السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أعاني من حالة صعبة سببت لي الخوف من كل شيء، أخاف جدا عندما أكون بعيدة عن المسؤول عني، وعندما أذهب إلى المدرسة أكون خائفة طوال الوقت، لكنني أخفي خوفي حتى لا يقولون عني خوافة.
أنا أتابع أفلام الرعب، وأنا أعرف أنها تمثيل، مع ذلك لا أستطيع النوم سواء شاهدت أو لم أشاهد،
دائما أطلب من أبي وأمي أن يتركا الباب مفتوحا، وآخذ معي لعبة وأمسكها حتى أشعر بالأمان، وأشعر أن أحدا بجانبي.
ذهبت مرة إلى راق، فقال إنني مسحورة من قبل الخادمة، وهذا الكلام صحيح، وقد فك السحر، وكان سحرا قويا، أقوى سحر بين إخوتي، وهذا الأسبوع حضر الراقي إلى بيتنا ليرى لماذا كلما جاء الخطاب لأخواتي يذهبون ولا يعودون؟ وقد طلب مني أن أجلس بجانب أبي وبقية أخواتي بجانب أمي، وقال إنني أعاني من خوف شديد بسبب شيء أثر علي، وأنا متأكدة من كلامه، وأشعر بأن هناك شيئا، لكنني لا أعرفه ما هو.
أريد ردا سريعا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالقلق والخوف والغضب والوسوسة كلها نوع من الطاقات النفسية المهمة والضرورية للإنسان حتى ينجح في حياته، فالذي لا يقلق لا يؤدي ولا ينجز، والذي لا يخاف لا يحمي نفسه، والذي لا يوسوس لا يكون منضبطا وهكذا، لكن هذه الطاقات النفسية يجب أن تكون غير مختلة، ويجب أن تكون في حدود المعقول وأن توظف توظيفا صحيحا، في بعض الأحيان يحدث اضطراب لهذه الطاقات النفسية الإنسانية المطلوبة وتزيد عن حدها أو تسير في اتجاه خاطئ، وهذا يؤدي إلى النتائج السلبية.
حالتك هذه نوع من الخوف أنت تعاملت معه بسلبية، لم تقومي بمقاومته في بداية الأمر؛ لذا أصبح يعتريك للدرجة التي تطلبين من والديك أن يتركا باب الغرفة مفتوحا، حالتك قد تعقدت بعض الشيء؛ لأن الاعتقاد السائد لدى الأسرة أن هنالك سحرا وأن الخادمة هي التي قامت بهذا السحر، وهذا النوع من المعتقدات -حتى وإن كانت صحيحة- أرى أنه يضر بالناس ضررا نفسيا بليغا، فأول خطوة يجب أن تتخذيها هي أن تعرفي أن الله تعالى خير حافظا، وأن هذا السحر قد بطل، وأن الله قد أبطله، وأن تكوني حريصة في صلاتك وفي دعائك وأذكارك وتلاوة قرآنك، هذا -أيتها الفاضلة- مهم وضروري جدا، ويكفي تماما، فتحرير نفسك من هذه الأفكار هو الذي سوف يزيل منك الخوف، أما إذا ظللت على هذا الاعتقاد -وأنا أؤمن بوجود السحر- إذا ظللت هكذا فقطعا لن يرتاح لك بال، وسوف تظل الوسوسة والمخاوف غير الضرورية تنتابك، فحرري نفسك من هذا الاعتقاد، وتوكلي على ربك، ثم عليك أن تمارسي ممارسة استرخائية وهادئة قبل النوم.
هذه الأفلام المرعبة لا فائدة فيها -أيتها الأبنة الكريمة- هنالك أشياء أجمل وأطيب يمكن للإنسان أن يشاهدها، فاحرصي على ذلك، وكذلك احرصي على أذكار النوم، مهمة جدا وتشعرك بالأمان، أيضا اعملي تمارين استرخاء، خاصة تمارين التنفس التدرجي، وذلك قبل النوم أثناء وجودك في المنزل مع أسرتك، لا تحاولي دائما أن تكوني في صحبة أحد داخل المنزل، لا تقضي جميع وقتك مع والدتك مثلا، لا، حاولي أن تجعلي مسافة جغرافية بينك وبينهم، لا أقول كابتعاد تام أو كنوع من الجفاء لا، لم أقصد ذلك أبدا، أقصد أن يكون لك استقلاليتك ولك شخصيتك ولك كيانك الذي يساعدك على أن تكوني أكثر قوة.
الأمر الثاني: هو أن تبني مستقبلك بناء جادا من خلال الاجتهاد في التعليم وجودة امتياز التحصيل الدراسي، حتى تكوني من أفضل الطلاب في مدرستك، هذا هو الذي أراه مطلوبا في حالتك وليس أكثر من ذلك، وأنت لست في حاجة لعلاج دوائي في هذه المرحلة.
أسأل الله لك التوفيق والثبات، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.