السؤال
السلام عليكم
أسأل الله أن يجزيكم خيرا على هذا العمل الخيري.
زوجتي تعاني دائما من أفكار، وأعراض تكون على شكل: آلام في البطن، وضيق في الصدر إلى حد أنها تبكي بدون سبب، وتتمنى الموت في بعض الأحيان، ودائما عصبية، وترفع صوتها على الأولاد، وعندها إهمال للأطفال والنظافة، وتكثرالطلبات والإزعاج في أشياء ليست مهمة، ومعاملتها الزوجية سيئة.
لم أحس بطعم الحياة، وليس عندها اهتمام بي، ودائما تحس أنها كسلانة عندما أطلب منها أن تعمل شيئا، وتكثر الشكاوى عند أهلها، وتقول: إنها مريضة، وأني لست مهتما بها، ولا تتحمل عندما تطلب مني شيئا وهو غير موجود معي، أو كانت ضروفي سيئة.
الرغبة الجنسية عندها مفقودة بشكل واضح، ليس عندها اهتمام بأمور الجنس، وليس عندها اهتمام براحتي.
علما أني قد عرضتها على دكتور باطنية، وقال لي: إن عندها القولون العصبي، وعملت لها عملية للعيون، عملية ليزك، وأجريت لها فحوصات كثيرة، وكانت سليمة، ولكنها مازالت تشتكي، وتقول: إن عندها مرضا لم يتم كشفه، وتريد هي أن تعرفه، -والحمد لله- هي لا زالت صغيرة، فعمرها تقريبا 22 سنة، وأنا تعبت من هذه المعاملة!
سؤالي: ماذا تشخصون هذه الحالة؟ وما تنصحونني به؟ وما هو الدواء الذي يفضل أن يستخدم لعلاج هذه الحالة؟
لكم مني الشكر والتقدير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
جزاك الله خيرا على ثقتك في إسلام ويب، ونسأل الله -تعالى- العافية والشفاء لزوجتك الكريمة.
أيها الأخ الكريم: من هذا الوصف الذي ذكرته، وبتفاصيل جيدة، يظهر لي أن الفاضلة زوجتك مصابة بنوع من الاكتئاب النفسي، الاكتئاب النفسي يظهر عند النساء في شكل سرعة إجهاد جسدي ونفسي، وافتقاد الفعالية الاجتماعية والزوجية، والضجر، والكدر، وسرعة الانفعالات العصبية، والتقصير في الواجبات، خاصة أن زوجتك صغيرة في السن.
الذي أراه أنها غالبا مصابة باكتئاب نفسي، ووجود القولون العصبي دليل على وجود توترات داخلية نفسية، القلق على وجه الخصوص يؤدي إلى القولون العصبي، كما أن الاكتئاب يؤدي إلى ذلك.
المبدأ الأول -أخي الكريم-: لا تغضب من زوجتك، وجزاك الله خيرا أنك قد طرحت مشكلتها علينا في إسلام ويب، ونحن نثق تماما أنك تقدر قيمة الزوجة والزوجية، -وإن شاء الله تعالى- تتعامل معها بكل إحسان وذوق ومودة ومحبة ورحمة وسكينة.
المبدأ الثاني: اعرضها على الطبيب النفسي، وربما لا تقبل، وتقول لك: أنا لست مريضة، قل لها: أنت لست مريضة، لكن لديك إجهاد نفسي، وربما يكون عندك اكتئاب نفسي. وأنا متأكد أن الطبيب سوف يناظرها ويسألها بعض الأسئلة، ثم يؤكد التشخيص، ويعطيها أحد مضادات الاكتئاب ومحسنات المزاج.
من أفضل هذه الأدوية: عقار (فلوكستين)، والذي يعرف باسم (بروزاك)، دواء جميل، جيد، سليم، ومجدد للطاقات، لكن هنالك أهمية وضرورة للالتزام بالجرعة، زوجتك تحتاج لأن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، وقوة الكبسولة عشرون مليجراما، تتناوله بعد الأكل لمدة أسبوعين، بعد ذلك تجعلها كبسولتين في اليوم، أربعين مليجراما، وهذه هي الجرعة العلاجية التي يجب أن تتناولها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك تخفضها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة عام، ثم يمكن أن تتوقف عن تناول الدواء.
هناك إجراءات ضرورية لا بد أن تقوم بها زوجتك، هي: فحص مستوى الدم، وظائف الغدة الدرقية، مستوى فيتامين (د)، وفيتامين (ب12). نقص هذه المكونات كثيرا ما يؤدي إلى التكاسل وإلى الإجهاد وإلى الاكتئاب، وهذه فحوصات بسيطة، فيجب أن تراعي هذا الأمر.
معاملتك معها: حاول أن تشجعها، وحاول أن تقتنص الفرص الجميلة، حين يكون مزاجها طيبا حفزها، عزز السلوك الإيجابي عندها، لا تكثر من انتقادها، كما لا تشر إليها دائما بـ (أنت، أنت كذا وكذا)، قل لها: (لو نحن قمنا بكذا وكذا، سوف نسعد أنفسنا ونسعد أولادنا وتكون حياتنا على خير)، مثل هذه الأساليب تساعد كثيرا -أخي الكريم-، وليس في هذا إنقاص لمكانتك، أو تدخل في قوامتك وتقليل منها، لا، هذه وسائل علاجية ممتازة.
علم زوجتك أيضا أن تنظم وقتها، حثها على النوم المبكر، دعها تتدارس معك شيئا من القرآن يوميا، ويا حبذا أيضا لو مارستما أي رياضة، مثل: رياضة المشي، فهي تجدد الطاقات، تجعل النفوس في صحة إيجابية جدا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.