حاولت الانتحار بسبب ما أعانيه من اكتئاب وعزلة.

0 365

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، أبلغ من العمر 22 سنة، أعاني من خمول شديد وصداع، أحب العزلة بشكل شديد، لدرجة أني أقضي يوما كاملا وأنا جالس بسريري دون عمل أي شيء، أحب الجلوس لوحدي، وأحب أن أنظر للمرآة بشكل كبير، أجلس ساعة أو ساعتين متواصلتين وأنا أنظر إلى وجهي فقط.

أحس أن الناس يكرهونني، وأرغب في الانتقام، مع أني من داخلي أشعر أني ضعيف، أفتقد للحنان، وأي كلمة حلوة أفسرها حنانا، فطفولتي كانت صعبة، فقد فقدت أمي ثم أبي وأنا عمري 14 سنة، وهذا الشيء مؤثر جدا على نفسيتي، وأكره الأماكن المزدحمة، أكره أن ينظر لي أي شخص، ويتبادر لذهني أنه يتكلم علي، وغالبا ما أفتعل مشكلة معه، بسبب عصبيتي الزائدة.

لا أقدر أن أتناقش مع أحد؛ لأن ضغطي يرتفع، وأغضب، وبمجرد ما أغضب أبدأ أكسر أي شيء بجانبي، وبعد 5 دقائق أحس بذنب، وضميري يؤنبني، وأرجع أتأسف من الشخص الذي أخطأت عليه.

حاولت الانتحار 4 أو 5 مرات، وبعض آثار الانتحار باقية في جسمي إلى الآن، وبمجرد دخولي البيت، أول شيء أحب أن أكون فيه هو السرير، لا أستطيع الجلوس مع أهلي ربع ساعة متواصلة، وغالبا ما أبكي في السرير، أتخيل أشياء لم تحدث في الواقع، وأظل أبكي، أحيانا أصرخ، ويدخل علي أهلي! تعبت جدا من نفسي، صار لي على هذه الحالة 5 أو 6 سنين.

آسف جدا على الإطالة، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعراضك متعددة، أهمها: الخمول، الانطوائية، سرعة الإجهاد النفسي والجسدي، عدم الفاعلية، سرعة الاستثارة، محاولة الانتحار، ومن الواضح أن لديك مشاكل في الهوية، والخوف من الفشل أعتقد أنه سيطر عليك، وربما يكون لديك صعوبات ومشاكل في شخصيتك، المخاوف التي لديك هي ثانوية، وكذلك الشكوك والرغبة في الانتقام.

هنالك عامل مهم أعتقد أنه قد يكون ساهم في هذه الأعراض، وهي البناء النفسي لشخصيتك، ولاشك أن فقدان الوالدين في سن مبكر له بعض الآثار السلبية التي قد تؤدي إلى الاكتئاب النفسي المستقبلي، لكن -الحمد لله تعالى- مجتمعاتنا مجتمعات تكافلية، فيها المساندة، وأنت الآن وصلت العمر الذي يجعلك تقف على رجليك تماما لتكون نافعا لنفسك ولغيرك.

أيها الفاضل الكريم: أرجو أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي، حالتك تستحق المتابعة، أنت محتاج لعلاج سلوكي نفسي منتظم لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، وأيضا تحتاج لأحد الأدوية المحسنة للمزاج والمزيلة للغضب والتي تمنع سرعة الاستثارة، وفرصتك -إن شاء الله تعالى- للشفاء كبيرة وعالية جدا، اذهب وقابل الطبيب وعليك بالمتابعة، وأنا متأكد أنه يمكن مساعدتك وبصورة فاعلة جدا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات