أريد تخصصا يرضي الله وحائرة بين تخصص نساء وتوليد وتخصص أسنان، أرشدوني

0 201

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي استشارة لطالما حاولت إيصالها لموقعكم المبارك، ولكن عجزت إلى أن بحثت في الفيس بوك على صفحات إسلام ويب لأستشيركم، فأنا لا أثق إلا في هذا الموقع، ولا آخذ الفتاوي إلا منه.

أنا طالبة جامعية في السنة الأولى وأدرس طبا بشريا وسأتخصص في قسم نساء وتوليد -إن شاء الله-، ولكني علمت الآن أنني سأتعرض إلى لمس الرجال وفحصهم حتى أصل إلى مبتغاي، وأنا في الحقيقة لم أدخل الطب البشري الذي سأقضي السنين الطوال فيه إلا لأفحص النساء فقط، فلم أجد تخصصا غيره، فالآن أفكر هل أنتقل منه؟ وإذا انتقلت سأنتقل إلى أي مجال؟ فلا يوجد مجال خال من الاختلاط، أهلي يقولون: ادخلي تخصص أسنان فمدته قصيرة، ولكني رافضة بسبب فحص الرجال، ماذا أفعل؟

وما موقف الشرع من فحص الرجال؟ وما هي الوظائف المناسبة للمرأة المسلمة؟ وهناك معلومة هي أنني إن دخلت تخصص أسنان سيكون عملي الدائم، وسأفحص فيه أسنان الرجال، وإن دخلت تخصص نساء سأتعرض لمدة سنتين أو ثلاث إلى فحص الرجال وربما يصل الفحص إلى العورة -أكرمكم الله- وبدون قفازات، حددوا لي مجالا يناسب المرأة المسلمة ويرضي الله، وأنا جاهزة للدخول فيه وإن كنت لا أحبه، بعيدا عن التدريس لأن أهلي لن يوافقوا غالبا، ولكن إن كان هو المجال الوحيد سأحاول إقناعهم، أرشدوني فما أوصلني إليكم إلا الله، والمعذرة على الإطالة وجزاكم الله كل خير يا أسرتي.

لتوضيح سنوات الدراسة:

الطب: 7 سنين + تخصص (خامسة وسادسة وسابعة) ويوجد فحص رجال لكافة الجسم.

طب أسنان: 6 سنوات (يشمل فحصا دائما لجميع الفئات العمرية) لكن بحائل وهو القفازات ولن يتجاوز الفم.

أتمنى أن أفيد مجتمعي إلى جانب إنشاء جيل صالح يكثر المسلمين ويقوي أمة الدين الحق، أعلم وظيفتي التي خلقني الله من أجلها جيدا، ولكن أنا مطالبة بالدراسة لما يمكن أن يحدث مستقبلا، ربما يكون كلاما زائدا ولكن سيفيد أكيد، الوظيفة التي أتمناها: ترضي الله فقط هذا شرطي.

وعذرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الريان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونحيي فيك الحرص على إرضاء الله، ونؤكد لك أننا نشرف بخدمة أبنائنا والبنات، ونسأل الله أن يوفقك وأن يصلح الأحوال وأن ينفع بك البلاد والعباد.

كم تمنينا أن نخرج من نفق الاختلاط المظلم، والذى بدأ أعداء الدين في الخروج منه ليس لإيمانهم بدين ولكن لقناعتهم بأضراره، ولما لمسوه وشاهدوه من الأضرار، وقبل سنوات كان عدد الجامعات التي تباعد بين الأبناء والبنات أكثر من ثمانين جامعة في أمريكا وحدها، فمتى ندرك نحن الذين يحرم ديننا هذا التساهل والتهاون والعصيان؟ والمتأمل يلاحظ أن الشريعة تباعد بين أنفاس النساء والرجال حتى في ساحات الصلاة، فتجعل خير صفوف الرجال أولها لبعدها عن النساء، وتجعل خير صفوف النساء آخرها لبعدها عن الرجال، ونسأل الله أن يعيننا على الخير وطاعة الكبير المتعال.

ونحن نتمنى من صاحبات الدين والغيرة أن يكون عندهن اهتمام بدراسة الطب حتى يتفوقن، ويصلن إلى مراكز القرار، ويتوفر العدد الكافي المؤهل حتى لا تحتاج بناتنا وأخواتنا الدخول على الأطباء الرجال، الذين فيهم من يعمل حتى في قسم التوليد لعدم وجود العدد الكافي أو لعدم وجود الكفاءات، وإذا رفضت الصالحات الدخول أو إكمال الدراسة فإن الأمر سيزداد سوءا، وستتقدم الفاسقات ومنهن من لا تمانع في الذهاب إلى أبعد مما يتصور حتى بعد تخرجها، وقد تقع في أخطاء حتى مع الأطباء.

وأرجو أن نؤكد لبناتنا أن وجود متدينين ومتدينات من أصحاب الكفاءات هو العنصر الأساس في التصحيح، وقد بدأت البشائر في بعض المؤسسات الطبية والكليات الجماعية، حيث وجد الأطباء الملتزمين والطبيبات المتنقبات، وارتفع كثير من الحرج، ونسأل الله أن يبارك في الغيورين والغيورات، ومن هنا فنحن نتمنى أن تدرسي الطب وتتخصصي في تطبيب النساء، لأن دخول النساء على الرجال أخطر من العكس، ونتمنى أن تجدي من المستشارين والمستشارات من يخرجك من الحرج، فإذا لم يتيسر فإن الله يقول: {فاتقوا الله ما استطعتم}.

ولا يخفى عليك أن المشكلة أكبر مما تتصوري، والهروب لا يزيد الأمور إلا تعقيدا، ففي الميدان العملي قد لا يتيسر إلا رجل فتضطر المرأة للدخول عليه، ومن هنا أفتى الشيخ بن باز: بأن المرأة تبحث عن طبيبة مسلمة، فإن لم يتيسر ذهبت لطبيبة غير مسلمة، فإن لم يتيسر تدخل على طبيب مسلم صاحب دين، ويفضل أن يكون كبير السن، ويكون معها محرم، ولا يكشف من جسدها إلا بمقدار الحاجة، والضرورة تقدر بقدرها، والناس بحاجة إلى أن يتطببوا ولا بد، وأمر الإصلاح يحتاج إلى غيورين وغيورات، وعلماء وعالمات يأمرون فيطاعوا، ويخرجون لنا أجيالا من أهل الدين والفضل.

نسعد بتواصلك مع موقعك ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ووصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، وزادك الله حرصا وخيرا، ونحن سعداء جدا بهذه الروح، ونسأل الله أن يكثر من أمثالك.

مواد ذات صلة

الاستشارات