السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي لكم: هل كمية الدم في فترة الدورة الشهرية لها علاقة بالعمر؟ فأنا فتاة أبلغ من العمر 37 سنة، غير متزوجة، دورتي الشهرية منتظمة، ولكن كمية الدم بسيطة، وتستمر معي يوما أو يومين ونصف.
أشعر بالقلق من هذا الأمر، فقد كانت بالماضي -منذ سبع أو عشر سنوات- تنزل لمدة خمسة أيام، هل قلة الدم له تأثير على الحمل وإنجاب الأطفال بعد الزواج؟
أفيوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أتفهم خوفك وقلقك يا عزيزتي، وأحب أن أوضح لك أن مدة الحيض الطبيعية تتراوح من 2 إلى 9 أيام, وأي مدة بين هذين الرقمين يمكن اعتبارها طبيعية ومقبولة.
ومن الناحية الطبية أقول لك: إن قلة دم الطمث وقصر مدته تعتبر أفضل بكثير من غزارته وطول مدته؛ لأنها تدل على وجود توازن هرموني جيد بين هرمونات المبيض الأساسية المسؤولة عن بناء بطانة الرحم.
كما أود أن أوضح لك بأن الحساب لبدء الدورة الشهرية يجب أن يتم اعتبارا من أول يوم تتم فيه ملاحظة أي أثر للدم مهما كان قليلا, فمثلا: لو نزلت قطرات دموية ثم توقفت, ولم تلاحظي بعدها أي أثر للدم في ذلك اليوم, فيجب اعتبار ذلك اليوم من أيام الحيض، ولو صادف أن لاحظت أي أثر للدم في صباح يوم الطهر, فيمكنك الغسل بعد ذلك, لكن يجب اعتبار هذا اليوم من أيام الحيض, وقصدت أن أنبه إلى ذلك الأمر؛ لأن الكثيرات لا يعتبرن هذه الأيام من ضمن أيام الحيض.
إذا يا عزيزتي: من الناحية الطبية لا يمكن القول بأن الدورة طولها يوم ونصف؛ لأن النصف يجب أن يحسب يوما, ويجب القول بأن دورتك هي بطول يومين على الأقل, وبالتالي فإنها تعتبر ضمن الحدود الطبيعية المقبولة.
لذلك فإنني أطمئنك بأنك طبيعية - إن شاء الله -, فالدورة عندك منتظمة, وطولها ضمن المعدل الطبيعي, وحتى لو كانت قبل ذلك خمسة أيام, والآن يومين فقط, فإن هذا لا يعني بأنها غير إباضية، أو غير مخصبة, بل على العكس, لأن أهم شيء في الدورة هو انتظامها, والانتظام يدل على حدوث التبويض, وحدوث التبويض يعني توازن جيد للهرمونات الأساسية في المبيض كما سبق وذكرت.
وبقي أن تعرفي أمرا هاما يا عزيزتي، وهو أن الخصوبة تبدأ بالانخفاض بشكل تدريجي عند كل النساء بعد عمر 35 سنة, وهذا يحدث عند الجميع, لذلك إن تقدم لك من ترضين دينه وخلقه فعليك بعدم التردد.
وقد لفت انتباهي بأن وزنك هو (75 كلغ), وأنصحك بالحرص على إبقاء وزنك مناسبا لطولك, لأن هذا هام في الإبقاء على الدورة منتظمة, وفي الإبقاء على حسن عمل المبيض, ومنع حدوث التكيسات مستقبلا – لا قدر الله -.
نسأل الله عز وجل, أن يكتب لك كل الخير, في حاضرك ومستقبلك.