السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية أحب أن أشكركم على تواصلكم مع المسلمين في كل مكان، وبذل المستطاع لخدمة أمة الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وربنا يبارك فيكم، ويجزيكم عنا خير الجزاء.
هناك موضوع يؤرقني، وسبب خلافا بيني وبين أخي، وأريد مشورتكم.
أخي إنسان ملتزم، ويعرف الحلال من الحرام، وعلى اطلاع بأمور الدين، وهو عازب، عمره 35 سنة، متعلم، ويعمل مهندس شبكات، ويعمل في السعودية، وأهلنا -الله يعطيهم الصحة والعافية- في الأردن.
منذ فترة، الكل يتفاجأ أنه يريد الزواج من فتاة، من دولة عربية أخرى -ليست السعودية ولا الأردن- عن طريق النت، تحدث معها ومع أهلها على النت، وبعدها طلب من أهلي أن يحدثوها ويحدثوا أهلها على النت، ونحن لا نعلم عنهم أي شيء، ولا يوجد لدينا الإمكانيات لنسأل عنهم وعن أخلاقهم ودينهم.
من هذا المبدأ، الأهل رفضوا الموضوع، وهو مصر عليها، وأتينا بكل الحجج والبراهين أنها غير مناسبة؛ لأننا لا نعلم عنهم أي شيء، ولا نستطيع أن نحكم عليهم عن طريق النت، وسألته: من أين تعرف عليها؟ قال لي: أحد الاشخاص أثنى عليها، فسألته: من هذا الشخص، هل هوي تقي ذو دين وأخلاقه حميدة؟ فأعرض عن الإجابة.
هو مخطط معها أن تنزل مع أهلها على الأردن، ويتم الزواج مباشرة، من غير فترة خطوبة حقيقية، كان يمكن من خلالها أن يجلسوا مع بعض أو نسأل عنهم، ونتأكد من أخلاقهم ودينهم، وأهل البنت لم يطلبوا أي مهر، وموافقون على أخي من دون أي شروط، ومن دون أن يسألوا عنه، فهل يجوز الزواج بهذه الطريقه؟!
مع العلم أن أهلي إلى هذه اللحظة في كرب وهم عظيمين، وأنا وأخي متخاصمان، و-بإذن الله- سأعتذر منه اليوم عما بدر مني من كلام وصراخ بالأمس.
أعتذر عن الإطالة، وربنا يجزيكم الخير، ويبارك فيكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
بداية، نشكر لكم هذه المشاعر النبيلة تجاه ابن الأسرة الكريم، وأرجو أن تتعاملوا معه بهدوء وحكمة، وتذكروا له أن العبرة بصلاح الفتاة وأسرتها، وكون العلاقة قامت عن طريق النت، فهذا خطأ، ولكن لا ينبغي أن يعالج الخطأ بالخطأ، وهذا لا يعني أن الفتاة وأسرتها غير طيبين.
نتمنى أن يكون هناك دور في التواصل مع الفتاة، وحاولوا التعرف عليها، وتعريفها بأسرتكم.
إذا كان الزواج عن طريق صديق، فهذا طريق من طرق الزواج، وكم تمنينا لو أنه أشرككم منذ البداية؛ لأن الأسر تعاند عند ما تتفاجأ بعروسة تفرض عليهم، والناس أعداء لما جهلوا.
لا شك أنه سوف يدفع ثمنا غاليا؛ لأن النت لا يعطي الحقيقة، وليس من المصلحة الاعتماد على المعرفة عن طريق النت، ولست أدري هل شاهد الفتاة أم لا؟
نتمنى أن تقوموا بما يمكن القيام به، واتركوا السلبية؛ فإن فيها الضرر الكبير، فأكثروا من التواصل مع الفتاة وأسرتها، حتى تتضح لكم الأمور.
لا يخفى على أمثالك أن القرار النهائي في الزواج، هو للفتى والفتاة، وأن دور الأهل إرشادي توجيهي، ولا نؤيد فكرة التطاول على شقيقك، وأسعدنا أنك تفكر في الاعتذار له، واعلموا أن الضغط الزائد قد يفقدكم الأخ، كما أن الرفض الصارخ يوغر صدر الفتاة وأهلها، وهذا ليس فيه مصلحة لأحد، بل فيه ضرر كبير على أخيكم.
حبذا لو كلفتم من يسافر للتعرف على أسرة الفتاة؛ لأن الزواج ليس فقط بين رجل وامرأة، لكنه بين بيتين وأسرتين، وهاهنا أعمام وهناك أخوال، ونسأل الله أن يوفق الجميع، وأن يصلح الأحوال.
سوف نكون سعداء بدوام تواصلكم.
وصيتنا للجميع بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لأخيك الخير ثم يرضيه به.