدلات وتغيرات متعددة بين الاقتراب الشديد والابتعاد الشديد أو الخفيف.

لا يبدو من سؤالك سبب معين لهذا التبدل في علاقتك بصديقك هذا، فهل هو مثلا: لاختلاف الطباع بينكما -كما ورد في سؤالك-، أو لأسباب أخرى خفية وغير ظاهرة؟

لا شك أيضا أن طبيعة البيئة التي يعيش فيها الإنسان تفرض عليه بعض التغيير في هذه العلاقات والصداقات، وطالما أنك في الجامعة الآن، لا بد أن هذه البيئة ستطرح عليك علاقات وصداقات جديدة.

حاول من طرفك التواصل مع هذا الصديق بالحدود المعقولة، وبما يسمح به وقتك أو وقته، وخاصة أنه يبدو أن عنده هذا العام اختبار الثانوية، وأنت عندك أمور الجامعة، ولا بأس أن تتيح له الفرصة ليشعر ببعض الحرية في درجة التواصل والتقارب، وأنت من طرفك ستتعرف على أناس جدد من خلال الجامعة، وهكذا هي الحياة، وكما يقال: "أحبب من شئت فإنك مفارقه".

وفقك الله، وسخر لك الصديق الصدوق الوفي.

مواد ذات صلة

الاستشارات