السؤال
مشكلتي هي اني أعاني من برودة أعصاب حادة، لدي مشاعر، وأنا لست سايكو باث، ولكن لا أتفاعل مع المواضيع، وردة فعلي دائما تكون باردة لدرجة أني هاجرت لدولة أخرى وأصدقائي الجدد لاحظوا نفس الملاحظات التي لاحظها أصدقائي القدماء ومنها:
1- برودة الأعصاب والتحدث بطريقة هادئة وخجولة نوعا ما وكأنني مبتسم، أو يصبح لدي نوع من التشنج في الخدين أثناء الحديث "إن صح التعبير".
2- البطء الشديد في الحركة لدرجة أنه لاحظها الكل.
3- الكسل الشديد حتى أن البعض لاحظ كسلي من طريقة هدوئي في الحديث.
4- مشكلتي أن الكل لاحظ هذا الشيء عندي، ولم ألاحظ تلك الأشياء عندي إلا عندما قام أحدهم بتقليدي، أو عندما شاهدت فيديوهات مسجلة لي "أتحدث عن طريقة الكلام"!
ساعدوني: هل أنا طبيعي، وهل المرض عصبي أم نفسي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبود محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا أراك تعاني حقيقة من مرض عصبي أو جسدي أو حتى نفسي، الذي تحدثت عنه هو نوع من التطبع، هو نوع من التكيف الذي ربما تكون نشأت عليه واتخذته نمطا في حياتك، وهذا لا يعتبر مرضا بأي حال من الأحوال، لكن الإنسان يمكن أن يحسن من أدائه ليواكب الآخرين، وعليه اذهب إلى الطبيب، قم بإجراء فحوصات عامة، هذه سوف تكون قاعدة جيدة جدا للتأكد من وضعك الصحي الجسدي.
الذي أتوقعه أن كل شيء سليم -إن شاء الله تعالى-، بعد ذلك حاول أن تؤهل نفسك نفسيا، بمعنى أن تحرص على ممارسة الرياضة، الرياضة سوف تجدد الطاقات فيك، سوف تعطيك الدافعية والحافز الذي يجعلك تتخلص من بطء الحركة، وفي ذات الوقت حاول أن تحدد الوقت الذي سوف تحتاجه للقيام بمهمة ما وتوفي المهمة في الوقت الذي حددته، مثلا إذا أردت أن تذهب إلى المسجد وكان المسجد يبتعد عن منزلك مسافة كيلو متر واحد، مثل هذه المسافة لا تستغرق أكثر من عشر دقائق مشيا، فحتم على نفسك أن تقطع هذه المسافة في هذا الزمن المحدد، وهو الوقت المتوسط المقبول، هذا مجرد مثال، يمكن أن تأخذه كنموذج قياسي معياري لتكون أكثر سرعة وحركة، حتى في القراءة مثلا كم من الصفحات سوف تقرأ في نصف ساعة مثلا، وهكذا.
هذه الأمور يمكن للإنسان أن يدبر ويدرب نفسه لها، والتغيير حتى وإن كان بطيئا هو الشيء المنشود؛ لأن التغيير السريع في مثل هذه الأمور لا يتوقعه الإنسان، كما أنه غير مفيد ولا يستمر.
ما وصفته ببرودة الأعصاب: هذا تستطيع التخلص منه من خلال الانخراط في الأعمال الخيرية، هذا يؤدي إلى كثير من التفاعل الوجدان الإيجابي، كثير من الإخوة الذين انخرطوا في العمل الوجداني والخيري من خلال ملاحظاتي ومجالستي معهم وجدتهم يتميزون بتوازن نفسي ووجداني من نوع متميز جدا.
المسح على رأس اليتيم أيضا يحرك في الإنسان الوجدان، ويزيل عنه برودة المشاعر، وهكذا.
أمر آخر مهم جدا: اسع لتطوير ذاتك أكاديميا واجتماعيا وعلميا ومعرفيا، هذا كله يجعلك تكون أكثر تحفزا ومقدرة لتطبع نفسك على نهج جديد يكون مرضيا لك وكذلك للآخرين.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.