أصبت بإعاقة حركية عكرت عليّ حياتي.. كيف أستمتع بحياتي؟

0 347

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب أبلغ من العمر 27 سنة، وعندي إعاقة حركية منذ 23 عاما، عانيت كثيرا في صغري بسبب المرض الذي أتاني (روماتويد) مما خلف لي إعاقة حركية، وتشوهات بمفاصل اليد، أعاني كثيرا في حياتي ولا أحب المناسبات، وإذا كانت عندنا مناسبة لا أجلس في المجلس أبدا، ولا أستطيع ذلك، فقط أستمتع بالجلوس مع عائلتي، أقصد أعمامي، وكم صديق فقط، ولا أحب الاجتماعات، وإن أجبرت على ذلك لا أستطيع التحدث، وإن تحدثت فلا أحس بقيمة حديثي، ولا أرغب بلفت الانتباه لي، وأحس أن الناس ينظرون إلي بنظرة شفقة، ولا أستطيع الأكل إلا بمفردي أو مع إخواني أو أحد الزملاء فقط، أما مع أي إنسان فلا أستطيع.

أحتار كثيرا في الاختيار بين حاجتين، أندم بعدما أغضب على أحد من عائلتي ندما شديدا يتعبني، أحب الأطفال ولكنني أكرههم عندما يكونون أمام الناس؛ لأنني عانيت منهم باستحقار حالتي أمام كثير من الناس، وهذا الأمر يزعجني جدا.

في أكثر الأيام لا أحس أنني نمت نومة عميقة حتى وإن كانت الساعات طويلة، أشعر أنني لم أنم جيدا، وتأتيني أحلام مخيفة، أنا مشهور في البيت بالعصبية وحساس جدا، وأكره سماع غسالة الثياب، وأكره أحد إخواني بسبب مواقف شخصية معه سابقا، والآن هو أحسنهم، لكنني أكرهه، وأحاول أن أحبه لكني لا أستطيع.

أحس بكآبة وتوتر، وعدم الراحة في أي مكان، والعصبية على أتفه الأسباب، والتدقيق على صغائر الأمور، ومزاجي متعكر دوما، وأحس بضيق في النفس، أريد علاجا -جزاكم الله خيرا- يجعلني أكون رائقا في حياتي اليومية؛ لأنني (بيتوتي) بسبب إعاقتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيها الفاضل الكريم: الرئيس الأمريكي (روزفولد) حكم أمريكا وهو مقعد على كرسي، وهنالك أمثلة كثيرة جدا من أصحاب الإعاقات الذي كانوا نجوما في حياتهم، وقدموا كثيرا لأنفسهم ولغيرهم.

الذي تعاني منه - أيها الفاضل الكريم – هو نوع من الابتلاء الذي يجب أن تقبله، وهو -إن شاء الله تعالى- ابتلاء بسيط، أنا لا أقلل من شأنه أبدا، لكن أريد أن تكون همتك أعلى مما هي عليه، وأن تصحح مفاهيمك، وأن تخرج للعالم بإعاقتك هذه، اذهب وصل في المساجد مع الجماعة، سوف تحس بالطمأنينة، ولن يستهزأ بك أو يستحقرك أحد، بل على العكس تماما سوف تجد -إن شاء الله تعالى- المحبة والإطراء والثناء من المصلين.

شارك الناس في مناسباتهم، وهذا أيضا سوف يكون عملا استثنائيا من جانبك يقدره الجميع، وأنا أرى من الضروري جدا أن تنضم وتكون عضوا فاعلا في أحد جمعيات ذوي الاحتياجات الخاصة، لا بد - أيها الفاضل الكريم – أن تكون مع هذه المجموعة، وأنا تعاملت معهم وأعرف برامجهم الممتازة وكمية التعاضد التي بينهم، لا خوف، لا هلع، لا شعور بالدونية، إنما الإباء والعزة بالنفس والقبول بما قسم الله تعالى، والسعي لتطوير الذات بالرغم من الصعاب.

فيا أيها الفاضل الكريم: يجب أن يكون منهجك قائما على هذا النحو، وعليك أن تكثر من القراءة والاطلاعات لترفع من مقدراتك المعرفية، هذا يفيدك في حياتك، نظم وقتك، زر أرحامك، زر المرضى في المستشفيات... هذه كلها تبني عندك الدوافع الإيجابية.

أرى أن أخذك بما ذكرته لك من إرشاد سيكون كافيا جدا، ولفترة قصيرة أريدك أن تتناول عقار يعرف تجاريا باسم (فافرين)، ويسمى علميا باسم (فلوفكسمين) سوف يساعدك في موضوع العصبية والتدقيق، وسوف يحسن من مزاجك -بإذن الله تعالى- أنت تحتاج له بجرعة صغيرة، وهي خمسين مليجراما ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد والصحة والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات