هل أرضي والديّ بزواج فتاة لا أريدها، أم ماذا أفعل؟

0 402

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

أولا أشكركم على هذا الموقع الرائع.

أنا شاب أبلغ من العمر 18 عاما، ملتزم، بل وخطيب مسجد ولله الحمد.

مشكلتي: أني قبل 7 سنوات حلمت أني متزوج من بنت خالتي، وليس احتلاما، وبعدها أحسست بشعور غريب، إنه الحب ولكن في الله، وفي طاعة الله، نعم أحببتها؛ لكي تكون زوجتي على سنة الله ورسوله، أحببتها لمرضات الله؛ لكي لا ألتفت إلى شيء يغضب الله، ولم تدر بيننا قصة غرامية، فأنا لا أقابلها، وهي لا تدري أني أحبها، ولا أعلم كيف أخبرها؟

ولقد تفاجأت أنها مخطوبة، وحزنت، ولقد سمعت من أمي: أنها لا تريده، ولكنها تجبر عليه، وأنا قادر على أن أرسل لها رسالة ولكن أظن أنه حرام، لم يزدني خبر خطبتها إلا ثباتا، وأنا متوجه بدعائي إلى الحي القيوم، أنا أحسن الظن بالله، وأعلم أن الله لن يرد عبدا دعاه.

المشكلة: أن والدي لا يعلمان بذلك، وعرضا علي بنتا أخرى، ولكني لا أريدها، ولقد صليت الاستخارة، وما خاب من استخار الله، وشاور المؤمنين.

ماذا أفعل؟ هل أرضي والدي مع فتاة أحس أن حياتي ستنقلب جحيما أم أواصل مشواري في الدعاء؟ وما خاب من دعا الله؛ لكي يحقق لي أمنيتي الوحيدة في الحياة، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، ونشكر لك التواصل والسؤال، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، ويغنينا بالحلال، ويحقق في طاعته الآمال والأحلام.

إنك لست ملزما بالزواج من فتاة لا تريدها، ودور الوالدين توجيهي، والمطلوب هو إرضاؤهم وتطييب خاطرهم، وهم في الحقيقة يريدون إسعادك، ولا تتحقق سعادتك إلا بمن ترتاح إليها وترتاح إليك؛ لأن التلاقي في الحقيقة بين الأرواح، وهي جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف.

لا يخفى على أمثالك أن المشوار طويل، والمجاملة لا تنفع في هذا الموطن، والإنسان يتزوج من يجد نفسه معها، وأنت تشكر على هذا الحرص على إرضاء والديك، ومن سعادة الإنسان أن يجد صالحة تحظى برضاء والديه، ويجد في نفسه الميل إليها والقبول؛ لأن في ذلك عونا له على أداء حقوق الزوجة، وحق الوالدين.

وقد أحسنت بكتمان ما في نفسك، خاصة بعد أن علمت أنها مخطوبة، والمؤمن لا يخطب على خطبة أخيه؛ لأن في ذلك جلبا للنفور والعداوات، ونشرا للكراهية والتحاسد والأحقاد.

أما إذا تركها، أو تركته دون تدخل منك، أو أذن لك في خطبتها؛ فلا مانع من الاستفادة من الفرصة، وإذا وجد الإنسان في نفسه ميلا إلى إحدى القريبات؛ فمن الحكمة أن يعلن عن رغبته عند والدته أو أخواته أو عماته أو خالاته، والنساء أعرف بطرق إيصال تلك الرغبة وإعطاء فكرة كاملة، بل يستطعن أن ينقلن وجهة نظر الطرف الآخر في دبلوماسية نسائية فطرن عليها كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لخولة بنت حكيم -رضى الله عنها-: (أنتن أعلم بذلك وأبصر).

ولا مانع من مواصلة الدعاء والانتظار، وحبذا لو اجتهدت في البحث؛ فقد تجد من تناسبك من الفتيات، وهن كثيرات، مع ضرورة أن يكون الطرف الآخر يشاركك الميول والرغبة، فليس من الحكمة أن يقف الإنسان طويلا، ويتعلق بأمر لا يعرف ماذا يمكن أن يحدث فيه؟ ففي ذلك انتظار للسراب، واطلب من الوالدة الاجتهاد في البحث، وأعط نفسك فرصة اتخاذ القرار.

سعدنا بالتزامك وتمسكك بالدين، ونسأل الله لنا ولك الثبات، ونسعد أكثر بالاستمرار في التواصل والتشاور، ونوصيك بوالديك خيرا، ونسأل الله أن يزيدك حرصا وبرا.

ونوصيك وأنفسنا بتقوى الله، فإنها وصية الله للأولين والآخرين، وعليك بالدعاء؛ فإنه سلاح المؤمن، وتزود بالصبر؛ فإن العاقبة لأهله.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به، أكرر ثم يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات