ليس لدي شخصية أبدا.. وأخاف من الناس حتى الأطفال

0 410

السؤال

السلام عليكم

ليس لدي شخصية أبدا، وأخاف من الناس حتى الأطفال، وليس عندي جرأة، ولا أستطيع أن أدافع عن نفسي، ومتشائم زيادة عن الحد، شديد القلق، وأفكر في الموت حتى أرتاح!

علما أني معقد نفسيا، وعندي وسواس قهري، وأكره كل الناس بما فيهم أبي بالذات، لأنه يعاملني بقسوة، وطريقة جاهلية.

طول الوقت وأنا حزين، وحين أتشاجر وأدافع عن نفسي أبكي وأنا كبير، لا أعرف لماذا أرتجف وعيني تدمع حتى وأنا معي حق؟!

أرجو وجود حل، هل يوجد دواء يريحني؟ هل كثرة العصبية والحزن سبب الشيب المبكر؟ أي أن شعري يصير أبيض وأكون غير قادر على الحركة؟ وهل يوجد علاج؟ لأني شاب صغير ولا أريد أن أشيب بسرعة، وأعجز عن الحركة، ويصير عندي كسل.

أتمنى الإجابة بالتفصيل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سيف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ظهور الشعر الأبيض ينتج عن توقف أو ضعف النشاط الصبغي بالشعر مع التقدم بالسن، ومن المتوقع أن يجد الشخص البالغ بعض الشعر الأبيض بالرأس في الثلاثينات من عمره، ويتأخر ظهور الشيب في الأشخاص ذوي البشرة السمراء إلى الأربعينات، ولكن إذا ظهر في سن مبكر عن ذلك فيعرف بالشيب المبكر.

في أغلب الأحوال لا يوجد سبب محدد لحدوث ذلك، ولكن بشكل نادر يمكن لبعض الأسباب أو الأمراض العضوية أن تؤدي إلى ظهور الشعر الأبيض، مثل نقص فيتامين ب 12 أو بعض أمراض الغدة النخامية أو الدرقية، ولا مانع من مراجعة الطبيب لتوقيع الكشف الطبي للتأكد من عدم وجود شكاوى أو شواهد لإصابتكم بتلك المشكلات، وكذلك إجراء الفحوصات الطبية اللازمة، ولا توجد دراسات أو معلومات حقيقية تفيد بأن تلك المشكلات النفسية التي تعاني منها لها علاقة مباشرة بظهور الشعر الأبيض.

لا يوجد علاج طبي فعال لعلاج هذه المشكلة، ويكون إخفاء الشعر الأبيض باستخدام الصبغات الدائمة التي تحتوي على الامونيا على فترات متباعدة هي الطريقة المتبعة في أغلب الأحوال يمكن تجربة الحناء الطبيعية أو الصبغات الخالية من الامونيا، واستخدامها إذا كانت النتيجة مرضية بالنسبة لك.

توجد صبغات قليلة الامونيا يمكن تجربتها Phyto colours وأنصح بمراجعة طبيب أمراض جلدية للمتابعة، وتقييم حالة الشعر، وتقديم النصح، ووصف بعض معالجات الشعر، والمرطبات إذا لزم الأمر.

وفقكم الله وحفظكم من كل سوء.
+++++++++++
انتهت إجابة د. محمد علام. استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية
وتليها إجابة د. محمد عبد العليم. استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
+++++++++++

أفادك الأخ الدكتور محمد علام بمعلومات طبية مفيدة جدا، فأرجو أن تأخذ بها.
من الناحية النفسية – أيها الفاضل الكريم – الذي أراه هو أن ثقتك في مقدراتك ضعيفة، وقد تأصل هذا الشعور لديك منذ وقت طويل، وجعلته بعد ذلك نمطا في حياتك.

بناء المشاعر السلبية على هذه الشاكلة والطريقة التي انتهجتها لا يعطيك فرصة أبدا للتدبر وللتفكر والتأمل في مقدراتك.

أيها الفاضل الكريم: هذه الصورة السلبية القاتمة عن نفسك تصححها من خلال أن تعيد تقييم نفسك تقييما كاملا وجديدا، وعلى أسس فيها مصداقية، وفيها شفافية، وتكون منصفا لنفسك، تعرف مصادر قوة شخصيتك – وهي كثيرة – حاول أن تستكشفها وتنميها وتقويها.

بهذه الطريقة تستطيع أن تزيح الفكر السلبي، وكذلك الجوانب التي تحس أنها سبب في إخفاقك في بعض مناحي الحياة.

الخوف من الناس – أيها الفاضل الكريم – شعور سلبي، شعور مكتسب، وبكل أسف بعض الناس يقبلون هذه المشاعر دون أن يناقشوها، دون أن يحللوها أو يتخذوا موقفا حيالها، فلا تقف جامدا في مواجهة هذا الخوف، حقره، ارفضه، قل لنفسك: (أنا لست بالضعيف، أنا لست بالجبان، أنا لست بالناقص، لماذا يحدث لي هذا؟).

ننصحك كأول تطبيق سلوكي عملي حقيقي يساعدك في الخروج من هذه المخاوف، وهذا التشاؤم وعدم الشعور بعدم الفعالية، أن تقدم لنفسك شيئا وللناس، قدم لنفسك عملا عظيما، وهو:
- الحرص على الصلاة مع الجماعة في المسجد، هذا لك به -إن شاء الله تعالى- ثواب عظيم، وفوق ذلك سوف تحس أن البناء لشخصيتك بدأ يأخذ مناحي جديدة، تسلم على المصلين بعد انتهاء الصلاة، تبدأ في الصفوف الخلفية ثم تتقدم إلى الصف الأمامي، ثم تأتي في منتصف الصف لتكون خلف الإمام، هذا تطور تدريجي جميل، يقلل الرهبة، بل يزيلها، ويبنيك بناء نفسيا صحيحا.

- أن تمارس رياضة مع أصدقائك مثل كرة القدم (مثلا)، هذه لعبة جماعية ممتازة يتفاعل فيها الإنسان وينصهر اجتماعيا، ويبن مقدراته، ويكتشف مقدراته المخبأة والمحبوسة والغير ظاهرة، وحين يسخرها ويخرجها على السطح يستفيد منها، وهذا كله يعود عليك بخير كبير.

- تواصلك مع أصدقائك، مع أرحامك، الانضمام لأي عمل تطوعي أو خيري أو اجتماعي أو ثقافي على مستوى الحي (مثلا)، أيضا هذا يخرجك من الخوف والتوتر والنظرات السلبية حول نفسك.

إذا أيها الفاضل الكريم: هنالك أسس كثيرة جدا لأن تعالج بها حالتك، وهي كلها أسس بسيطة ومن واقع الحياة، وتجد فيها -إن شاء الله تعالى- خيري الدنيا والآخرة.

العصبية - أيها الفاضل الكريم – تنتج وتأتي دائما من الكتمان، فلا تكتم، لا تحتقن نفسيا، عبر عن نفسك.

الوساوس أسقطها من حسابك، لا تسع لمشاجرة الناس أبدا، كن من الكاظمين الغيظ، كن من المحبوبين، هذه هي الحياة أيها الفاضل الكريم.

أريد أن أنصح لك بعلاج دوائي جيد، يعرف تجاريا باسم (مودابكس) كما هو معروف في مصر، ويسمى علميا باسم (سيرترالين) ويسمى تجاريا أيضا (لسترال) وأيضا (زولفت)، تناوله بجرعة نصف حبة لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها حبة كاملة، وقوتها خمسون مليجراما، تناولها ليلا لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء سوف يفيدك كثيرا ويساعدك.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات