السلام عليكم.

أنا من مواليد 1998م، لدي مشكلة كبيرة بالنسبة لي، فأنا أعاني من النسيان وعدم القدرة على حفظ المعلومات التي أحتاجها في عملي ودراستي، وبعض الأحيان قلة الفهم والاستيعاب، وأشعر بالإجهاد من أقل مجهود ذهني، والذاكرة أصبحت ضعيفة، وأشعر أحيانا بوجع في الرأس والعينين، لكن طبيعة عملي تتطلب الجلوس أمام الكمبيوتر لمدة نحو 5 ساعات في اليوم.

لدي إدمان على الإنترنت في الجوال أو الكمبيوتر، فهل الأشعة تؤذي الدماغ؟ علما أني كنت منذ نحو ثلاث سنوات أفضل بكثير في دراستي، وكنت لا أجد صعوبة في حفظ المعلومات إطلاقا، فهل العمل يا ترى أثر على الدماغ، أم يوجد سبب آخر؟!

استشرت طبيبين؛ الأول: نصحني بعدة أوامر كالابتعاد عن مشتتات التركيز، وأيضا نصحني بتناول الفواكه، وممارسة الرياضة وخاصة المشي، والراحة والنوم بشكل كاف، والتقليل من تناول اللحوم، والطبيب الثاني: نصحني بتناول الجوز واللوز فقط، وبحسب ما ذكر لي أنه يقوي الذاكرة.

اتبعت جميع النصائح من كلا الطبيبين، لكن بلا جدوى، فهل يا ترى يوجد حل نهائي لهذه المشكلة؟

أتمنى الإجابة، وشكرا جزيلا لكم.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ليس هناك ما يسمى بالذاكرة الضعيفة والذاكرة القوية، ولكن هناك تدريب للذاكرة على الحفظ والفهم بوسائل عدة، منها: التكرار، مع ربط ما ندرسه بمواقف وتوقيتات ورموز يمكن التدرب عليها، وعلى سبيل المثال لتذكر أسباب موضوع معين يمكن تكوين كلمة من الحروف الأولى في بداية تلك الأسباب، وعن طريق تذكر حروف تلك الكلمة، يمكن تذكر بداية السطور والجمل وهكذا.

الذاكرة مثل الجسم تحتاج إلى تغذية، وغذاء الجسم أو الجسد هو الطعام الصحي، والطعام الصحي يأتي من خلال تناول الطعام قليل الدسم، والخضروات والفواكه والسردين، والسلمون الذي يحتوي على اوميجا 3 المهم جدا لتقوية الذاكرة، مع تناول العسل وحبة البركة، والأعشاب المنسية، مثل: القرفة والزنجبيل والكمون، ويمكن إضافة ذلك على الخضار المطبوخ أو السلطات، مع ممارسة الرياضة بصفة دورية وعلى رأس ذلك المشي.

هناك تمارين لتقوية الذاكرة والحفظ، يتدرب عليها الحفاظ، وهي التكرار بمعنى تكرار الآية الواحدة 20 إلى 25 مرة متوالية، حتى يمكن إدخال الآية من الذاكرة المؤقتة Short Term Memory إلى الذاكرة المستديمة، Remote memory.

الدليل على ذلك أن فاتحة الكتاب لا يمكن أن ننساها ونحن نكررها 17 مرة في الفرائض، غير السنن، ولكن السور والآيات حديثة الحفظ يمكن نسيانها بسرعة، ما لم نكررها كثيرا.

بالإضافة إلى التكرار والقراءة الكثيرة، هناك تدريبات يمكن القيام بها لتقوية الذاكرة، مثل: التركيز على صورة معينة ومحاولة معرفة كل تفاصيلها، مثل أشكالها وألوانها وظلالها، دون الشعور بأي مؤثر آخر، فلا تشعر بالضوضاء حولك ولا تشعر برائحة المكان، بل تحصر ذهنك في الاستجابة لهذا المؤثر، ألا وهو هذه الصورة التي أمامك، وبعد ذلك ابعد الصورة من أمامك وحاول تذكر كل التفاصيل التي رأيتها قبل ذلك، وأعد ذلك التمرين عدة مرات وهو تمرين جيد.

هناك تمرين آخر وهو عملية العد العكسي، من رقم 100 واحد واحد ثم اثنان اثنان ثم ثلاثة ثلاثة، وهكذا وكلما تم الاختبار بسرعة كلما كان أفضل لتقوية الذاكرة، وهناك أيضا العمليات الحسابية الشفوية من الجمع والطرح والضرب والقسمة، وبشكل سريع، وكلما أسرعت في الإجابة على تلك العمليات الحسابية كلما تم تقوية الذاكرة، وقضاء ساعات كثيرة أمام الكمبيوتر لا يقوي الذاكرة؛ لأنه ببساطة لا ينشطها.

الشعور بالكسل والخمول وكثرة النسيان وضعف التركيز: له أيضا علاقة بالأنيميا، وكسل الغدة الدرقية، وعدم التغذية الجيدة.

لذلك يجب فحص فيتامين (د)، وصورة دم كامل، ووظائف الغدة الدرقية، وتناول العلاج المناسب حسب نتيجة التحاليل، مع التغذية الجيدة.

ولا مانع من تناول كبسولات فيتامين، مثل: materna كبسولات omega 3 يوميا كبسولة من كل نوع حتى يتم تقوية الذاكرة وتقوية الدم، مع التعود على تناول ما ذكرت من أنواع الأطعمة التي ذكرها لك الأطباء فهي جيدة. وتناول أيضا الفواكه والخضروات والحبوب، مثل: الشوفان والقمح الكامل (البليلة)، والعسل وحبة البركة، والمشروبات الطبيعية، مثل: القرفة والقرنفل والحلبة والمرمية والنعناع وشرب الحليب، وتناول منتجات الألبان.

وفقك الله لما فيه الخير.