كيف أتخلص من الخوف من الناس وأقوي شخصيتي؟

0 357

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عمري 18سنة، وأعاني من الخوف الشديد من الناس، ومن التشاجر والمضاربة، وأجد نفسي ضعيفا أمام عدة مواقف، فكرت لدرجة أني أقوم بمراجعة طبيب نفسي: كيف يمكنني أن أعيد الثقة بنفسي وأقوي شخصيتي؟ أرجو المساعدة، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

ما تعاني منه ربما يكون من أعرض الرهاب الاجتماعي، وقد يكون سببه أسلوب التنشئة الاجتماعية الذي تعرضت له منذ الطفولة، أو بسبب تجارب سالبة حدثت في الماضي. فلا بد أن تعلم أن الله تبارك وتعالى خلقك في أحسن تقويم، واحمد الله على نعمة العقل؛ فهي أعظم النعم. لذلك لماذا الخوف؟ ولماذا الرهبة من الناس المخلوقين مثلك؟ فكل الناس لها محاسن ولها عيوب، والكمال لله وحده.

تقديرك غير الواقعي للآخرين ولنفسك هو سبب الخوف والتوتر؛ لأن هذا ناتج عن النظرة السلبية لنفسك والتقييم المتضخم للآخرين. فحاول تعداد صفاتك الإيجابية، ولا تقارن نفسك بمن هم أعلى منك في الأمور الدنيوية، وغير المقياس أو المعيار الذي تقيم به الناس، فأفضل المقاييس على الإطلاق هو المقياس المستمد من الكتاب والسنة، فتقوى الله عز وجل هي المحك الحقيقي لتقييم الشخصيات.

لذلك نقول لك -ابننا العزيز- مشكلة تجنب الآخرين، وعدم الاحتكاك بهم لا بد من التفكير في حلها بالطرق الواقعية، وأولها المواجهة وعدم الانسحاب والتعذر بأسباب واهية. فحاول رفع شعار مفاده التحدي والمواجهة، والدفاع عن نفسك وعرضك، ولا تخش من حدوث أي مكروه لك؛ فأنت على حق، والله تعالى سينصرك ويقويك على أعدائك. وأكيد أن في كل بلد قانونا يحمي المواطنين؛ فلماذا الخوف؟ فحاول الاطلاع والتثقيف في قوانين بلدك، ومعرفة حقوقك، ومعرفة كيفية الدفاع عن نفسك بالطرق القانونية الصحيحة؛ حتى لا تضيع حقوقك.

تذكر حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- لابن عباس -رضي الله عنهما- قال: كنت خلف النبي -صلى الله عليه وسلم- يوما، فقال: (يا غلام، إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعـوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

واظب على الصلوات في جماعة، وخاصة صلاة الصبح؛ فإنك تكون في ذمة الله لا يضرك شيء، ويحفظك الله تعالى من كل شر طيلة ذلك اليوم، ويبعد عنك كل مشكلة. واستعذ بالله من الجبن في دعائك.

نسأل الله تعالى أن يوفقك لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات