السؤال
السلام عليكم
أنا شاب عمري 28 سنة، منذ فترة سنة انتابتني نوبة ضيق تنفس يسيرة، استمرت لساعات وذهبت، وتتكرر كل خمسة أو ستة شهور.
الآن جاءت مترافقة مع ألم في فم المعدة عند الجوع، ونفخة وتلبك بعد الأكل، وحموضة في المعدة، هل هذه أعرض النوبة القلبية؟ علما أني مدخن وبدين، وأنا قلق جدا الآن.
شكرا لتجاوبكم، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/mohammad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نادرا ما تحدث مشاكل للقلب في مثل سنك، ولكن البدانة والتدخين من أخطر ما يكون على الصحة العامة، ولك إعادة حساباتك مرة أخرى، واتخاذ قرار الحمية والإقلاع عن التدخين؛ حيث أن التدخين من أهم أسباب مشاكل المعدة، وعلى رأسها الحموضة والارتجاع، بالإضافة إلى جرثومة تصيب المعدة، تسمى: H-Pylori أو جرثومة (هيليكوباكتر).
لذلك يجب عمل تحليل لها في البراز، وعندما تكون النتيجة إيجابية هناك علاج يسمى العلاج الثلاثي، وهو عبارة عن ثلاثة أدوية تؤخذ لمدة 10 إلى 15 يوما، وتعطي هذه الأدوية نتائج طيبة بعد انتهاء الجرعات، وتختفي الأعراض بعد نهاية العلاج إن شاء الله تعالى، والعلاج هو: klacid 500 mg مرتين في اليوم + amoxicillin 500 mg مرتين يوميا + flagyl 500 mg ثلاث مرات يوميا، بالإضافة إلى قرص واحد من حبوب nexium على الريق صباحا، وفي نهاية الجرعات سوف تتحسن الحالة إن شاء الله.
عسر الهضم والارتجاع (إحساس الحموضة في الحلق) الدائم يكثر مع الوجبات الحارة ووجبات المطاعم، والوجبات الدسمة، وأكل البقوليات، ويفضل تناول الوجبات الخفيفة، والمتكررة وتجنب الحار والدسم من الأطعمة والتعود على تناول الزبادي، واللبن الرائب وفاكهة الموز، كل ذلك يساعد على علاج الحموضة.
السبب الرئيسي في ضيق التنفس هو: تلك الآفة التي ابتلي بها كثير من الشباب، وكبروا وكبرت معهم الآفة، ألا وهي آفة التدخين أو التبغ عموما، فهي من أخطر المسببات للأمراض في الجسم كافة، وهناك فقر الدم وفقدان الشهية المصاحبة للتدخين أيضا، وهذا يؤدي إلى الأنيميا، وما يصاحبها من صداع وخمول وكسل، وحالة من الإرهاق العام، ولك أن تفحص صورة الدم CBC في المختبر، وتتناول الفيتامينات المناسبة في حالة وجود أنيميا، مع الغذاء الصحي السليم.
السيجارة عند اشتعالها تحتوي على 4000 مادة سامة، معلوم منها 400 مادة فقط، منها 40 مادة مسرطنة على الأقل؛ لأن طريقة حفظ نبات التبغ من التعفن بعد جني المحصول هو بإضافة الكثير من المبيدات الحشرية عليه، وهذا يؤدي إلى زيادة سمية السيجارة.
السيجارة لا تترك عضوا في جسم الإنسان إلا وعبثت به؛ لأنها تؤثر فيما تؤثر على الشرايين، والأوردة الدموية، وعلى كفاءة وحيوية أعضاء الجسم كافة، بما فيها شرايين وأوردة الجهاز التنفسي؛ مما يؤدي إلى ضيق التنفس، والجهاز التناسلي؛ مما يؤدي إلى العجز الجنسي فيما بعد.
الإرادة القوية، والعزيمة، والرغبة في الشفاء، هي الحافز الوحيد للإقلاع عن التدخين، فقد مرت السكرة وحلت الفكرة، ولم يبق من السيجارة إلا جني الأمراض، فلم تعد السيجارة مرتبطة بالرجولة كما يظن بعض المراهقين، ولم تعد الفتيات تنفعل ويغمى عليها من منظر الشباب اليافع المدخن؛ لأنها أصبحت أيضا تدخن، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
لا تحتاج إلا 10 إلى 15 يوما فقط لكي تتخلص خلاياك من حالة الإدمان التي تسببها السيجارة، وبعد تلك الأيام، وبعد انسحاب مادة النيكوتين المسببة للإدمان من دم المدخن لن تعود إلى السيجارة مرة أخرى، والعودة تكون بسبب ضعف الإرادة، وضغط الأصدقاء، وليس بسبب الحنين والرغبة في التدخين.
تعمل الإرادة والعزيمة القوية على التخلص من إدمان السيجارة، وطالما عرفنا الضرر الذي سنقبل عليه، فليكن القرار الحاسم والحازم أنا لن أدخن، ولن أخون الأمانة التي استأمنني الله عليها، وساعتها سوف تجد العون من الله.
عند إقلاعك عن التدخين قل أو كثر سوف تعود إلى التنفس الطبيعي إن شاء الله، مع ممارسة الرياضة بشكل يومي، فهي تساعد أيضا على تحسين الحالة المزاجية، وتزيد معها اللياقة البدنية.
الغذاء الصحي الذي يساعد على إنقاص الوزن، وفي نفس الوقت تناول المواد الغذائية الضرورية، يعتمد في الأساس على الأطعمة ذات السعرات الحرارية القليلة، بناء عليه فإن ما تتناوله من غذاء جيد، ولكن ما زال أمامك بدائل كثيرة يمكنك تناولها.
إذا افترضنا أن إناء الطعام على شكل دائرة فإن ثلث الدائرة يجب أن يكون سلطات بكل أنواعها ومكوناتها، من الطماطم والخيار والخس والكرنب والقرنبيط والجزر والشبت والبقدونس والجرجير والفلفل الأخضر والبصل، مع التنويع في الأصناف في كل مرة، حتى تجدد الرغبة لتلك الأنواع من السلطات، والثلث الثاني يتكون من الخضار المطبوخ أو المسلوق، والثالث يتكون من الدجاج أو اللحم أو الأسماك المشوية؛ لتقليل نسبة الدهون بسبب القلي، مع نوع أو نوعين من الفاكهة وشرب كمية كافية من الماء، ولك أن تشرب الماء الدافئ صباحا، مع قليل من خل التفاح والليمون، فهذا يساعد على حرق الدهون، والمهم هو الاستمرار على ذلك.
مع التعود على تجنب المقليات والدسم في العشاء، بالإضافة إلى تناول الخبز الأسمر والحبوب، مثل: الفول والعدس والأجبان والبيض المسلوق، والحبوب مثل: القمح النابت وشوربة الشوفان، وترك وجبات المطاعم والدهون، وعدم الإكثار من الحلويات، والسكريات والشوكولاتة؛ لأنه من المستحيل الشبع منها.
وحمية الماء من الحميات المعروفة لإنقاص الوزن عن طريق شرب الماء فقط عند الجوع، والتخلص من الوجبات الإضافية، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، وعمل هدف أسبوعي يجب الوصول إليه، وليكن نصف كجم، وتكون المحصلة في نهاية الشهر من 2 إلى 3 كجم.
وفقك الله لما فيه الخير.