السؤال
السلام عليكم.
نعم يئست من الحياة، أكره تلك الحياة، أكره كل من فيها، لم يعد يغريني لا مال ولا جمال، ولا مناصب ولا شهرة، ولا حواء ولا أي شيء، أكره النساء كثيرا وأكون بحالة نفسية عندما أتكلم مع إحداهن حتى لو كانت قريبتي، صدقوني، لا أريد شيئا من تلك الدنيا، أريد أن أعيش براحة وسلام، فهل هذا الأمر صعب؟
أبلغ من العمر 19 عاما وأشعر أن عمري 100 عام وأكثر، قبح مظهري وساء خلقي، أكره الإسلام والمسلمين رغم أني منهم! صفاتهم مملة، منافقتهم غبيـة يتصنعون الإسلام وهم ليسو بمسلمين، أكره النساء؛ لأن ما يغريهن فقط هو الشاب الجميل كثير المال، أما الصادق فلا، صفاتهن مقرفة، أكره المال؛ لأنه لا يجلب لي سعادة أبدا.
أين هو الشيء الإيجابي في تلك الحياة؟ لم يبق فيها شيء جيد، أقول عن اقتناع: الحياة مملة جدا، لا أدري لماذا خلقنا؟! هل للعذاب فقط؟ الحياة مملة جدا، كرهت النوم، كرهت السهر، كرهت المعاصي، كرهت جهلي بديني، كرهت الأفلام والمسلسلات والبرامج، كرهت العمل، كرهت الكمبيوتر والانترنت، مللت من النظر في حياة الآخرين، كرهت الوحدة، مللت من أصدقائي، كرهت المستقبل، مللت من غباء الآخرين، مللت من تصنعهم الحكمة، وقناعاتهم الزائفة، وتعبت من أسرتي.
كرهت الإسلام وكرهت المسلمين؛ فلماذا تلوموني عندما لا أتفاءل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abo yasser حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك التواصل والاهتمام، وكم تمنينا لوخلت استشارتك من جلد الذات والاغتمام، ونؤكد لك أن في الدنيا كريمات وكراما، فابذل للناس الابتسامة والسلام؛ لتفوز منهم بالاحترام والحب والوئام.
أرجو أن نختلف معك في نظرتك المتشائمة للحياة والأحياء، ويكفي أن تعلم أن هناك من يسهر؛ ليرتاح الآخرون، ونشرف نحن في الموقع بخدمة الفاضلين من أمثالك والفاضلات.
نتمنى أن تتفاءل وأن تسعد لأن الله وهبك القدرة على الكتابة والفهم والتواصل، وهي نعمة حرم منها الكثيرون ووهبها الوهاب لك؛ فاحمده واشكره؛ لتنال بشكرك المزيد. والحياة مملة لمن يسجن نفسه ويتهرب من المخالطة الإيجابية، ويمكن للفقير أن يسعد، ويمكن لمن أصيب بالمرض أن يكون سعيدا إذا رضي بالواقع وشكر النعم، والمؤمن الذي يخالط ويصبر على الأذى يمكن أن يسعد ويسعد غيره.
وإذا كنا نستطيع أن نتقبل كرهك للمقصرين، فلماذا الكره للإسلام والمسلمين.
قف، قف، وانتبه واستغفر من كرهك للإسلام بل تب مما حصل، واستعن بالله عز وجل، واعلم أن كرهك وكره الناس للإسلام لا يضر الإسلام شيئا، ولو كنا وأهل الأرض على قلب أفجر رجل ما نقص ذلك في ملك الله.
أرجو أن تعلم أن كل ما عندك من الضيق والعنت هو بسبب كرهك للإسلام والمسلمين، ولا ينفعك أنك منهم، وهذا الشعور الذي عندك ما جاءك إلا لبعدك عن الإسلام، والصفات السيئة عند الناس ما جاءتهم إلا لبعدهم عن الإسلام.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وعليك بكثرة الاستغفار، والصلاة والسلام على رسولنا المختار، واحرص على ذكر الله بالليل والنهار.
سعدنا بتواصلك، ونتمنى أن تتواصل معنا بروح جديدة وبثقة في الله المجيد. ونسأل الله أن يوفقك ويسعدك.