السؤال
السلام عليكم.
أرجو إفادتي عن حالة ولدي الذي عمره 17 سنة، يدرس بالثانوية العامة، حدث له منذ يومين وساوس وسماع أصوات وارتباك بالوضوء، ومجادلة عن الدين في أشياء هو يعتبرها من الكفر، وهو متدين جدا، ويحفظ القرآن، ومواظب على الصلاه في المساجد، وهو الآن لا يقدر على التركيز في المذاكرة نهائيا، ويسرد الأحداث، وقد عرضته على طبيب نفسي، وشخص الحالة على أنها تفاعل ذهاني حاد.
Acut reactive sycotise
وأعطانا دواء حقنة Clopicxol depot وحقنة Clopixol - acuphase وهو نائم تقريبا دواء Cogentin tablets، وRisperdal 4mg حبة واحدة يوميا، وهو الآن نائم طوال الوقت -علما بأن بداية الحالة وخروجه عن حالته العادية منذ ثلاثة أيام فقط - وهو بطبعه انطوائي يحب الكمبيوتر وقراءة القرآن، وقلبه متعلق بالمساجد، حيث إنه في هذا اليوم ذهب للمسجد مساء بمفرده ليس معه أحد، وأخذ يبكي، وحكى أنه كان يسمع أصواتا من خارج المسجد، وكان يشعر وكأنه ميت في قبر، ويسمع أصوات ضجيج من أعلى، وكان شعوره هذا أثناء اليقظة.
أرجو إفادتي: هل هذا مس من الجن أو ما شابه ذلك؟ وهل العلاج يكون بالقرآن والرقية الشرعيه؟ وكيفية العلاج منه.
وهل هذا التشخيص صحيح لهذه الحالة؛ لأن الطبيب قال أنه سيستمر لمدة أربعة شهور على العلاج.
وبالنسبة لهذه الحالات هل هي قابلة للشفاء؟ وهل يمكن أن ترجع له بالمستقبل؟
أرجو إفادتي، جزاكم الله خيرا.
مع أطيب أمنياتي لكم، وكل عام وأنتم بخير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / محمد حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أشكرك علي سؤالك، وأسأل من الله لابنك عاجل الشفاء، والحالة كما ذكرتها تطابق الأمراض الذهانية الحادة، وهي السبب الرئيسي في عدم مقدرة الابن على التركيز، ويرى الباحثون أن هذا الأمر متعلق باضطراب في كيمياء الدماغ يشمل المادة المعروفة باسم الدوبامين، والمادة الأخري تعرف باسم سيروتنين، وعليه فإن هذا الأمر غير متعلق بالجن بإذن الله، وهنالك أسباب كثيرة: منها الاستعداد الوراثي، أو الإصابات الفيروسية في الصغر، أو نمط الشخصية، وخاصة الشخصية الانطوائية تكون عرضة لهذه الحالات أكثر من غيرها.
بالنسبة للعلاج الذي أعطي له: فهو علاج صحيح جدا، وتعتبر حبوب الرسبردال من العلاجات المستحدثة الفعالة والسليمة، وإن كانت مكلفة ماديا بعض الشيء .
أما بالنسبة لكثرة النوم: فهذه ظاهرة طبيعية، خاصة في الأيام الأولى للعلاج؛ لأن المريض يكون مجهدا نفسيا، ولم يتعود على الدواء.
أرجو أن يعطى الدواء ليلا، ويمكن أن يستمر على جرعة الأربعة ملجم لمدة شهرين، ثم يمكن تخفيضها إلى اثنين ملجم لمدة أربعة أشهر، مع متابعة الحالة .
بالنسبة للرقية الشرعية : لا شك أنها مطلوبة، مع ضرورة الالتزام بالضوابط الشرعية .
هناك احتمال أن نصف الحالات تشفى تماما، والنصف الآخر تتحسن، ويمكن أن يتكيف مع الوضع إذا كان هنالك التزام بالعلاج واتباع الإرشادات الطبية.
أرجو أن يعامل هذا الابن معاملة عادية متوازنة، وأن لا يعامل كشخص معاق؛ لأن ذلك لا يساعد على تأهيله علاجيا.
أرجو أن تطمئن، ونسأل الله له الشفاء العاجل، والله الموفق.