السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي هي اعوجاج في الظهر، وآلام في الحوض والركبتين، بسبب جلسة خاطئة، ولفترة طويلة، تصل إلى سنوات، وقلة الحركة سببت لي أيضا صعوبة في المشي, وأحس بثقل في الأرجل عندما أحاول رفعها وأنا جالس، وأيضا هناك انحراف في الركبتين ملحوظ, وهناك وضعيات جلوس كثيرة لا أستطيع جلوسها بسبب هذه المشاكل.
بعد أن أتتني هذه المشاكل وضعت برنامجا تدريبيا مكثفا لمختلف الأجهزة الرياضية, حتى إنني أصبحت لا يجاريني أحد بساعات التدريب والتي أمارسها يوميا, والحمد لله تحسن المشي قليلا، وأصبحت أستطيع الجري، ولكن ليس مثل الإنسان الطبيعي, وتوقف الأمر عند هذا الحد، وأصبح التدريب لا فائدة منه لمثل حالتي.
اعوجاج الظهر لم يذهب، وآلام الحوض مستمرة كما هي، ومشاكل الركبتين كذلك, وكلما حاولت الاستلقاء على ظهري رأسي لا يلامس الأرض أبدا، ويبعد عنها حوالي 20 سم، وحتى أعلى ظهري نفس الشيء, وكلما حاولت الضغط على ظهري أحس بشيء يتحرك إلى باطن الظهر بقوة، وبعدها أحس رأسي يقترب من الأرض، لكن أقف عند هذا الحد خوفا من حدوث كسر أو مضاعفات, وعندما أحاول الاستلقاء على بطني وسط جسمي لا يلامس الأرض من جهة الحوض.
اعتقادي أن كل المشاكل الأخرى سببها هذا الاعوجاج في الظهر, فما الحل؟ هل أحاول الاستلقاء وتقويم الظهر بهذه الطريقه؟ وهل هذا الشيء فيه مجازفة أو خطورة أم أشتري حزاما لتقويم العمود الفقري كما ينصح البعض؟ أم ما الحل إن كان هناك حل آخر؟
شكرا مقدما.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهناك أمراض خاصة بالعمود الفقري مثل: (lordosis) و(scliosis) وهذه الأمراض يتم تشخيصها من خلال ما توفر من أشعة الرنين المغناطيسي، والأشعة المقطعية، وهي التي تحدد وجود اعوجاج من عدمه، وهل هناك ضغط على الحبل الشوكي (spinal cord) أم لا، ولكن يجب زيارة طبيب متخصص في أمراض العمود الفقري لتوقيع الكشف الطبي، وطلب الأشعة المحددة في المكان المحدد.
وللركبة أمراض متعددة، منها ما يتعلق بالأربطة الصليبية، ومنها ما يتعلق بالمفصل ذاته، ومن أشهر ذلك التهاب أو خشونة المفصل، والغضروف المبطن له، ويعرف بـ (Knee osteoarthritis) ويحدث في هذا المرض بعض التآكل في الغضاريف الناعمة، والتي تغطي سطح المفصل، ويصاحب هذا التآكل التهاب في الغشاء المبطن للمفصل (الغشاء السينوفي) المسؤول عن إفراز السائل الذي يساعد على تزييت سطح المفصل، وهذا الالتهاب يؤدي إلى حدوث ارتشاح (تجمع الماء) بالركبة في بعض الأحيان؛ مما يؤدي إلى تورهما.
ومن أعراض ذلك المرض الألم، وهو الشكوى الأساسية، ويزيد أكثر مع المجهود، مثل صعود السلالم، ولكن كما قلنا قد يكون سبب الألم التهاب الغشاء المبطن للمفصل أو وجود قطع بالغضروف الهلالي، أو وجود الزوائد العظمية، وقد يقل مدى حركة المفصل بحيث يصبح المريض غير قادر على ثني أو فرد ركبته بشكل كامل، وتكفي الأشعات العادية على الركبة للتشخيص، بالإضافة إلى التشخيص الإكلينيكي.
والعلاج عن طريق عمل كمادات ساخنة وباردة في أوقات مختلفة؛ حيث أن لكل منها فائدة، بالإضافة إلى الدهانات الموضعية، وهناك الكثير من الأدوية التي تساعد في العلاج مثل: (celebrex 200 mg) مرتين في اليوم، مع باسط للعضلات مثل كبسولات: (myolgin) ثلاث مرات يوميا، وراحة المفصل عن طريق استعمال عكاز؛ لتقليل الحمل أثناء المشي، وعمل جلسات علاج طبيعي، طبعا زيارة طبيب العظام أو الروماتيزم -كما قلنا- مهمة جدا للتشخيص والمتابعة.
وفقكم الله لما فيه الخير.