لماذا تصاب المرأة بعد الولادة بسلس البول، وبآلام في الجماع؟

0 496

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد ولدت طفلتي الأولى ولادة طبيعية منذ شهرين وثلاثة أسابيع تقريبا، ولله الحمد، ومنذ ولادتي وإلى الآن وأنا أعاني من عدم التحكم التام بالبول، بمعنى أني إذا اضطررت لدخول الحمام يمكن أن يخرج مني بول دون القدرة على السيطرة عليه، فما السبب؟ وما الحل؟

لقد انقطع دم النفاس عندي قبل الأربعين، ولكن لم أر الإفرازات بيضاء تماما، وإنما صفراء، واستمر الوضع كذلك، ثم في حوالي اليوم الخمسين بعد الولادة رأيت إفرازات زهرية، ثم بنية، ثم دما مثل دم الدورة، ولكن بكمية قليلة جدا، ثم عادت إفرازات صفراء كما سبق، وهذا الطارئ (اللون الزهري والبني والدم) استمر فقط حوالي اليومين أو الثلاثة.

في اليوم الخامس والستين رأيت اللون البني مرة أخرى لأقل من يوم واحد، ثم عادت إفرازات صفراء، وإلى الآن لم تصبح الإفرازات بيضاء تماما، وأنا الآن قد دخلت في الأسبوع الـ 12 بعد الولادة، فما المشكلة؟ وما الحل؟

أثناء الجماع مع زوجي أحسست بألم شديد كألم بداية الزواج، حتى أني لم أستطع أن أكمل، وأحسست وكأن شيئا من الداخل قد سد الفتحة، وكان يخرج مني هواء من فتحة المهبل أثناء الجماع، مصدرا صوتا محرجا، فما المشكلة؟ وما الحل?

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله على سلامتك, ونسأله عز وجل أن يجعل المولود من أبناء السعادة في الدارين.

بالنسبة لسؤالك الأول: نعم قد تحدث درجة من سلس البول بعد الولادة الطبيعية عند كثير من النساء, وسبب هذا الشيء هو الضغط الذي تعرضت له المثانة خلال الحمل والمخاض؛ مما يؤدي إلى حدوث ضعف في الأنسجة والأربطة التي تثبت المثانة, وضعف في المعصرة التي تتحكم في البول.

فإن كانت هذه هي الولادة الأولى لك، ولم يحدث خلالها أي اختلاطات في منطقة المثانة بالذات (كالتمزقات والالتهابات)؛ فمن المتوقع أن يتراجع سلس البول تدريجيا, وتتحسن الحالة أو تشفى, لكن هذا قد يأخذ وقتا, قد يصل إلى ستة أشهر, حيث يكون الجسم قد تخلص من تأثيرات الحمل تقريبا -إن شاء الله-.

وخلال هذه الفترة أنصحك بعمل تمارين للحوض تسمى تمارين (كيغل) وبشكل يومي, وكلما سنحت لك الفرصة بذلك.

وكنوع من الاحتياط فإنه يجب عمل تحليل للبول؛ من أجل التأكد من عدم وجود التهابات بولية -لا قدر الله-.

بالنسبة للسؤال الثاني: إن الإفرازات الزهرية والدم البني, والذي لاحظت نزوله في اليوم الـ 50، واليوم الـ 65 بعد الولادة, يمكن اعتبارها دورة شهرية, لكنها قليلة جدا, بسبب عدم استعادة المبيض لكامل نشاطه بعد, خاصة إن كنت مرضعة, فالإرضاع يثبط المبيض عن العمل؛ مما يؤدي إلى عدم نزول الدورة, أو إلى نزولها بشكل شحيح جدا, وهذا يتبع طبيعة السيدة, واستجابة جسمها لهرمون الحليب, والذي يرتفع مع الإرضاع, لكن ومع مرور الوقت ستنزل دورة طبيعية -إن شاء الله-, خاصة إن خفت الرضاعة، أو تم إيقافها.

بالنسبة للسؤال الثالث: قد تشعر السيدة في اللقاءات الزوجية التي تلي الولادة مباشرة بألم يتوضع على مستوى العجان, وحول فتحة المهبل, وهذا الألم قد يكون شديدا, وعلى الأرجح بأن سببه هو الندبة التي تشكلت مكان الشق العجاني, وقد تكون الغرز القريبة من فوهة المهبل مشدودة بعض الشيء, فشكلت نسيجا ليفيا متوترا, وهذا النسيج يكون غنيا جدا بالنهايات العصبية.

ويجب أن يتم فحص المنطقة جيدا من قبل الطبيبة المختصة؛ للتأكد من صحة التئام الجرح, وعدم وجود أنسجة مشدودة أو متوترة في المنطقة, وإن وجدت فيمكن توسيعها، أو إزالة الندبات الزائدة منها.

لذلك إن بقي الألم موجودا خلال الجماع فإنني أنصحك بالتوجه إلى الطبيبة؛ لتقوم بالكشف على منطقة الجرح.

نسأل الله عز وجل أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما.

مواد ذات صلة

الاستشارات