السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمري 23 سنة، وعندي ضيق في التنفس يكون جزئيا أحيانا، وكليا أحيانا أخرى، وأنفي يكون منسدا تماما، وأوقات يكون من جانب واحد، لكن دائما كمية الأكسجين والهواء التي تدخل تكون قليلة، وأحس بصعوبة ومشقة في التنفس، وأحس دائما كأن فيه ضغطا على أنفي.
المشكلة هذه لها سنوات، ومستمرة معي طول السنة، الصبح والليل، الصيف والشتاء، لكن لم أكن أعرف أنها هي السبب، حتى دخلت الجيش، وكان مطلوبا مني مجهود بدني كبير، وبدأت أستخدم نقط: Otrivin.
أشعر دائما بصداع وأستخدم مسكنات، وأعاني من ضعف في التركيز كبير جدا، لا أستطيع أن أركز، ومشتت، أنام كثيرا جدا، ونومي الطبيعي لا يقل عن 8 ساعات، ويصل يوميا ل10 و12 ساعة، والنوم بالنسبة لي مشكلة كبيرة، وعندي اضطرابات مستمرة فيه، وعندما أستيقظ أحس بدوخة ولا أستطيع القيام من النوم إلا إذا نمت على الأقل 7 أو 8 ساعات، حتى لو كان عندي شغل أو (مشوار) مهم ربما يضيع بسبب هذا الموضوع، وبعض الأوقات أضطر لأخذ أدوية منبهة؛ حتى أبقى مستيقظا طوال الليل؛ لأجل ألا يفوتني ميعاد مهم في الصباح.
لا أستطيع المذاكرة، وأنا في كلية عملية ومحتاج للمذاكرة فترات طويلة، وعندما أبدأ أذاكر لنصف ساعة أو لساعة أحس بصداع قوي، ولا أستطيع أن أركز، ولذا دائما أذاكر بمسكنات، وفي أوقات تأتيني دوخة قوية، وذات مرة قست ضغطي وأنا دايخ؛ فكان 80/60، وأخذت شيئا يرفع الضغط لمدة 3 أيام، ثم قسته فكان جيدا.
ذهبت لدكتور باطنة لأجل أن أتأكد، فقال لي: إن كل شيء جيد، وضغطك جيد، وطلب مني تحاليل مثل CBC، وتحليل الغدة الدرقية والكبد، وكان كله جيدا.
وذهبت لدكتور أنف وأذن وحنجرة، وقال لي: إن عندي ميلا في الحاجز الأنفي لكنه بسيط، ولا يحتاج لعملية، لكن عندي حساسية، فوصف لي Avamys spray + solupred tab BID 5 days + Otrivin dps when needed ورجعت إليه بعد 10 أيام ولم أحس بأي تحسن، فأضاف Delarex قرصا للحساسية مساء، والآن لي 3 أسابيع أستخدم العلاج غير ال 10 أيام الأولى، وأيضا لم أشعر بأي تحسن، ولا بد أن أستخدم نقط Otrivin حتى أقدر على التنفس.
للعلم إن الحالة الوحيدة التي أحس أني أقدر على التنفس فيها طبيعيا عندما يكون التكييف مفتوحا على البارد في الغرفة أو السيارة.
أريد أن أعرف هذه المشكلة، وما الذي يمكن عمله؟ وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
عدد ساعات النوم المثالية يختلف من شخص إلى آخر، فالبعض يستعيد نشاطه بعد تسع ساعات من النوم، في حين يكتفي آخرون بخمس ساعات، وبحسب الإحصائيات فإن عدد ساعات النوم المثالية هو سبع ساعات، وفي جميع الحالات فإن نوعية النوم أهم من مدته، وعلى ذلك فإن ست ساعات من النوم كفيلة بالراحة، وإعادة التوازن لجسم الإنسان.
من المعلوم أن جسم الإنسان يفرز موادا مسكنة قوية أثناء النوم تسمى (إندورفين) تشبه إلى حد كبير المورفين، وتساعد على راحة الجسم بعد يوم طويل من التعب والإرهاق، وبالتالي فإن الساعات الخمس الأولى من النوم هي الأكثر أهمية، إذ تكون مرحلة النوم العميق طويلة، حيث تتوقف جميع وظائف الجسم عن عملها؛ مما يساعد الدماغ والجسم على الاسترخاء، ولكن لا يعني بالضرورة أن كل إنسان يحتاج ذلك العدد من الساعات، فنوم الإنسان يتراوح بين أقل من ثلاث ساعات لدى البعض، إلى أكثر من 10 ساعات لدى البعض الآخر.
والمهم هو تجنب الحبوب المنشطة مثل: ترامادول، وما ابتلي به الشباب في هذه الآونة؛ لأن تلك الحبوب توقف إفراز الإندورفينز الداخلي، وذلك لتوافره من المسكنات، ويصبح الجسم في حالة إدمان عليها بعد ذلك؛ لأن الغدد لم تعد تفرزها لفشلها في ذلك.
وهناك دواء يسمى (Cebralex 20 mg) يمكن تناوله يوميا قرصا واحدا لمدة 3 إلى 6 شهور، يساعد كثيرا في ضبط الحالة النفسية، وحالة التوتر والقلق، ويحسن الشهية، وقد يضبط ساعات النوم ويقللها -إن شاء الله-؛ لأن النوم الزائد يرتبط أحيانا بحالة من الاكتئاب التي تصيب بعض الشباب.
والتغذية الجيدة ضرورية، وتناول الفواكه ذات اللون الأسود؛ لاحتوائها على مضادات الأكسدة، وتناول الأسماك مثل: التونة، والسالمون، والسردين؛ لاحتوائها على الأحماض الدهنية أوميجا3.
وفيتامين د، موجود تحت الجلد بصورة خاملة، ويحتاج إلى أشعة الشمس المباشرة؛ لتنشيطه إلى المادة الفعالة، وبما أن معظم الناس لا يتعرضون إلى أشعة الشمس المباشرة إلا في الوجه، ومع ندرة ذلك الفيتامين في الطعام، لذلك ينقص كثيرا هذا الفيتامين، ويحتاج البالغون إلى أخذ حقنة 600000 وحدة دولية كل 4 إلى 6 شهور، أو تناول كبسولات 50000 وحدة دولية كل أسبوع لمدة شهرين، ويكرر ذلك كلما أمكن أو كل 4 شهور؛ لأنه ضروري لجسم الإنسان ولقوة العظام.
والتهاب وحساسية الجيوب الأنفية تؤدي إلى الصداع، وعدم القدرة على التنفس الجيد، خصوصا أثناء النوم، وهذا الانسداد يؤدي إلى احتقان الحلق؛ لأن هواء التنفس ليس له طريق إلا عن طريق الفم، ويمكن علاج حساسية الأنف عن طريق الاستنشاق بالماء المالح عدة مرات يوميا مثل الوضوء تماما، عن طريق إذابة نصف ملعقة صغيرة من الملح على كوب كبير من الماء، بديلا لنقط أوتريفين التي يجب التوقف عن استعمالها نهائيا؛ لأنها تؤثر على الغشاء المخاطي للأنف، وتؤدي إلى ضموره على المدى البعيد، مع الاستمرار على بخاخ (Avamys nasal spray) وهو بخاخ كورتيزون (fluticasone) يمكن استخدامه في الأيام الأولى من العلاج مرتين يوميا، ثم مرة واحدة مساء بعد ذلك، وحبوب (solupred tab) وهي كورتيزون أيضا، ولا يجب تكرارها إلا بمعرفة الطبيب.
وحساسية الأنف تؤدي إلى نقص كمية الأكسجين التي تصل الخلايا، وهذا يؤدي إلى حالة من الإرهاق المستمر، والكسل والخمول.
والتعرض لتيارات الهواء المختلفة، وإلى الغبار، ونزلات البرد، يؤدي إلى زيادة حساسية الأنف والانسداد، ولذلك الوقاية خير من العلاج.
وفقك الله لما فيه الخير.