السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أسأل الله أن يوفقكم على جهودكم الرائعة.
أما مشكلتي فهي تشتت ذهني من ناحية ضعف الانتصاب، وعمري 27، ولا أعاني من أي مرض ولله الحمد، أحيانا يكون الانتصاب جيدا، ولكن عندي قلق فظيع ألا يكون هذا الانتصاب كافيا وقت الجماع، وأنا حالتي أعزب.
أكملت السنتين وهذا التفكير لا يفارقني، وأقلقني جدا، وحللت الهرمونات -والحمد لله- كانت سليمة، ولكن مثل ما ذكرت لكم أنني أفكر بكثرة، وإذا جاء فكر ثان من الناحية الجنسية وسرعة القذف أو من هذه الأمور؛ أقلق، فصارت تلازمني، واكتأبت كثيرا من هذا الموضوع، وبعض الأوقات يأتيـني خوف ألا يحدث وقت الجماع انتصاب، ويلزمني هذا التفكير وأتعب من جديد.
كل هذه الأمور تأتيني، ولكن في أوقات أكون مقتنعا أني سليم، وفجأة يتغير كل هذا التفكير، ثم أرجع بالتفكير ومحاولة الانتصاب.
دخلت على موقعكم طالبا من الله ثم منكم أن تتكرموا علي؛ فنفسيتي الآن منهارة جدا جدا، فما الذي تشيرون به علي؟ وآسف على الإطالة.
الله يوفقكم ويسدد خطاكم ويمدكم بالصحة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من الواضح –أيها الفاضل الكريم– أنك تعاني من قلق ومخاوف ووساوس افتراضية استباقية حول الأداء الجنسي، وكثير من الذين يمارسون العادة السرية يكونون ضحايا لمثل هذا التفكير.
أيها الفاضل الكريم: هذا فكر وسواسي لا أساس له في الواقع أبدا، تخلص من هذا الفكر من خلال أن تنقل تفكيرك حول الجنس، انقله إلى آفاق أخرى، الجنس أمر طبيعي غريزي، وإذا فكر فيه الإنسان بالصورة التي تفكر فيها أنت الآن سوف تكون النتائج عكسية، اترك الأمور كما هي، الابتعاد التام عن ممارسة العادة السرية، ممارسة الرياضة، الحرص على الصلاة في وقتها، الدعاء، تلاوة القرآن، الاستمتاع بما كله جميل، تطوير المقدرات والمهارات المعرفية والاجتماعية، الصحبة الطيبة الجميلة، بر الوالدين، هنا –أيها الفاضل الكريم– تبنى آفاق فكرية تسمو بك في ارتفاعات معرفية شائقة، مما يجعلك تزيح هذا الفكر الوسواسي الافتراضي.
لا، لا أرى أنك تعاني من أي خلل جنسي، إنما هو خوف وقلق ووسواس توقعي، لا تراقب نفسك أبدا في هذا السياق، اترك الأمور كما هي، وحين تتزوج سوف تجد أنك طبيعي جدا إن شاء الله تعالى.
حتى نطمئن عليك تماما: تناول أحد الأدوية المضادة لقلق الوساوس والمخاوف، العقار هو (فافرين) ويعرف علميا باسم (فلوفكسمين) تناوله بجرعة خمسين مليجراما ليلا لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها مائة مليجرام ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسين مليجراما ليلا لمدة شهر، ثم خمسين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
أنت لست محتاجا لأي فحوصات، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.