معاناتي مع الاضطراب الوجداني ثنائي القطب.. كيف أتعامل معه؟

0 427

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كل الاحترام والتقدير للأخ الغالي الدكتور/ محمد عبد العليم.
أنا شاب، عمري31 سنة، وأتعالج من مرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب من الدرجة الثانية، وأعاني من القلق والتوتر والمخاوف, وارتفاع وانخفاض فى التركيز والانتباه، والخوف الشديد من الامتحانات، والذي يصل إلى حد عدم دخول الامتحان؛ حيث مكثت في الكلية 10 سنوات نتيجة الرسوب المتكرر.

كذلك أخاف من طردي من العمل، وأشعر بعدم الارتياح والفزع الشديد عند سماع الأصوات المفاجئة، وفى حالة المقابلات الهامة: يحدث لي تسارع فى نبضات القلب، ورعشة في اليدين، ولجلجة أثناء الحديث والكلام، بالإضافة إلى وجود رعشة فى يدي أثناء مسك الأشياء.

إليكم أسئلتي التي تحتاج إلى جوابكم:
1- هل ما سبق يطلق عليه اضطراب القلق النفسي العام؟ وهل (السيروكويل) يستخدم في علاج القلق والتوتر؟ وما هي الجرعة المناسبة منه لحالتي؟

2- ما هي المهدئات المناسبة لحالتي السابق ذكرها؟ وهل استخدامها يكون بشكل مؤقت أم دائم ومستمر؟ وما هي مدة استخدامها؟ وهل استخدامها لفترة طويلة يؤدي إلى الإدمان؟ وما هو تأثيرها على تحسين النوم ومنع الكوابيس؟

3- ما هو العلاج الأفضل لحالتي من وجهة نظر سيادتكم؟

والله الموفق والمستعان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنرحب بك -أخي- في إسلام ويب, ورسائلك معنا متواصلة, ونشكرك على هذه الثقة، وقد قمت بالإجابة على استشارة لك قبل يومين.
أضيف -أخي- لما ذكرته لك سلفا: كن إيجابيا في تفكيرك، والتزم بعلاجك، ولا تهتم بالمسميات (الإكيلينكية) هذه: اضطراب وجداني ثنائي القطب, فصام, وغيره، المهم -يا أخي الكريم- أن يلتزم الإنسان بالعلاج, وأن يطور حياته, وأن يؤهل نفسه، وأن يكون نافعا لنفسه ولغيره, هذا مهم جدا.

أنا على ثقة تامة أنك على إدراك تام لحالتك, ويجب أن تعرف الطرق والآليات الإيجابية، وتتجنب السلبية التي تقود إلى انتكاسات مرضية.

بالنسبة لأسئلتك: هل ما سبق يطلق عليه اضطراب القلق النفسي العام؟
كثيرا ما تكون حالات الاضطراب الوجداني مصحوبة بالقلق, والقلق أصلا هو مكون وجداني -أخي محمد- وليس من الضروري أن يكون لديك قلق نفسي عام أو مستمر ومطبق, لا، فهذه الحالات تأتي على شكل هفوات, أي أن القلق كثيرا ما يكون مصاحبا للاضطراب الوجداني ثنائي القطب.

(سيركويل) دواء رائع جدا، وأنا أعتقد أنه الأمثل في حالتك, فجرعات صغيرة منه تقضي على القلق والتوتر، وتحسن النوم, ولن تحتاج لمنوم غيره، جرعتك تكون في حدود من 50 إلى 100 مليجراما ليلا, وتعرف -أخي الكريم- أن (السيركويل) بجرعة 100 إلى 800 مليجراما يوميا، يعتبر من أفضل مثبتات المزاج، فهو دواء رائع.

سؤالك: ماهي المهدئات المناسبة لحالتي السابقة؟
أنا أعتقد أن (السيركويل) هو الأفضل، ولا أريدك أبدا أن تستخدم المهدئات ذات الطابع التعودي، مثل: (البنزوديزبينات), لكن هناك حالات يضطر فيها الإنسان لاستعمال (الزاناكس) مثلا, والذي يعرف باسم (البرازولان)، بجرعة من ربع إلى نصف مليجرام ليلا, ولا مانع في ذلك بشرط ألا يزيد تناوله عن جرعتين في الأسبوع؛ لأن الاستخدام الطويل يؤدي إلى الإدمان, وأعتقد أن في ذلك إجابة على سؤالك الوارد.

المهدئات إذا كانت من النوع الجيد، تساعد على تحسين النوم، بشرط ألا تكون من النوع الإدماني؛ لأن المهدئات ذات الطابع الإدماني تفقد فاعليتها بمرور الوقت, وتتميز بوجود ظاهرة تسمى التحمل أو الطاقة؛ مما يجعل الإنسان يحتاج ويضطر إلى أن يرفع جرعته حتى يحصل على فائدتها.

الكوابيس -أخي الكريم- تتوقف من خلال ممارسة الرياضة, والنوم المبكر ليلا, وتجنب النوم النهاري, وعدم شرب الشاي والقهوة في المساء, وتجنب وجبات الطعام الثقيلة والمتأخرة ليلا.

الأذكار -أخي الكريم- مهمة جدا, وأن يكون الإنسان في حالة استرخاء على الأقل ساعة قبل النوم, وأن يبتعد عن مشاهدة تلك الأفلام والأشياء المثيرة, أو حتى القراءة المثيرة أحيانا، قد تؤدي إلى نوع من الكوابيس. وأنا دائما أنصح الشخص بأن يكون آخر شيء يفكر فيه قبل نومه شيء جميل، هذا -أخي الكريم- يرسل إشارات إيجابية جدا للدماغ مما يقلل من فرصة الكوابيس.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأشكرك -أخي محمد- على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات