السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي عمرها 29 عاما، تقدم لخطبتها الكثير، ولكن لم يحصل نصيب؛ لأنها لا ترتاح عند استخارتها، الآن تقدم لها رجل من قرية بعيدة، وعند سؤالنا عنه تبين أن عليه قضية مخدرات، وسألنا أشخاصا عنه غير مقربين، وقالوا: إن عليه قضية، وسألنا أمه عن قضيته، فقالت: إنه مظلوم؛ لأنه سافر ومعه صديقه، وكانت المخدرات بحقيبة صديقه، وتم تبرئته من التهمة.
الرجل يقول: إن لديه ما يثبت براءته، لكن والدي متردد؛ لخوفه عليها من حصول مشاكل بعد الزواج؛ لأنه لم يصدق أنه مظلوم. وأهله يقولون: إنه يصلي، وبار بوالديه، وأنه مظلوم.
المشكلة أن أختي متمسكة بهذا الشخص؛ لارتياحها بعد الاستخارة.
والدي طلب مني استشارتكم: هل نوافق على من عليه شبهة؟
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بسمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة– في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله أن يرزق أختك الزوج الصالح الذي تقر به عينها، وأن يقدر لنا ولكم الخير حيث كان.
لا شك أن حرصكم على اختيار الرجل المناسب عمل صائب ورأي سديد، وهو من الأخذ بأسباب السعادة وصلاح الأسرة، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم– يقول: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه).
ونصيحتنا أن تكثروا من التحري والسؤال عن هذا الشخص، ومعرفة سيرته الظاهرة للناس أمر يسير، فإن حال صاحب المخدرات في الغالب لا يخفى على الناس، فحاولوا أن تسألوا عنه أناسا متفرقين، فإذا سألتم أهل المسجد أو بعض المواظبين على الصلاة في المسجد كإمام المسجد -مثلا- وبعض الزملاء له في عمله –إن كان يعمل في مكان– ونحو ذلك، فإذا ظهر من خلال هذا التحري بأنه شخص حسن السيرة؛ فتوكلوا على الله تعالى وزوجوه، وأملوا في الله تعالى خيرا.
ونحن على ثقة من أن التحري الفاحص سيوصلكم -بإذن الله تعالى– إلى معرفة حقيقة هذا الشخص.
أما إذا ثبت أنه ممن يتعاطى المخدرات، أو يتاجر بها، أو نحو ذلك فالنصيحة ألا يزوج، وتصبر هذه الأخت، وتنصح وتحث بصرف النظر عن هذا الرجل إلى غيره، فإنه لا يؤمن عليها في مستقبل حياتها، ولا يصلح أن يكون أبا لأبنائها، وربا لأسرتها، فإن الزواج عشرة طويلة، لا ينبغي أبدا التساهل في اختيار الرجل الذي تقضي معه المرأة هذه العشرة الطويلة.
وخير ما نوصيكم به بعد تقوى الله تعالى: استخارة الله تعالى، وليس من شرط الاستخارة أن يظهر للإنسان بعدها ارتياح نحو أمر ما، إنما باستخارته يسأل الله تعالى أن يقدر له الخير، ثم بعد ذلك يأخذ بالأسباب ويفعل ما يراه صالحا صوابا، وسيكون هو ما اختاره الله تعالى بإذنه ومشيئته.
نسأل الله تعالى لكم التوفيق والسداد.