زوجي لا يهتم بنظافته الشخصية؛ مما أثر على علاقتي به، فماذا أفعل؟

0 496

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله تعالى وبركاته.

عمري 24عاما، متزوجة منذ سنة ونصف تقريبا، ولدي بنت عمرها سنة -حفظها الله-، كنت على علاقة جدية جدا مع شاب يكبرني بثلاث سنوات لمدة خمس سنوات -طوال سنوات الدراسة- وبعد أن تخرجنا قرر هو إنهاء العلاقة، وليس لديه سببا منطقيا، مع العلم أن هذه العلاقة كانت من أكثر العلاقات احتراما على نطاق الجامعة.

بعد ذلك بأيام تقدم ابن عمتي لخطبتي، ووافقت بدون تفكير، وبدون حب، لكي أوجع قلبه، بعد ذلك اكتشفت إنه خطب، لذلك قرر الانفصال عني، وأن أمه أجبرته على ذلك.

تم الزواج من ابن عمتي، مع العلم أنه أكبر مني ب11 سنة، وشاء الله أن أعيش معه في بلاد الغربة، أنا لا أكن له أي مشاعر حب نهائيا، حاولت بقدر الإمكان، ودائما تفكيري مشغول بحب الشاب الأول، هل اعتبر خائنة لزوجي؟

وبغض النظر عن عدم حبي لزوجي، فإننا نتشاجر دائما، وليس بيننا أي اتفاق أو تفاهم، إنما شجار وخلاف مستمر، فهو لا يهتم بنظافته الشخصية نهائيا، دائما رائحة ملابسه كريهة، ورائحة فمه كريهة، مع العلم أنه يدخن كثيرا ولا يكترث لي.

أصابني نفور من العلاقة الزوجية بسبب ذلك، أصبحت (أنقرف) منه كثيرا بسبب إهماله، وعدم المبالاة في هذه الأمور الحساسة.

فكرت كثيرا في الطلاق، أنا أعيش على ذكريات الحب الأول بيني وبين نفسي، بالإضافة إلى أنه لا يوجد أي تفاهم بيني وبين زوجي، فهو متقلب المزاج، غير متحضر، ومدخن شره، ولا يبالي بأحد، ولا يهتم بنظافته ولا بملابسه ولا برائحة فمه، أنا أشمئز منه، ومن العلاقة معه، وأحس بنفور غير عادي، وكلما فكرت في كل ذلك أبكي بحرقة.

أفيدوني أرجوكم، ما رأي الدين في ذلك؟ ماذا أفعل؟ أنا جدا تعيسة لأبعد الحدود، وهل الزواج بدون حب وبدون تفاهم سوف يستمر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم ملك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يقر أعيننا بصلاح النساء والرجال، وأن يصلح لك الحلال، وأن يعمر قلبك بحبه سبحانه وبحب رسوله ودينه، ثم بالحب الحلال، وأن يحقق لنا ولكم الآمال، وأن يطيل في طاعته الأعمار.

وأرجو أن لا يطول البكاء على من لا قرار له ولا وفاء، وتعوذي بالله من شيطان يبغض الناس في الحلال، ويزين لهم الفحشاء، وهنيئا لمن تأقلمت مع وضعها، واستعانت برب الأرض والسماء، وننصحك بإخراج ذلك الحب من قلبك؛ لأنه محرم، واسمحي للحب الحلال بالدخول، واتركي من تركك وإلى الأبد.

أما بالنسبة لزوجك وقريبك المقصر: فحاولي أن تغيري طريقتك في التعامل معه، واعلمي أن كثيرات من أمثالك غيرن الكثير في الرجال؛ لأن المرأة لها قدرات عالية في التأثير والتغيير، وسوف تنجحين بحول الله وقوته إذا غيرت أسلوبك، ولم تقابلي تقصيره بالتقصير، فتوكلي على الله، وافتحي صفحة جديدة فيها ثناء ومدح للإيجابيات، وإن كانت قليلة ليأتيك الكثير.

ولا يخفى على أمثالك أن الرجل بحاجة إلى التقدير والاحترام، فإن وجدهما وفر لزوجته الحب والأمان، فكوني له أرضا يكن لك سماء، وكوني له أمة يكن لك عبدا، وحاولي تنظيفه ومساعدته على ذلك، وفرق بين أن تقولي: أنت رائحتك كريهة، وغيرها من ذكر السلبيات، وبين أن تقولي: لأنني أحبك أريدك كالشامة بين الرجال، واستبدلي لماذا تأخرت؟ بقولك: البيت منير بوجودك معنا، وهكذا.

وأرجو أن تعلمي أن أي نفور له أسباب يمكن أن ينتهي بزوالها، وهذا مما يجعل الأمر ممكنا، وتجنبي المقارنات فإن فيها ظلم؛ لأننا لا نعرف من أحوال الآخرين إلا ما ظهر، أما الشريك المخالط فظاهره وباطنه مكشوف لنا.

وهذه وصيتنا لك: بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، ونسعد بدوام تواصلك، ونسأل الله أن يؤلف بين قلوبكما.

مواد ذات صلة

الاستشارات