السؤال
السلام عليكم
أعاني من خوف شديد من الموت، والإصابة بالأمراض، وأعاني من اكتئاب من هذه الأمور والتفكير فيها، وأفقد التفاؤل في الحياة.
أريد حلا أو علاجا لهذه المشكلة؛ لأنه منذ 5 شهور وأنا أعاني منها، ولا أريد الذهاب لأي استشاري نفسي؛ لأن أهلي لا يدرون بحالتي.
علما بأن إحدى أقاربي تعاني من هذه الحالة من الاكتئاب وغيرها، هل يكون هذا الأمر وراثيا، أو شيء من هذا القبيل؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرجو أن تطمئني منذ البداية، في سنك هذه هنالك تغيرات كثيرة جدا تحصل خاصة بالنسبة للفتيات: تغيرات هرمونية، تغيرات مزاجية، تغيرات عاطفية، حتى التأكيد من الذات (من أنا؟ ما هذا الذي حولي؟ ماذا أريد أن أفعل؟) مشاكل في الهوية، مشاكل في الانتماء، هذه أمور تطورية ارتقائية طبيعية جدا، هذه الحقيقة لا بد أن تقتنعي بها، وأعتقد أن هذا الذي يحدث لك منذ خمسة أشهر هو جزء من عملية التغيير، النقلة من سن اليفاعة، المراهقة، ثم سن الشباب، هنا تكون لدى الإنسان نوع من الليونة أو الهشاشة النفسية، وهذه الفترة – أيتها الابنة الفاضلة – فترة عابرة ومؤقتة، وسوف تنتهي تماما.
أنت لست مكتئبة، لا تصفي نفسك بمثل هذه الأوصاف وترسخيها في عقلك وكيانك، وهذا هو الذي يسبب الاكتئاب والقلق وعدم الاطمئنان، يعني أن استجلاب هذه الأفكار الخاطئة، هذه الأفكار السلبية وزرعها في الدماغ والوجدان هو الذي يسبب ضررا نفسيا كبيرا، لا، يجب أن يكون تعاملك مع نفسك تعاملا إيجابيا، أنت - الحمد لله - صغيرة في السن، لديك طاقات عظيمة في هذه المرحلة، يجب أن تسعي سعيا حثيثا لتكوني من المتميزات في دراستك، وطريقة التميز معروفة، تكوني من البنات الصالحات الفضليات، بارة بوالديك، وهذا - إن شاء الله تعالى – يعطيك خيري الدنيا والآخرة، تنظمي وقتك، تحرصي على صلاتك في وقتها، تكون صحبتك مع المتميزات والخلوقات من البنات.
هذا هو الذي تحتاجين له وليس أكثر من ذلك، فأنت لست محتاجة للتفكير في الاكتئاب، أو أن هنالك عوامل وراثية، لا، الوراثة أثرها ضعيف جدا وبسيط جدا وحوله شكوك، وهذا الذي تعانين منه ليس اكتئابا، هذا مجرد جزء من المرحلة التطورية التي تمرين بها مثلك مثل البنات الأخريات، في بعض الأحيان نسميها عدم القدرة على التكيف، أو بعدم القدرة على التواؤم، ونحن نعرف أنها مرحلة مؤقتة.
أرجو أن تطمئني، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.