السؤال
السلام عليكم ورحمة وبركاته
أنا شاب عمري 18 سنة، أدرس في الصف الثاني الثانوي، مشكلتي أن مظهري كشخص عمره 30، أو حتى 40 سنة، بسبب الذقن، أو الشعر الأبيض الذي يملأ رأسي مما سبب لي حالة عصيبة، وأكثر مخاوفي عندما أذهب للمدرسة، وكل الطلاب صغار إلا أنا أكبرهم؛ مما جعلني أتغيب وأهرب عن المدرسة، وأيضا أصبح كلام الناس يؤثر في بشكل كبير حتى وإن كانت كلمة صغيرة من شخص ستجعلني منهارا طوال اليوم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مؤيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا، بهذا الموضوع الصعب، والذي لا شك أنه يقلقك كثيرا.
لا شك أن قبول الناس للشخص من الحاجات النفسية التي يرغب بها كل الناس، بل هي تعتبر من الحاجات الإنسانية الأساسية، والتي من دونها قد لا يرتاح الإنسان.
ولكن وكل شيء في الحالات، هناك حالات استثنائية، فقد يكون الشخص "مختلفا" عن الناس الآخرين بشيء ما، كأن تكون صفة في شخصيته، أو عرقه وانتمائه، أو شكله من طول أو قصر، أو نحافة أو سمنة....، أو في لون البشرة، وهكذا فالفروق الفردية لا تنتهي؟
ومن هذه الفروق ما ورد في سؤالك من توصيف حالتك، أنك تبدو أكبر من الطلاب الآخرين، وبشكل عام عندما تواجهنا مشكلة ما في الحياة، كهذه التي تواجهك، فهناك ثلاثة احتمالات لما يمكن عمله أمامها:
الأول: أن نغير المشكلة ونحلها.
الثاني: أن نغير نظرتنا لها.
والثالث: أن نتعايش معها.
ويبدو أنه يصعب عليك الاحتمال الأول، فيبقى الاحتمالان الثاني والثالث.
كيف يمكن أن تغير نظرتك للأمر؟ يمكن هذا من باب أن تفكر بأن هيئتك إنما هي من خلق الله، وليس من كسبك أو صنعك، ولربما تكون هذه فرصة لك لتغيير نظرتك لهذا الأمر، فهو ليس سلبيا على الإطلاق، فربما هناك من الطلاب والناس عموما من ينظرون إليك على أنك طالب ناجح، وصاحب خبرة في الحياة، وربما يرتاح بعض الطلاب للحديث معك واستشارتك في بعض أمورهم.
اسأل نفسك هل هذا يحصل معك؟ أي أن الطلاب يقابلونك باحترام وتقدير وليس بسلبية كما تتوقع حاليا؟ فما كان سلبيا، أصبح الآن أمرا إيجابيا.
وأما الخيار الثالث، وهو إن صعب عليك الاحتمال السابق، فهناك محاولة التعايش مع "المشكلة" وحتى لو كانت مشكلة، وقد لا تكون، وعلى صعوبة هذا الأمر، فيمكنك أن تحاول أن تتقبل الأمر، وتعطي أفضل ما عندك لحياتك ودراستك ومستقبلك، ( والله لا ينظر إلى صوركم وأجسادكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ).
حاول أن تتابع دراستك وأحلامك وطموحاتك، فلا تتركها فريسة لتصرفات هذه المخاوف أو غيرها، أو سوء تصرفات الناس معك أحيانا، فهي دراستك وأحلامك وطموحاتك، وليست أحلامهم وطموحاتهم، فاحرص عليها.
وستلاحظ من خلال ما سبق ذكره، أنك أصبحت أكثر ثقة في نفسك، وبالتالي لا تعود تتأثر بتصرفات الآخرين وسوء تعاملهم معك، وعندها ستشعر بالقدر العالي من الاستقلالية، مما يعينك على التعايش مع هذا الحال، { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها }.
وفقك الله، ويسر لك الخير.