السؤال
السلام عليكم
لدي عدة استفسارات، أتمنى الإجابة عليها:
1- هل تكرار أو كتابة رسائل، مثل: أنا جميل أو أنا تاجر أو أنا جريء، لها فوائد؟ وما حكمها في الشرع؟
2- هل التنويم الإيحائي مفيد؟ وما حكمه في الشرع؟
3- أنتم تقولون: يجب شرب ٨ أكواب يوميا، هل هذا خاص بالماء فقط أم يشمل جميع السوائل؟
جزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سلمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فتكرار الرسائل الإيجابية: هي طريقة من طرق العلاج النفسي الجيدة جدا، وهي تفيد الأشخاص الذين يهيمن ويسيطر عليهم الفكر السلبي، لكن هذه الرسائل أو هذه الكلمات يجب أن تكون منضبطة وذات معنى نبيل وصحيح، فيتم تكرارها حتى ترسخ، ويبني الإنسان قناعات جديدة؛ لإزاحة الفكر السلبي، فهذا أمر مطلوب وجيد جدا.
أما بالنسبة للتنويم الإيحائي: فهو من الوسائل العلاجية الاسترخائية، وكلمة (تنويم) لا أراها صحيحة أبدا، هو نوع من الاسترخاء العميق الذي يحدث بتوجيه من المعالج، وفي بعض الأحيان إذا اعتمد الإنسان على التأمل ومارس تمارين الاسترخاء بتركيز شديد وقناعة بجدواها ونفعها، فسوف يصل لهذه المرحلة، والتي أسميتها (التنويم الإيحائي) وهو نوع من العلاج الذي نراه يفيد في بعض الحالات.
بالنسبة لشرب الماء: الماء شربه حسب حاجة الجسد وحسب ظمأ الإنسان، وفي بعض الأحيان يضطر الإنسان ليزيد من كمية الماء الذي يتناوله، مثلا: في حالات الحر الشديد أو في حالات بعض أمراض الكلى، وهكذا، لكن يجب ألا يسرف الإنسان في شرب الماء؛ لأن التسمم المائي أيضا هي علة طبية معروفة، وقد تكون خطيرة جدا في بعض الأحيان، أو هناك شرب الماء القهري الذي يحدث لبعض الناس، وهو مرض ولا شك في ذلك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.
++++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة الدكتور/ محمد عبد العليم، استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان، تليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي، مستشار الشؤون الأسرية والتربوية:
مرحبا بك -أيها الولد الحبيب- في استشارات إسلام ويب.
بالنسبة للتنويم الإيحائي: تباينت فيه آراء العلماء المعاصرين واختلفت، وهذا الاختلاف مبني على تصوره، فإن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، فبعض الناس تصور أن هذا النوع من التنويم يعتمد فيه على الجن وتسخير الجن، وأن المنوم إنما يستعين بالجن للسيطرة على هذا الشخص المنوم فيجعله طوعا له، ومن ثم يطلب منه تنفيذ بعض الأفعال أو الأقوال أو غير ذلك.
وعلى هذا التصور بنيت الفتوى بالتحريم، وبهذا أفتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية.
إذا كان هذا التصور صحيحا، فإن الحكم واضح صريح في منع استخدام هذه الوسيلة لما فيها من الاستعانة بالجن، وإن كان الغرض المستعمل فيه مباحا؛ لأن الاستعمال للجن لا يخلو من مفاسد، ويجر إلى مفاسد عظمى أيضا.
القول الثاني في التنويم الإيحائي: أنه مباح إذا كان مستعملا في شيء مباح، أي من أجل تحقيق مقصد مباح، وهذه الفتوى بنيت على أن هذا النوع من التنويم إنما هو مجال علمي بحت لا علاقة له بالجن، وأن مهمته علاجية، وله قواعد وأسس تتحقق به إنجازات طبية معروفة.
نستطيع أن نقول: إنه إذا استخدم على هذا النحو من الاستخدام وكان المقصود الذي يستعمل من أجله مباحا، نستطيع أن نقول: إن الأصل في الأشياء الحل والإباحة، وإنه في هذه الصورة يكون مباحا؛ لأنه لم يتضمن محظورا.
بالجملة، فإن التنويم الإيحائي قد يكون حلالا وقد يكون حراما بحسب الطريقة التي يستعمل بها، والأشخاص الذين يستعملونه أيضا.
أما تكرار كلمة: (أنا جميل) أو (أنا جريء) أو (أنا تاجر) أو نحو ذلك، فإنه لا حرج فيها، لأنها لا تتضمن تزكية للنفس بالصلاح وبالاستقامة، وما دامت تؤدي إلى آثار طيبة: كأن تخلص الإنسان من الاستسلام للفكرة السيئة أنه قبيح أو أنه جبان أو غير ذلك، فما دام هذا السلوك يغير فيه هذه الخصلة السيئة، ويشعره بنعمة الله -تعالى- عليه، ويغيره إلى الأفضل، فإنه لا حرج عليه في ذلك كله.
نسأل الله -تعالى- أن يأخذ بيدك إلى كل خير.