السؤال
السلام عليكم.
أنا خجول جدا، وأشعر بخوف لا إرادي تجاه المجتمع ككل، ولكن أرجو منكم المساعدة، أنا الآن زواجي قريب جدا، وأخاف من الفشل بسبب خوفي هذا، أقصد ليس فشلا جنسيا، بل أخاف أن تنعدم عندي روح المبادرة للدخول على زوجتي.
علما أنني في فترة الخطبة أحسب ألف حساب عندما ألتقي بها، وأظل مرتبكا، وتصيبني رجفة شديدة في اليدين، فهل آخذ دواء معينا يؤثر على الدخلة؟
فأرجو المساعدة وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصعب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فشكرا لك على الكتابة إلينا، وطبعا ليس بالغريب على الشاب المقبل على الزواج أن يشعر ببعض القلق أو التخوف على مدى نجاح علاقته الزوجية مع زوجته الجديدة، سواء في العلاقة الإنسان، والمشاعر، أو من الناحية الجنسية.
وطبعا في بعض البلاد فإنهم يؤكدون على ضرورة الفحص الطبي المناسب قبل الزواج؛ لاستبعاد الأمراض التي تعيق الزواج.
ولا شك أن للجانب النفسي أهمية كبيرة في مثل هذه الحالات من القلق، وخاصة بما قد يشعر به العريس من بعض أمور الممارسة الجنسية، كرهبته من موضوع فض غشاء البكارة، وإمكانية الإدخال.
ومن المعروف أن الإنسان قد يحمل فكرة غير واقعية عن العملية الجنسية، سواء عند الزوج أو الزوجة مثل هذه الأفكار المقلقة؛ مما يعيق الجماع معها، وقد يؤدي هذا القلق لتأخير الجماع، وفي بعض الأحيان قد يصيب هذا الخوف الزوج فيشعر بضعف الانتصاب الجنسي بسبب هذا القلق، والخشية أن يحدث ما يؤذي من خلال الإدخال.
وكل هذا الخوف لا مبرر له، كمعظم حالات الخوف والرهاب الذي لا مبرر له منطقيا، وهذا -أصلا- عنصر هام في تعريف الرهاب، أي أنه غير معقول وغير منطقي.
وهناك أيضا ما نسميه عادة بـ(قلق الأداء) أي أن الإنسان يشعر ببعض القلق والارتباك؛ لأن عليه أن يقوم بأداء مهمة ما أمام زوجته التي لم يعرفها منذ زمن طويل؛ مما يجعله يشعر بالارتباك والحرج، وهذا ما يزيد من احتمال العنة أو ضعف الانتصاب؛ ولذلك فغالب حالات عدم الانتصاب أو ضعفه عند الأزواج الجدد تعود لأسباب نفسية، وهي تزول مع الوقت، وستلاحظ أن هذا القلق والارتباك يخف مع الوقت، وخاصة عندما تشعر بالاطمئنان لزوجتك، وهي تشعر بالاطمئنان إليك.
ونصيحتي عادة للشباب والشابات المقبلين على الزواج، أن يأخذوا وقتهم بالتعرف على بعضهم، وهم ليسو في حالة سباق مع الزمن، وخاصة في مجتمعاتنا العفيفة والفاضلة؛ حيث يجد الزوجان نفسيهما أمام عمل كان قبل الزواج حراما، وهو الآن حلال، فالنفس تحتاج لبعض الوقت؛ لتتكيف مع هذه العلاقة الزوجية الجديدة.
وفقكم الله، ويسر لكم حياة زوجية هانئة وسعيدة، ورزقكم الذرية الصالحة.