تصيبني رعشة، وخفقان في القلب عند التحدث للناس.. ما الدواء الذي يناسبني؟

0 144

السؤال

عمري 35 عاما، ومتزوج, وبفضل الله ملتزم بالصلاة، لا أعاني من أي أمراض، أعاني من تعرق شديد في الوجه واحمرار شديد في الوجه عند التحدث مع الأشخاص، أو عند إجراء مقابلة عمل عندما أبحث عن وظيفة، أو عند إسداء نصيحة لشخص ما، أو عند الإحراج من شيء ما، ويصيبني ارتعاد ورعشة في الأطراف وخفقان في القلب، ما هو الدواء الذي يساعدني في حالتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله تعالى الذي جعلك ملتزما بصلاتك، أسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنك، وأن يجعل نفوسنا جميعا مطمئنة.

هذه الحالة التي تعاني منها – أيها الفاضل الكريم – هي نوع من قلق الرهاب البسيط، وقلقك هذا نسميه قلق المواجهات، ولم يصل لدرجة الرهاب الاجتماعي الحقيقي.

من الناحية النفسية والفسيولوجية: الإنسان حين يكون في مواجهة موقف معين يحضر الجسم نفسه من خلال تنشيط الجهاز العصبي اللاإرادي، وهذا يؤدي إلى إفراز في مادة تسمى بالأدرينالين، هذه المادة تزيد من الإفراز العرقي من خلال تنشيط الغدد العرقية، كما أن القلب يبدأ في ضخ الدم بكميات أكبر وأسرع، وذلك ليتيح فرصة انتشار الأكسجين في العضلات الطرفية، حتى تهيأ الإنسان ليواجه الموقف الذي هو فيه، وقد تحدث بعض الرعشة في الأطراف خاصة، والبعض قد يحس بجفاف في فمه.

أما موضوع احمرار الوجه فهو ناتج من زيادة تدفق الدم، والذي هو عملية فسيولوجية بحتة كما ذكرنا لك، والناس تختلف في هذا الأمر، فبعض الناس حساسون جدا ويزعجهم هذا العرض، ولون البشرة أيضا يلعب دورا في هذا السياق.

عموما حالتك بسيطة، هذه الأعراض التي تحس بها أنا أؤكد لك أنها مبالغ فيها، هي أقل كثيرا مما تشعر به، كما أن البعض لا يلاحظها أبدا بالصورة التي تتصورها.

المبادئ العلاجية قبل أن نتحدث عن الدواء – والأدوية الحمد لله موجودة وفاعلة -:
أولا: أن تحقر فكرة الخوف، وألا تراقب نفسك، خاصة لا تذهب وتنظر إلى نفسك في المرآة كلما واجهت أحدا.

ثانيا: مشاعرك هي مشاعر خاصة بك لا أحد يستشعرها.

ثالثا: التعرض والتعريض هو المبدأ الأساسي، تعرض نفسك في الخيال، تتصور موقفا معينا ستكون فيه عرضة لمواجهة كبيرة، أن تصلي بالناس مثلا في المسجد، أو أن تقدم عرضا، أو محاضرة أمام الحاضرين، ويكون هنالك نقاش وأسئلة وأجوبة وشيء من هذا القبيل.

رابعا: طور مهاراتك الاجتماعية، كن دائما في الصفوف الأولى، وانظر إلى الناس في وجوههم، وابدأ بالسلام، ورد التحية بأحسن منها... هذا كله من خلق الدين، وفي ذات الوقت يقوي النفوس، وتذكر أن تبسمك في وجه أخيك صدقة كبيرة جدا بإذن الله تعالى.

الدواء: نعم -الحمد لله- توجد أدوية ممتازة وأدوية تساعدك كثيرا، هنالك دوائين: الدواء الأساسي يعرف تجاريا باسم (زيروكسات)، ويسمى علميا باسم (باروكستين)، والدواء المساعد يعرف تجاريا باسم (إندرال)، ويعرف علميا باسم (بروبرالانول).

الباروكستين أنت تحتاج له بجرعة صغيرة، تبدأ بعشرة مليجرام ليلا بعد الأكل لمدة عشرة أيام، ثم تجعلها حبة واحدة – أي عشرون مليجراما – وتتناولها لمدة أربعة أشهر، ثم تجعلها نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

الباروكستين دواء سليم وفاعل، من آثاره الجانبية البسيطة التي قد تحدث أنه ربما يؤخر القذف المنوي قليلا عند الجماع، لكنه لا يؤثر على ذكورية الرجل أبدا، أو مستوى هرمون الذكورة.

الدواء الثاني هو الإندرال، هذا تتناوله بجرعة عشرة مليجرام صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام صباحا لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله.

الإندرال بصفة عامة لا يستحسن استعماله عند الذين يعانون من الربو والحساسية، وإن كانت هذه الجرعة جرعة صغيرة تعتبر سليمة حتى بالنسبة لمرضى الربو.

أخي الكريم: لا تنس أبدا الرياضة، اجعلها جزء من حياتك، وطبق تمارين الاسترخاء، وذلك من خلال الرجوع لاستشارة بموقعنا تحت رقم (2136015)، سوف تجد فيها إرشادات طيبة وبسيطة وعلمية وعملية، وبتطبيقك لها بصفة ملتزمة سوف تستفيد منها كثيرا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات