العفة وانتظار الزوج الصالح... ما توجيهكم تجاه ذلك؟

0 494

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أنا فتاة عمري 22 سنة، يتيمة الأب، لجأت إليكم بعد الله عز وجل حتى أجد عندكم النصح والمساعدة -كما وجدها آخرون ممن سبقني عندكم- جزاكم الله كل خير.

أنا لا أريد إلا الحلال وطاعة ربي، مشكلتي أن أودع الله عز وجل في غريزة شهوة قوية جدا، وأجدها نعمة -والحمد لله- لأنها ستفيدني عند الارتباط، ولكن أنا غير مرتاحة نفسيا، لأني مع زيادة عمري تزداد معي قوة هذه الشهوة، فحتى الآن لم أتزوج، فلا أجد من يشبعها لي، ولا أعرف هل كل البنات مثلي أم لا؟ ولكني متأكدة أني ربما أكثر فتاة عندها هذه الناحية، فأنا أعرف نفسي كيف سأفعل عندما أتزوج، وأيضا أنا أحتاج كثيرا لحنان زوج يعوضني حنان الأب الذي فقدته منذ صغري.

وأنا الآن وحيدة، كل صديقاتي تزوجن واحدة تلو الأخرى، وفرحت لهن من كل قلبي، وأنا في انتظار نصيبي، ورغم كل هذا ألف حمد لله، أنا إنسانة كما أودع الله في قوة الشهوة، أودع في قوة الصبر والتقوى، فأنا ملتزمة جدا، وقلبي طيب، وأسعى للخير، وسأظل كذلك بحول الله مدى الحياة، مع العلم أنه تقدم كثير من الشباب لخطبتي، وسوف تتعجبون من الكم، فهو أكثر من 20 خاطبا، كوني أتمتع -والحمد لله- بالأخلاق والتدين والجمال، ومثقفة ومتعلمة، وكلهم رفضتهم، فيوجد من رفضته كوني كنت صغيرة، في البداية كنت أدرس وعمري 15 سنة، والآخرين كان السبب عدم خوفهم من الله، فالله يشهد بذلك وليس تكبرا مني وعدم رغبة في الزواج، مع أني وددت لو قبلت أحدهم، ولكن قدر الله وما شاء فعل.

كنت دائما أدعو الله أن يتقدم لي شاب صالح، لكنهم كانوا غير صالحين، مع أني استخرت ولم أرتح لهم، فأرجوكم أفيدوني، كيف أستلهم الصبر أكثر؟ وما هي الوسيلة التي ألتزمها؟ وهل من دعاء ليتقدم لخطبتي زوج صالح؟ وأريد أن أسألكم، أنا دائما أقول في دعائي وذلك بنصح من إحدى الصديقات الصالحات، فكنت أدعو وأقول: يا رب أمرتنا بالستر والحلال، ومنعتنا الحرام، وأودعت في شهوة قوية، فأنا الآن بأمس لزوج صالح حتى أحصن نفسي بالحلال طاعة لك، ولا أفكر ولو خاطرا في شاب غير زوجي، وبنية صادقة دعوته وما زال لم يستجب الله دعائي.

سؤالي: هل هذا دليل على عدم رضى الله عني أم اختبار وحكمة منه وما زال سيستجيب لي؟

بارك الله فيكم على موقعكم الرائع، والذي هو رياض للصالحين، وملاذ الحائرين، وشفاء لهم، جزاكم الله خير الجزاء في الدنيا والأخرة، وجعل مثواكم الجنة الفردوس.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يطيل في طاعته الآجال، وأن يحقق لنا ولك الآمال إنه الكريم الرحيم المتعال.

لقد سعدنا جدا بهذه الاستشارة التي يفوح منها النضج والعقل، وقبل ذلك روح الالتزام، ونبشرك بأن الله لن يضيع أمثالك من العفيفات، ولكن لكل أجل كتاب، وسوف يأتيك ما يقدره ربنا الوهاب، ولا شك أن الشهوة نعمة، والصبر نعمة، ونسأل الله أن يحفظك ويغنيك بالحلال، وأن يزيدك ثباتا وسدادا، ومما يعينك على العفاف والخير ما يلي:
1- اللجوء إلى مصرف القلوب.
2- غض البصر.
3- البعد عن مواطن الرجال.
4- شغل النفس بالمفيد.
5- مجالسة الصالحات المصلحات.
6- القبول بصاحب الدين والأخلاق مع الواقعية في طلب الصفات الأخرى.
7- الصوم والأذكار والتلاوة.
8- تجنب الوحدة لأن الشيطان مع الواحد.
9- تقوى الله ومراقبته والاستعانة به.
10- الرضا بقضاء الله وقدره.

أما بالنسبة للدعاء فالأمر فيه واسع، والمهم هو مواصلة الدعاء دون توقف، ونبشرك بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، فيقول: قد دعوت فلا - أو فلم - يستجب لي، وفي رواية: لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل، قيل: يا رسول الله ما الاستعجال؟ قال: يقول: دعوت فلم أر يستجب لي، فيستحسر عند ذلك، ويدع الدعاء) وهذا التوقف واليأس والإحباط لا يفرح به سوى الشيطان، وأرجو أن تعلمي أن الإجابة من الله تتنوع، فقد يستجيب الله الدعاء، وربما يدخر لك الأجر، وربما يرفع عنك من البلاء، ومن هنا يتضح أن الداعي المتوجه إلى الكريم لا يمكن أن يخيب.

ووصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، والتوكل عليه والصبر، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان، ثم يرضيك به، ونسعد بالاستمرار مع مزيد من التوضيح، ونسأل الله أن يضع في طريقك صالحا مصلحا يعوضك ويعفك وتعفينه ويسعدك.

مواد ذات صلة

الاستشارات