السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الدكتور العزيز، اتبعت قبل خمس سنوات وصفة علاج من موقعكم -الشبكة الإسلامية- التي أفادتني كثيرا -ولله الحمد-، وكنت أعاني من مشكلة احمرار الوجه غير المبرر عند أي ظرف يصيبني، مثل: أن أكون بقاعة محاضرات، ويوجه لي الدكتور سؤالا، أو أكون بمجلس، ويوجه لي أحد الضيوف سؤالا عن الحال، أو عند ما يسلط علي الضوء في أي حال من الأحوال، وكان هذا الأمر صعبا جدا علي، حينما يشاهد الجميع احمرار وجهي الغير مبرر، وأود أن تنشق الأرض وتبلعني ولا يراني أحد بهذا الموقف! ويزيد الأمر صعوبة في نفسي، حينما يكون الاحمرار ليس له داع أصلا.
عانيت كثيرا من هذا الاحمرار، لدرجة أنني تركت الدراسة بسبب الاحمرار فقط، مع العلم أنني شخص اجتماعي، وأحب أن أخالط الناس، وأذهب إليهم، وأتكلم معهم بكل عفوية، وأشارك مع المحاضر برغبة كبيرة مني للمشاركة وإثبات وجودي في القاعة، لكن حينما يحمر وجهي، يضع لي حواجز في حياتي مع الكل، وأكثر ما أحزنني، أنه أعاقني عن إكمال الدراسة.
أنا لا يوجد لدي رهاب اجتماعي، أنا فقط يحمر وجهي، وبعض الأحيان أجد صعوبة وضيقا في التنفس فقط لا غير، وليس كما قرأت عن أعراض الرهاب الاجتماعي، ومنها: عدم الرغبة بمخالطة الناس، بالعكس تماما، أنا أشارك الجميع.
قبل خمس سنوات، وضعت استشارتي بموقعكم، وأفادني أحد الدكاترة بوصفة علاج، وهي استعمال دواء (الزيروكسات 20)، نصف حبة، لمدة شهر، ثم أرفع الجرعة إلى حبة واحدة، لمدة شهرين، ثم أرفع الجرعة إلى حبة ونصف، لمدة شهرين، ومن ثم أرفعها إلى حبتين، لمدة ستة شهور، ثم نزلتها تدريجيا كل شهرين نصف حبة، إلى أن أنهيت فترة العلاج في تلك الفترة.
لله الحمد، تحسنت حالتي أثناء العلاج، وتحسن احمرار الوجه لدي بنسبة 80 %، وارتحت نفسيا، لكن بعد أن أنهيت العلاج، رجعت حالتي كما كانت في السابق تماما، وكأنني لم أستعمل الوصفة من (الزيروكسات) أبدا.
بعدها اضطررت أن أرجع وأعيد استعمال الدواء تدريجيا، وهي نصف حبة لمدة شهر، ومن ثم إلى حبة، وظللت على حبة واحدة منذ سنتين إلى الآن وأنا مدمن على (الزيروكسات)، لا أستطيع أن أتركه، وحينما أقلل الجرعة إلى نصف حبة، ومن ثم إلى كل يومين نصف حبة تدريجيا لكي أقطعه، تاتيني علامات الانسحاب، وهي أنني أشعر بصداع في الرأس، واكتئاب، ومزاج سيء جدا، والأسوء من هذا أن الاحمرار يعود كما كان، فأضطر مرة أخرى للعودة للعلاج تدريجيا، لكي ارتاح من أعراض الانسحاب والاحمرار الذي هو السبب الرئيسي لما أعانيه.
صرت أشعر الآن أنني مدمن على هذا الدواء، وحينما أقطعه تدريجيا يرجع كل شيء كما كان، وزيادة على ذلك: صداع، وأعراض انسحاب.
منذ أكثر من 5 سنوات وأنا أستعمل (السيروكسات)، ولا أعلم ما هو الحل؟ هل أظل طيلة حياتي مدمنا على هذا الدواء؟! أريد أن أرتاح من هذا الإدمان، ولكني أعلم بأنه ليس لدي خيار سوى أنني: إما أن أختار الاحمرار غير المبرر مع صداع ومزاج سيء بسبب االانسحاب أو أظل أستعمل الجرعات من مخدر (السيروكسات) مدى الحياة!
أرجو منكم توجيهي، وجزاكم الله خيرا.