كيف أستعيد ثقتي بنفسي كما كنت سابقًا؟

0 531

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة، أبلغ من العمر 23 سنة، غير متزوجة، طالبة، أدرس في مرحلة الماجستير، لدي خمسة إخوة وليس لدي أخوات، -الحمد لله- محافظة على صلاتي وأذكاري اليومية، حالتي المادية ممتازة جدا.

مشكلتي لا أعلم أين تكمن؟ هل هي في عدم ثقتي بنفسي أو حساسيتي المفرطة، رغم أنهم سابقا (صديقاتي وخالاتي ومن كان يعرفني) يقولون أني عديمة الإحساس أو غير مهتمة؟

نعم، أحب شخصي وأحب ذاتي جدا، وأرى دائما من نفسي الفتاة الناجحة؛ فأنا دائما أقارن نفسي بالنساء الناجحات والقويات، و كثيرا ما تعجبني السيدة ديانا؛ لأنني أشبهها في الشكل كثيرا.

لكن في الآونة الأخيرة لا أشعر أنني نفس الشخصية، ولا أعلم لماذا؟ أصبحت أخاف الاحتكاك بالناس، أتوتر كثيرا، ومرات يؤدي بي الحال إلى استفراغ وغثيان، أشعر بالشفقة على نفسي وبالوحدانية، أبكي لوحدي كثيرا، فقدت الأمل بالحياة، لم أعد أتقبل حتى المزاح.

سابقا كنت لا أهتم بما يقال عني، وسأذكر موقفا حصل لي:
في الجامعة نسمع إما كلمات إعجاب أو مزاحا أو استهزاء، سابقا كنت لا أهتم، فقط كل ما أفعله أني أمشي بثقة كأني ملكة، ولا أخفيك فقد كنت من مشاهير الجامعة مثل ما يقولون، أما الآن عند أي كلمة أسمعها أو حتى نظرة من أحد أرتبك وأتمنى أن أختفي، أشعر بانزعاج شديد وضيق في التنفس، وحزن وانكسار، لا أعلم سببه!

دائما أتخيل أن الجميع يسخر مني أو يستهزئ بي أو يحتقرني، وأن الجميع يكرهني، ولن أجد أحدا يتقبلني، رغم وجود زميلاتي في الجامعة، ولكني اعتدت أن أبقى قوية هادئة أمام الجميع؛ لأنني لا أحب أن يتعاطفوا معي أو يروا مشاكلي النفسية، دائما أردد في نفسي: أنت قوية، وستحققين ما تريدين. ومهما رددت كلمات تشجيعية أزداد خوفا و كآبة.

توقعت أن هذه المشكلة مثل ما يقال: أزمة وتعدي، أو أنها بعد فترة ستختفي، ولكن لي 6 شهور ولم يحصل أي تحسن، بل ازدت سلبية وقلقا!

أريد النصيحة منكم، فأنا لا أحب الأدوية أو العلاج الطبي، فبالنسبة لي أستشيركم في أمري أهون من أن أسأل أمي أو أبي أو إخوتي؛ فهم تعودوا مني أن أكون الفتاة الواثقة قوية الشخصية!

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سحر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا بما في نفسك.

جميل أن يشعر الإنسان بالثقة بنفسه، وكما قلت في رسالتك أن تري من نفسك أنك الفتاة الناجحة، وخاصة أنك أضفت ذلك إلى العلم والإيمان والخلق.

لكن وككل إنسان، يمكن أن تعتري الشخص بعض المواقف والحالات، بحيث يشعر أن ثقته بنفسه لا تعود كما كانت، ولو لفترة عابرة، والتي قد تمتد لأشهر، إلا أن البنية الأساسية القوية، ستعينك لا شك على تجاوز هذه المرحلة، لتخرجي أقوى مما كنت عليه في الماضي.

ليس كل من يعاني من مثل ما وصفت في رسالتك يحتاج لطبيب نفسي أو علاج دوائي، وخاصة مع وجود الوعي والإدراك لما يجري، ومع العزيمة على التغيير وإعادة الثقة بالنفس.

هناك بعض الحالات التي يقف فيها ضعف الثقة بالنفس بسبب أو مرض ما كالاكتئاب مثلا، فعندها لا بد من مراجعة الطبيب النفسي، وربما بداية العلاج الدوائي، إلا أن هذا ليس بالضرورة، وليس هو المطلوب منك الآن.

هل عندك بعض الأمور المزعجة في حياتك الأسرية أو التعليمية؟ وهل عندك بعض الصعوبات الصحية، ومنها على سبيل المثال: توتر ما قبل الدورة الشهرية، والتي تكثر عند الفتيات، مما يمكن أن يفسر ذهاب الحماس والانزعاج أو النزق والعصبية، وبالتالي ضعف الثقة بالنفس؟ فإذا وجد أي مما سبق، فربما يفيد مراجعة طبيبتك الخاصة أو طبيبة الأسرة.

سأذكر الآن بعض النقاط التي يمكن أن تعينك على استعادة ثقتك بنفسك، ومنها مثلا:

1- حاولي في الفترة القادمة التركيز على الإيجابيات التي عندك، وهي كثيرة، بدل السلبيات.

2- تذكري النجاحات التي حققتها حتى وصلت لهذه المرحلة من الدراسة.

3- احرصي على صحبة الصديقة التي تعزز عندك ثقتك في نفسك، لا التي تضعف هذه الثقة وتجعلك تشعرين بالسلبية.

4- بالإضافة للمواظبة على الصلاة وتلاوة القرآن، حاولي ممارسة بعض الأنشطة الرياضية، وأقلها المشي.

5- مارسي هواياتك المفضلة، والتي تساعدك على الاسترخاء والراحة الجسدية والنفسية.

6- أكرمي نفسك، ودلليها؛ برعايتها وإكرامها ببعض الأمور التي تحبينها.

7- احرصي على قراءة ما يشد من همتك ويرفع من معنوياتك، كقصة أو رواية إيجابية.

8- أعطي نفسك بعض الوقت والهامش الواسع؛ حتى تستعيدي نشاطك وحيويتك وثقتك بنفسك.

9- اقتدي بالصحابيات وأمهات المؤمنين والداعيات إلى الله، ولا تجعلي قدوتك أو إعجابك بمثل هذه المرأة الكافرة التي ذكرتها، فسيرتها الشخصية ومسيرة حياتها لا تشرف مسلما بحال من الأحوال.

وفقك الله، وكتب لك الخير، و-إن شاء الله- نسمع أخبارك الطيبة.

مواد ذات صلة

الاستشارات