السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما كان عمري 22 سنة، أصبت بنوبة ذعر، لقد كنت أخاف من الموت، فكنت أشعر بأنني أعرق كثيرا، وأشعر بضيق في التنفس، وتبدأ الدنيا تسود أمامي، وأشعر بأنه سيغمى علي، فعزلت نفسي عن الناس، وظل الحال هكذا عدة شهور، دون خروج أو اختلاط بالناس، حتى المناسبات لم أعد أحضرها.
بعد ذلك راجعت طبيبا نفسيا، شخص حالتي بأنها رهاب اجتماعي، ووصف لي حبوب (السبرالكس) ولقد تحسنت كثيرا، ولكن الآن تعود لي الحالة نفسها، فأشعر أنني أتحسن في أوقات، وفي أوقات أخرى تسوء وتزيد حالتي.
تكون الأعراض أحيانا على شكل تنميل في الأصابع والأطراف، واختناق، واسوداد الدنيا، والدوخة وكأن رأسي يسحب للأعلى، مع فقدان التوازن، وازدياد ضربات القلب.
قرأت كثيرا عن هذه الأعراض، وعلمت أنها نوبات هلع، واضطراب ساح، أنا متفهمة لمرضي الذي أعانيه وحالتي، ومازلت أقاوم وأحاول الخروج، ومواجهة الألم، لا أريد أكل الحبوب مجددا، فأنا أخاف الإدمان عليها، فما رأيكم؟ وهل لديكم إرشادات أو تشخيص معين لحالتي؟
ملاحظة: عمري حاليا أصبح 28 سنة، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كفاح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بالفعل النوبة التي أصابتك هي نوبة هلع، أو نوبة فزع، وهذه النوبات دائما ينتج عنها ما نسميه بالقلق التوقعي، والمخاوف، والإنسان قد يصاب أيضا بوسوسة تجعله متخوفا من حدوث هذه النوبات مستقبلا.
أما الخوف من الموت بالصورة التي ذكرتيها: فيعتبر خوفا مرضيا وهو دائما مصاحب لنوبات الهرع والفزع؛ لأن النوبة حين تكون في قمتها، الإنسان يأتيه شعور بدنو أجله، ومن ثم تتكون عنده هذه الفكرة وتصبح لصيقه جدا لوجدانه.
أيتها الفاضلة الكريمة، أريدك أن تتفهمي أن نوبات الهلع والفزع وما يصحبها من أعراض هي ظاهرة نفسية معروفة، وهي نوع من أنواع القلق الحاد، الذي لا تعرف أسبابه على وجه الخصوص، وإن كانت هنالك بعض النظريات حول أسبابه.
يتم علاجه عن طريق التجاهل، ومن المؤكد أن النوبات إذا حدثت للإنسان بعد النوبة الأولى تكون أخف وأقل حدة، ويكون الإنسان أكثر توائما معها، من أهم الوسائل العلاجية، هو أن تحقري هذه الأعراض، وأن تصرفي انتباهك عنها، وأن تشغلي نفسك بما هو مفيد، وتتدربي على تمارين الاسترخاء، وتطبقيها بكثافة، ومن المهم جدا أن تلجئي إلى التفريغ النفسي، وأقصد بذلك أن تعبري عما بداخلك، لا تحقني أبدا من خلال الكتمان، واجعلي لحياتك معنى، أنت - الحمد لله تعالى -، لديك وظيفة، وحياة بها أشياء طيبة وجميلة، فاسعي دائما لتطوير ذاتك، فهذا سوف يساعدك كثيرا.
وبالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أقدر وجهة نظرك تماما، لكن (السبرالكس)، من الأدوية الممتازة، من الأدوية الفاعلة، فإذا تناوله الإنسان مع التطبيقات السلوكية المعرفية التي تحدثنا عنها، تكون نتائج العلاج رائعة جدا، (السبرالكس)، أو الأدوية المشابهة له ليست إدمانية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.