السؤال
السلام عليكم
لدي مشكلة في الحنجرة (منطقة الرقبة)، أحس دائما في منطقة الحنجرة بوجود ورم (مجرد إحساس) ولا يوجد أي دليل على ذلك، وقمت بعمل تحليل الغدة الدرقية، وكان التحليل سليما جدا ولا أعاني من الغدة، ولكن أشعر بهذا الورم عند السعال، وعند شرب المشروبات الساخنة، وأحيانا أشعر به فقط دون أي شيء.
أحس أن الورم يصعد لأعلى ثم ينزل، ثم يختفي، وهذا الشعور غير دائم، وظهر عندي منذ حوالي 3 شهور، وإذا لم يكن ورما فأعتقد أنه تقلص، يعني الزور أو المريء ينكمش، وأشعر باختناق، يعني سواء كان ورما أو تقلصا ففي كلتا الحالتين أشعر باختناق، لكن سرعان ما يزول.
هذه المنطقة عادية من حيث المظهر الخارجي، ولا يوجد أي شيء خارجي، وإنما هو فقط إحساس داخلي.
أرجوكم أفيدوني في تشخيص هذه الحالة، وما الدواء المناسب لها؟
وشكرا جزيلا لحضراتكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا ينبغي على الطبيب إهمال أي شكوى لمريض والاكتفاء بالتطمين فقط, بالحقيقة أفضل طريقة لتطمين المريض هي بالفحص الدقيق والشامل لمنطقة الرأس والعنق, هذا الفحص يشمل الفحص السريري والشعاعي، وكذلك إجراء التنظير التلفزيوني للمريض لمنطقة البلعوم والحنجرة، وربما المريء، وبعدها وفي حال التأكد من عدم وجود أي مشكلة ورمية؛ يمكن التفكير بالأسباب التشنجية والهضمية والنفسية ...
من الأعراض الشائعة في حال التوتر النفسي حدوث الإحساس بالاختناق، والجسم الغريب في العنق والحنجرة -وهو مجرد إحساس- لا يتطابق مع الواقع الفيزيولوجي للجسم، ومما يزيد احتمال كون هذا الإحساس نفسيا أنه يأتي ويزول، فلو كان هناك مشكلة ورمية فالإحساس يبقى ثابتا، بل ويتزايد.
الأسباب العضوية لهذا الاختناق من التهابية، وتحسسية، وورمية، وهضمية، تعالج كل بحسب المسبب، ولا أعتقد أن لديك أيا منها، حيث إن الأعراض لا تتوافق معها، ولكن بكل الأحوال لا بد من الفحص الدقيق أولا.
يمكن معالجة هذا الإحساس النفسي بالاختناق بتطمين المريض بالفحص الجيد، ونفي كل الأسباب الأخرى, ثم هناك العلاج الدوائي بمضادات القلق الخفيفة، وأحيانا بمضادات الاكتئاب، وطبعا كلها تحت الإشراف الطبي، ومحاولة إيقافها التدريجي بعد مدة قد تطول لعدة أشهر.
مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله.