أصدقائي يتجاهلونني!! كيف أستطيع كسب ودهم؟

0 350

السؤال

السلام عليكم

منذ ثلاث سنوات ليس لدي أصدقاء، وفي الوقت الحالي لا يوجد أحد في الحي يستحق أن يصادق، فكلهم ليس لهم هم سوى معاكسة البنات، أو شرب الخمر، واهتماماتهم ليست مثل اهتماماتي؛ لذلك انعزلت عن الناس، وأصبحت لا أخرج من المنزل، بسبب عدم وجود أصدقاء، فالعزلة أفضل لي من مصادقتهم، وأنا أريد صديقا أكسبه، ولو عن طريق النت.

أحيطكم علما بأنني في السابق كان لي أصدقاء، يأتون إلي في البيت كثيرا، وفي الوقت الحالي أصبحوا وكأنهم لا يعرفونني، فاستغربت من تجاهلهم لي، فماذا أفعل؟ فقلت: سأتجاهلهم كما تجاهلوني، وأعيش بدونهم، ولا أحتاج لأحد، فإذا كان صديقك لا يسأل عنك، وتشعر أنه يتجاهلك؛ فلماذا تسأل عنه؟ فهل فعلت الصواب؟

أنا لست ندمانا أنهم تركوني، لكن كلما أتذكرهم أتذكر الماضي الجميل الذي عشته معهم، وتعلقهم بي، وقد يكون السبب أنهم وجدوا أصدقاء غيري.

أخيرا: عندما يأتي أحد إلى المنزل من الأهل، أو من الجيران؛ لا أعرف كيف أتعامل معهم، أريد طريقة لكي أتعامل معهم.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ fa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

العلاقات الاجتماعية مهمة في حياة الناس، وخاصة إذا كانت مبنية على أسس قويمة خالية من المصالح الشخصية ومن الهوى، وأعظم أنواعها الأخوة في الله, فهؤلاء من الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وقد تأتي صدفة أو متعمدة، والمهم هو أن يكتشف الشخص أن هناك شخصا آخر يبادله الاحترام والتقدير، ويشاركه الاهتمامات والميول، ويقف معه ويؤازره وقت الضيق، ويحفظ أسراره، ويستر عيوبه، ويعفو عنه إذا أخطأ.

في المقابل تجد من الناس ذوي القلوب المريضة، والذين يعكرون صفو الحياة الاجتماعية بالغيبة والنميمة، وما إلى ذلك من المنكرات، فالأفضل عدم مجالستهم، والابتعاد عنهم بقدر الإمكان، وتفويت الفرصة عليهم، ومحاولة نصحهم وإرشادهم بالتي هي أحسن، وبطريقة غير مباشرة عن طريق ضرب الأمثال، وبسرد القصص التي تتضمن العبر والعظات.

تذكر أخي الكريم: أن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم، خير من الذي يعتزلهم، والمصلح خير من الصالح، ويمكن اتباع الإرشادات التالية فربما تساعدك في التعامل مع الآخرين:

1- اسع في مرضاة الله، فإذا أحبك الله جعل لك القبول بين الناس.

2- كن نموذجا في الأخلاق، واحترم قيم وآراء الآخرين.

3- اعرض مساعدتك على من يحتاج للمساعدة، وخاصة الأصدقاء والزملاء.

4- قدم الهدايا لهؤلاء الزملاء، حتى ولو كانت رمزية، فإنها تحببهم فيك، وازهد فيما عندهم.

5- بادر بمواصلتهم في مناسباتهم الاجتماعية، وشاركهم فيها بما تستطيع.

6- أحسن الظن دائما في الآخرين، إلى أن يتبين لك العكس.

وللمحافظة على العلاقة معهم ركز على النقاط التالية:

- المعرفة التامة، وتقصي الحقائق، وجمع أكبر قدر من المعلومات قبل الحكم على الأمور والمواقف.

- النظرة الشمولية للمواقف التي تحدث بينكم.

- التماس العذر للطرف الآخر في حالة عدم التزامه بالمطلوب.

- التحرر من الهوى وتحكيم العقل قبل العاطفة.

أما كيفية التعامل مع الزوار من الأهل والجيران فنقول لك: تعلم كيفية المحادثة مع الآخرين أولا، بالاستماع الجيد لما يقولونه، ثم كيفية إلقاء الأسئلة بالصورة المبسطة، والاستفسار بطريقة فيها احترام وتقدير للشخص الآخر، وإظهار الإعجاب والتعليق على حديثهم ومقتنياتهم بالطريقة التي يحبونها.

إذا أتيحت لك الفرصة للتحدث عن نفسك فاغتنمها، ولا تتردد، بل انتهج نهج المبادأة، وكن أول من يبدأ دائما بالتعريف، أو الحديث عن النفس.

ولإبعاد الملل وللاستمرار في الحديث؛ حاول سرد بعض الحقائق العملية، أو الدينية، أو القصص الممتعة، والتي تجذب مستمعيك وتجعلهم يتفاعلون معك بصورة إيجابية، وتجنب الصفات الست التي تؤدي للشعور بالنقص، وهي الرغبة في بلوغ الكمال، سرعة التسليم بالهزيمة، التأثير السلبي بنجاح الآخرين، التلهف إلى الحب والعطف، الحساسية الفائقة، افتقاد روح الفكاهة.

نسأل الله تعالى أن يوفقك إلى ما يحبه ويرضاه.

مواد ذات صلة

الاستشارات