السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخبرتكم عن حالتي سابقا في الاستشارة (2227719) وفي الاستشارة (2234954).
اليوم أرى حالتي تتضاعف، فعندما أتذكر المدرسة والدوام تبدأ نبضات قلبي بالتسارع، وأشعر بخوف شديد وكأني أريد أن أتبول، لا أنام الليل من شدة الخوف بأنني سأذهب، وعند ذهابي إلى المدرسة أرتجف وكأنه سيغمى علي.
مع العلم أني أشعر بالحاجة للتبول طيلة الوقت، وحتى خارج المدرسة، والسبب أخبرتكم به في الاستشارة السابقة، فهل أنا مريضة نفسية؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ارتواء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرجو أن تتبعي الإرشادات التي أسداها لك الأخ الدكتور مأمون مبيض في الاستشارة السابقة، ومن جانبي أقول لك: إن ما يحدث لك من تسارع في ضربات القلب، وشعور بالخوف والرغبة في التبول حين تتذكرين المدرسة، هذا نوع من العصاب البسيط، ويسمى عصاب ما بعد الصدمة من النوع البسيط، وهو عدم القدرة على التواؤم أو التكيف؛ حيث أن الخوف قد أصبح مرتبطا بموضوع المدرسة، وتأصل وتجذر في كيانك الخارجي والداخلي.
أقول لك: هذه الحالة بسيطة جدا وأرجو أن تتجاهليها تماما، انطلقي بحياتك انطلاقة إيجابية، تذكري أن العلم نور، وأن حادثة واحدة في المدرسة لا تعني أن كل المدارس أو مدرستك من النوع السيء، لا تعممي أبدا.
أريدك أن تمارسي أي نوع من الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة هذا مهم جدا، وأريدك أيضا أن تتدربي على تمارين الاسترخاء فسوف تفيدك كثيرا، وربما تكونين محتاجة لعلاج دوائي بسيط.
أنت لست مريضة أبدا، هذه مجرد ظاهرة وسوف تنتهي -إن شاء الله تعالى-، واتبعي ما ذكرته لك من إرشاد.
أما بخصوص العلاج الدوائي: فيمكن أن تذهبي إلى طبيبة المركز الصحي، ويمكن أن تعطيك الدواء الذي يعرف باسم إيمبرامين بجرعة صغيرة جدا وهي 10 مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم تتوقفي عن تناول الدواء.
أريدك أيضا أن تحاولي أن تفكري في خيالك أنك في موقف فيه خوف شديد، وأنك في ظلام، أو شيء من هذا القبيل، هذا يسمى التعريض في الخيال، وأريدك أيضا أن تتفكري وتتأملي بعد 10 سنوات من الآن سوف يكون عمرك 26 عاما، ولا شك أنك سوف تدخلين في مراحل متقدمة من النضوج، النضوج النفسي والنضوج السلوكي، والنضوج الاجتماعي، وهذا كله يجعلك تستشرفين المستقبل بصورة أفضل؛ مما يزيل عنك المخاوف والتوترات العرضية التي تشتكين منها، أكرر لك مرة أخرى أنت لست مريضة.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.