السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي هو: ما آخر سن الشباب؟ وهل العمر من (30 إلى 50) يعتبر من سن الشباب؟ لأني بصراحة لم أعش طفولتي وشبابي مثل باقي الناس، فحياتي كانت كلها هموم وغموم وأحزان.
ضاعت سنتان من عمري في المدرسة؛ لأني دخلت المدرسة متأخرا، فهل إذا وصلت لسن الـ 45 سأقدر أن ألعب وأمرح، وأذهب إلى الملاهي، وأشاهد (الكارتون)؟ لأني بصراحة مدمن (كارتون)، أم أن سن الـ (40 و 46) يعني أني صرت عجوزا؟ أرجو الإجابة بالتفصيل عن الموضوع، مع إضافة بعض الفوائد؛ لأني مهتم بالموضوع كثيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ سيف الله المسلول حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك ابننا الفاضل في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك للخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يرزقنا جميعا طاعة الكبير المتعال، وأن يطيل في طاعته الآجال.
لا شك أن فترة الشباب هي فترة الحيوية والنشاط، وهي أيضا فترة العبادة والإنابة، ورسولنا صلى الله عليه وسلم نصره الله بالشباب، وقالت حفصة بنت سيرين:( يا معشر الشباب عليكم بالعمل فإني ما رأيت العمل إلا في الشباب)، فاغتنم فرصة الشباب، واعلم أننا لم نخلق عبثا، ولن نترك سدى.
وأرجو أن تعلم أن الإسلام لا يمنع اللعب، ولكن يجعل له مقدارا حتى لا يطغى على الواجبات، وإن كان ولا بد فليكن بمقدار ما يعطى الطعام من الملح، وقد وجد في السلف من لم تكن لهم طفولة، كالإمام ابن الجوزي، والنووي، وسفيان، حيث ظهرت عليهم الألمعية والذكاء والتبكير في طلب العلم ومجالسة العلماء، بل وجد من أطفال السلف من كان يجالس الأكابر فإذا عضه الجوع بكى.
أما فترة الشباب فتبدأ بالبلوغ، وتنتهي عند الأربعين، ومن هنا يتضح أن الـ (30، و35، و40) من فترة الشباب، ولكن السلف كانوا إذا بلغوا الأربعين أقبلوا على آخرتهم إقبالا عظيما، وسن الأربعين سن النضج التي بعث فيها الأنبياء، ولا يخفى عليك أن الإدمان الالكتروني مرفوض، حتى بالنسبة للصغار، بل هو مرض بدأ العالم في علاجه، وللألعاب الإلكترونية المعلبة أضرار صحية، ونفسية، واجتماعية، وأخلاقية، بالإضافة إلى الضرر الأخطر على الدين.
نحن ننصحك بالاستفادة من لحظات العمر؛ لأنها غالية، فاحذر أن تضيع منك في اللهو والملاهي، والترفيه عن النفس والترويح ما ينبغي أن يتحول إلى غاية في حد ذاته، نسعد بتواصلك، ونسأل الله أن يوفقك، ونشكر لك الاهتمام، ونوصيك بوصية الله للأولين والآخرين، قال سبحانه:{ ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله}، وعليك بكثرة الدعاء.
نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن طال عمره وحسن عمله.. وفقك الله لكل الخير.