مع نهاية النهار يضعف تركيزي ويزداد تعبي وقلقي.. ما الحل؟

0 209

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت قد استشرت الموقع عدة مرات عن أرق أصابني فترة، وعن قلق دائم أصابني منذ ثلاث إلى أربع سنوات، وفي بداية هذا القلق كنت مصابا بوسواس المرض، وتعاطيت الزولفت، وتحسنت كثيرا، لكن القلق لم يفارقني أبدا طيلة هذه الأيام، وهو الآن يتحول إلى كابوس حقيقي، فحياتي ليست سعيدة أبدا.

أبدأ صباحي مرتاحا جدا، خاصة عندما أنام بشكل كاف، ويمضي اليوم حتى المغرب، ويبدأ التعب والإرهاق وعدم التركيز، مع أن عملي سهل، وليس هو السبب, وبعد العشاء يبلغ التعب أوجه وهو الوقت المخصص للعائلة.

يزداد عدم التركيز والمشاعر الغريبة عند قيادتي للسيارة، أشعر وكأني في عالم آخر، مع قدرتي على القيادة والتحكم بالسيارة بشكل جيد.

لم أعد أستطيع التفكير في أمور معقدة، عند التعب أشعر بأن رأسي فارغ! كل هذه المشاعر تبدأ مع نهاية النهار، ما هو الحل؟ مع العلم أني أكره تناول الأدوية, حتى الدوغماتيل 50 (حبتين يوميا) أشعر أني اعتمدت عليه فتركته وتحسنت بعد تركه، ثم عدت له بسبب القلق الدائم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما دامت هذه الحالة لا زالت تعاودك من وقت لآخر، وتسبب لك صعوبات كثيرة، وقطعا القلق مزعج ولا شك في ذلك، فأنا أرى من الأفضل أن تذهب وتقابل طبيبا نفسيا، من خلال الجلسات النفسية ربما تطرأ أمور أنت لا تعيرها اهتماما كثيرا، أو تراها أمورا بسيطة، لكنها ذات قيمة نفسية كبيرة، وسوف يلفت المعالج نظرك لها، وكيفية التعامل إن وجدت، هذا هو الحل الأمثل.

أيها الفاضل الكريم: حاول أن تلجأ إلى التفريغ النفسي، أنت قلت أنك لا تريد الأدوية، هنا أقول لك التفريغ النفسي يعتبر مهما، والتفريغ النفسي يكون من خلال آليتين رئيسيتين:

الأولى هي: تمارين الاسترخاء مكثفة بجميع أنواعها، ويجب أن تعطيها اهتماما وتطبقها بحذافيرها وتلتزم بهذا الأمر.

الثانية: هي أن تعبر عن ذاتك حتى الأمور البسيطة التي لا ترضيك يجب أن تتحدث عنها، تعبر عن ذاتك، تعبر عن مشاعرك عن أفكارك، والخلاف في الرأي أمر محمود في كثير من المواقف، خاصة إذا عبر الإنسان عن رأيه باحترام، فهذا ضروري، وهذا مهم.

أنا أرى أيضا أن تنظيم الوقت مهم جدا بالنسبة لك، أنت ذكرت أن عملك سهل، والعمل ما دام سهلا لماذا لا تسعى لتطويره، تشغل نفسك أكثر، أن تأتي بأفكار جديدة، العمل السهل يجعل الإنسان في شيء من الرتابة، والروتينية، وهذا قد يؤدي إلى الملل، ويؤدي إلى القلق والتوتر، فمن وجهة نظري حاول أن تطور نفسك في محيط العمل، ابذل جهدا لأن تدخل أفكارا جديدة، وفي ذات الوقت التزم بحسن إدارة الوقت، الرياضة تتطلب وقتا، تمارين الاسترخاء، العبادة، التواصل الاجتماعي، الترفيه عن النفس.

الأوقات التي تحس فيها بالملل في المساء، لا بد أن تدخل على نفسك أشياء جديدة إدخالات جديدة مثلا بدلا أن تقرأ وردك القرآني في الصباح اقرأه في المساء، تواصل مع أصدقائك، أخرج مع العائلة، أشياء كثيرة جدا يمكن أن يضيفها الإنسان في حياته، وهذه قطعا ذات فاعلية كبيرة.

النوم المبكر أيضا ممتاز، وأنت -الحمد لله تعالى- لا مشكلة لك في النوم ومن الأشياء الطيبة والجميلة هي أنك حين تستيقظ في الصباح تحس أنك مرتاح وهذا ممتاز جدا؛ لأنه على الأقل يضمن لنا أنك لا تعاني من اكتئاب نفسي حيث إن الاكتئاب دائما يهجم على الناس في فترة الصباح، النوم المبكر يساعدك على حسن التركيز، ويزيل عنك المشاعر الغريبة التي تأتيك عند قيادة السيارة هذا نوع من اضطراب الآنية الناتج من القلق، ولا شك في ذلك.

القراءة المركزة جيدة وممتازة، أيضا تبدل مشاعرك وتجعلها أكثر إيجابية، وتقلل من قلقك، وتحسن من تركيزك -إن شاء الله تعالى- هذه أخي هي الخطوات الأساسية، ويمكن أيضا أن تقرأ بعض الكتب مثل: كتاب "دع القلق وابدأ الحياة" لديل كارنيجي، وكتاب "لا تحزن" للدكتور عائض القرني.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات