من شدة معاناتي من الخوف هجرني النوم! فكيف أتغلّب على الخوف؟

0 343

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

أرجو منكم مساعدتي.
أنا طالبة في السنة التحضيرية، منذ أن بدأت الدراسة وأنا من حال إلى حال، أصبحت أخاف الذهاب إلى الجامعة، أكره الجلوس وحدي، لم أعد أفضل الخروج بدون أحد يكون بصحبتي.

أتتني فترة، شعرت فيها بألم في رقبتي، استمر معي أسبوع، حتى أني لا أستطيع أن أنام بسبب الألم، ذهبت إلى الطبيب، فطلب أشعة، وقال حينها: عندي شد عضلي، بسبب الطعام ( اللحوم والبقوليات)، فأعطاني جدولا غذائيا ودواءين وفيتامين (د).

تناولت الأدوية، ولكني لم أشعر بتحسن، حتى أنني لم أعد أنام بسبب التفكير بالألم والخوف منه، وبعد أسبوعين تقريبا، ذهبت لطبيب آخر، وقال لي: إن لدي شدا عضليا بسيطا، ويجب أن أغير وضعية نومي، وأنتبه لجلستي، وأعطاني نفس الأدوية مع مرهم، واستمررت عليها لمدة أسبوع تقريبا، وشعرت بتحسن.

بعد فترة أصبحت أشعر بألم في رأسي من الخلف، وكأنه ضغط وشد في الوجه من ناحية الفكين، وآلام في الساقين طول الوقت، سواء كنت جالسة أو واقفة أو حتى عند النوم، وأصبحت أشعر بحالة غريبة، لا أعرف كيف أصفها، كأن جسمي يهتز، أصبحت أعاني من الأرق لمدة شهر كامل، لا أنام إلا ساعة أو ساعتين.

ذهبت إلى طبيب الباطينة، وطلب مني تحليل دم وبول وبراز، وقاس ضغطي ووزني وطولي، وقال لي: إن ضغطك منخفض قليلا، وإني أعاني من نحافة، علما أن طولي 160 سم، ووزني 48 كجم.

ذهبت إلى طبيب العيون، فقال لي: إن نظري سليم، علما أني أرتدي النظارات منذ أن كان عمري 8 سنوات، ثم ذهبت إلى طبيب أنف وأذن وحنجرة، فقال لي: إني أعاني من التهاب بسيط في الجيوب الأنفية، ومادة شمعية في أذني، وأعطاني (بنادول) وقطرة للأذن.

بعد كل هذا، لا أشعر بتحسن نهائيا، علما أني أيضا أعاني من الخوف من المرض والقلق والتوتر الدائم.

أرجو منكم مساعدتي، فلم أعد أذوق طعم النوم أبدا.

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت لديك أعراض جسدية متعددة، ومن الواضح أنه لا يوجد مرض عضوي حقيقي، أعتقد أن القلق النفسي الداخلي، هو الذي يحرك عندك هذه الأعراض، والتي في الغالب تنتج من كثرة التفكير والانشغال والانقباضات العضلية التي تحدث هنا وهناك، إذا لا تكوني حساسة حول الأمور، اجعلي نسق حياتك ونمطها يقوم على مبدأ: تنظيم الوقت، وممارسة الرياضة، والانشغال بما هو مفيد، وفي حالتك قطعا الاجتهاد في دراستك، والبحث عن التميز، سيكون بديلا ممتازا من الناحية الفكرية والمعرفية، ليزيح من خلدك ووجدانك وتفكيرك الخوف من الأمراض وكثرة الشكاوى.

إذا خلاصة الأمر: أنت لديك قلق نفسي، هذا قلق يظهر عليك في شكل أعراض نفسوجسدية، وربما يكون لديك أيضا شيء من عسر المزاج البسيط، نقصان الوزن لديك لربما يكون سببا لهذا القلق الاكتئابي البسيط، وأنت قمت بإجراء الفحوصات اللازمة لدى كثير من الأطباء، وأعتقد أن الأمر يجب أن يقف عند هذا الحد، لا تكثري من التردد على الأطباء، يمكنك أن يكون لك ترتيب مع طبيبة الرعاية الصحية الأولية، وتقومين بمراجعتها مرة كل أربعة أو خمسة أشهر من أجل إجراء الفحوصات العامة.

الأمر الآخر، وهو ضروري جدا: اسعي إلى أن تعيشي حياة صحية، الحياة الصحية تتطلب تنظيم الوقت، النوم المبكر، التنظيم الغذائي، ممارسة أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، وأنت على وجه الخصوص في حاجة شديدة جدا للرياضة؛ لأن الرياضة تقوي النفوس، تقوي الأجساد، تزيل المشاعر السلبية، وكذلك الأعراض النفسوجسدية.

إذا يجب أن تهتمي بدراستك، رفهي عن نفسك بما هو جميل، كوني عضوة فعالة ومساهمة في أسرتك، وجودك الإيجابي داخل الأسرة يعود عليك بمردود نفسي إيجابي كبير جدا، احرصي على صلاتك في وقتها، تلاوة القرآن، الدعاء، الذكر، مصاحبة الصالحات من الفتيات، إذا هنالك برنامج مأهول وأنشطة عظيمة، وهي جزء من الحياة اليومية، إذا انتهج الإنسان هذا المنهج، أعتقد أنه يستطيع أن يتخلص من الكثير من السلبيات والشكاوى والأعراض التي يحس بها.

أيتها الفاضلة، العلاج الدوائي في حالتك، قد لا يكون أمرا مطلوبا مئة في المئة، لكن لا بأس أن تعطيك الطبيبة في المركز الصحي أحد محسنات المزاج البسيطة، والتي سوف تساعدك في تحسين المزاج وإزالة القلق وإزالة الخوف، وفي ذات الوقت سوف تتحسن شهيتك نحو الطعام، وهذا مهم، حتى يتحسن وزنك، ويصبح أفضل مما هو عليه الآن -إن شاء الله تعالى-، لا خوف ولا وجل ولا وسوسة، اتبعي ما ذكرته لك من إرشاد.

وبالله التوفيق والسداد.
++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة الكتور/ محمد عبد العليم، استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان، تليها إجابة الكتور/ عطية إبرهيم محمد، استشاري طب عام وجراحة أطفال:
++++++++++++++++++++++++++++
لقد لخص لك الإستشاري النفسي مدى تاثير الحالة النفسية والمزاجية على الصحة العامة، ومن بين الأدوية المحسنة للمزاج العام والمضادة لحالات التوتر والإكتئاب، دواء (prozac 20 mg)، وعليك بتناوله في الشهور الستة القادمة، ولهذا الدواء تاثير مباشر في تحسن الحالة المزاجية، وهذا سوف ينعكس على تحسن النوم -إن شاء الله-.

الخوف المرضي، هو تفكير سلبي، وبالتالي عليك التخلص منه بالتفكير الإيجابي البناء، واستحضار تعريف المؤمن، وأن من بين خصال المؤمن: الإيمان بالقضاء والقدر، خيره وشره حلوه ومره، وأنه لا يوجد شيء أقوى من الإيمان بالله والإيمان بالقضاء والقدر.

أفضل الطرق المتبعة والمعروفة للعلاج في هذه الحالة، هو أسلوب العلاج السلوكي والمعرفي، والذي عن طريقه يتم تسليط الضوء والتركيز على كيفية تعديل وتغيير الأفكار السلبية الخاصة بك ،والتي تسبب الخوف والاضطراب، مما يوثر على السلوك، وهنالك اعتقاد أن المعالجة النفسية المتواصلة تؤدي إلى اختفاء كلي لأعراض المرض.

كذلك، فإن الصلاة والدعاء وقراءة القرآن والذكر عموما كعوامل للتغلب على المشاكل النفسية عموما وتحقيق التناغم الداخلي من الأهمية بمكان، يقول الله -عز وجل-: {...ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.

أما موضوع الآلام التي تشعرين بها في عضلات الرقبة، ففي الغالب ارتباطها بالشد العضلي في عضلات الرقبة والظهر؛ نتيجة الأرق وقلة النوم، وهناك أدوية يمكنك تناولها لعلاج تلك الآلام، مثل: كبسولات (celebrex 200 mg)، مرتين يوميا، وكبسولات (myolgin)، للشد العضلي، ثلاث مرات يوميا بعد الأكل، لمدة 7 الى 10 أيام، مع تناول بعض الفيتامينات، مثل: (رويال جلي) و(أميجا 3)، واحدة يوميا من كل نوع، وإعادة تناول كبسولات فيتامين (د)، وتناول الطعام الصحي والمفيد، حتى وإن قل، وسوف يمن الله -سبحانه وتعالى- عليك بالصحة والعافية بحوله وقوته.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات