أعاني من مغص ودوخة وغازات، سببت لي القلق والخوف.

0 427

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة أبلغ من العمر 26 عاما، احترت في وصف حالتي، وتعبت من القلق والتفكير، علما بأنني أعاني من بعض الأعراض منذ الصغر، ولكن ازدادت مع الكبر، بعض الأطباء يقولون: إنها أعراض القولون، والبعض الآخر يصرف لي أدوية من غير ذكر سبب الأعراض، علما بأنني في صغري ذهبت للطبيب، وقال لي: إنه القولون العصبي، ولكن ما يسبب لي القلق والخوف إن الأعراض ازدادت، وأشعر بخوف من أبسط الأشياء.

والأعراض أنني أشكو من ألم في الجنب الأيسر، مع حرارة ومغص وغازات، وإحساس بالإمتلاء والشبع، وأصوات خفيفة ورغبة بالشعور بالتبرز، ولكن لا أستطيع، حيث أجد صعوبة في التبرز، وغالبا إمساك ودوخة، مع عدم التركيز لدرجة فقد الوعي والإغماء، وكلما زاد المغص والرغبة في التبرز تصيبني دوخة قوية، مع عدم التركيز، وأفقد الوعي، ولا تذهب هذه الدوخة والمغص إلا إذا قمت بالتبرز، بعدها أشعر بتحسن من الدوخة والمغص، علما بأنه كلما ازداد المغص والألم أشعر بالدوخة والتعب، وغالبا تأتي الدوخة في الرأس من الجانب الأيسر.

وأعاني من تخدير وخمول وتعب وضيقة في الجهة اليسرى من الجسم، واختناق، وأشعر بقلق شديد وخوف وتوتر من أبسط الأشياء، وبعدها تأتيني هذه الأعراض، ومع التفكير الشديد، أرجو مساعدتي واطمئناني على حالتي، شاكرة لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لمياء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فيما يخص الناحية الطبية من الاستشارة فإن أعراض القولون هي الانتفاخ والغازات والمغص والشعور بالراحة بعد قضاء الحاجة، وحالة القلق والتوتر، وأهم نقطة في علاج القولون هي علاج الإمساك المصاحب له من خلال إعادة تنظيم الغذاء، وليس بالأدوية، وذلك من خلال شرب الماء والعصائر، خصوصا عصير الخوخ وتناول التين الطازج أو المجفف المنقوع، والسلطات مع زيت الزيتون والخبز الأسمر وشوربة الشوفان، وتلبينة الشعير وهي عبارة عن مغلي ملعقتين شعير مطحون في كوب حليب دافئ قبل النوم، كل ذلك يساعد على إخراج لين، وبالتالي عدم الضغط على فتحة وعضلات الشرج، وإعطاء فرصة للبواسير في الشفاء التام والسريع، ويمكن تناول حبيبات Agiolax ملعقة كبيرة مرتين يوميا، للمساعدة في علاج الإمساك أو أكياس fybogel على كوب من الماء.

والقولون يمثل الجزء الأخير من الأمعاء الغليظة، وفيه يتكون البراز أو الغائط -أعزكم الله-، وفيه يتم امتصاص الماء المطلوب للجسم، فإذا لم يشرب الإنسان كمية كافية من الماء، فإن القولون يأخذ كل الماء الموجود في البراز، ويتركه يابسا في صورة إمساك، وإذا تعود الإنسان على شرب كمية كافية من الماء، فإن جسمه يأخذ حاجته من الماء، ويترك الباقي في القولون، فتحدث ليونة في البراز، طبعا مع وجود كمية كافية من الألياف في الطعام، مثل الخضروات الطازجة والمطبوخة والخبز الأسمر وشوربة الشوفان وتلبينة الشعير المطحون والمغلي في الماء أو الحليب والقمح النابت ( جنين القمح )، وهذه الأطعمة تحتوي على كثير من الألياف والسوائل الضرورية للقولون، وبالتالي يخرج البراز أو الغائط لينا، وتقل تبعا لذلك كمية الغازات الخارجة والمتكونة من تخمر الطعام.

ولعلاج القولون يمكن تناول حبوب Spasmocanulase قرصين ثلاث مرات يوميا قبل الأكل، وحبوب Colospasmin قرصا ثلاث مرات يوميا قبل الأكل، حتى تختفي الأعراض ثم عند الضرورة بعد ذلك.

ويمكن تناول خليط مكون من مطحون الكمون والشمر والينسون والكراوية والهيل وإكليل الجبل والقرفة والنعناع، وإضافته إلى السلطات والخضار المطبوخ مع زيت الزيتون، وهذا يساعد كثيرا في التخلص من الغازات والانتفاخ والمغص -إن شاء الله-، مع ممارسة الرياضة خصوصا المشي، وهذا سوف يؤدي -إن شاء الله- إلى انتظام حركة القولون، والمساعدة في إخراج طبيعي والتخلص من الغازات والتجشؤ وآلام المعدة والقولون.

وفقك الله لما فيه الخير.

------------------------------------------------------
انتهت إجابة: د. عطية إبراهيم محمد - استشاري طب عام وجراحة وأطفال-،
تليها إجابة: د. محمد عبدالعليم -استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان-.
-----------------------------------------------------
أفادك الأخ الدكتور عطية إبراهيم بكيفية التخلص من أعراض القولون العصبي، وذلك من خلال انتهاج نمط معين من الأغذية والمأكولات.

ومن جانبي أقول لك أن عامل القلق واضحا جدا أنه يساهم وبقوة وبشدة في هذه الأعراض التي تعانين منها، وعليه أقول لك:
لا تقلقي، لا تتوتري، كوني إيجابية في تفكيرك، إيجابية في منهجك الحياتي، نظمي وقتك، عبري عن نفسك، اجعلي التفاؤل دائما هو ديدنك، ومارسي أي نوع من الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، كما أن تمارين الاسترخاء نعتبرها ضرورية ومهمة، بل هي علاج أساسي لمثل حالتك، التوتر والخوف حتى القلق يزول من خلال الاسترخاء، وأعراض القولون العصبي أو العصابي لا شك أن القلق والتوتر يلعب فيها دورا، فإذا معالجة هذا القلق والتوتر هي الأساس في علاج أعراض القولون العصبي وذلك من خلال تمارين الاسترخاء.

أنا أرى أيضا أنك محتاجة لأحد محسنات المزاج ومزيلات القلق والتوتر، وبعد أن تذهبي لمقابلة الطبيبة وتجري الفحوصات الطبية اللازمة يمكن أن يوصف لك العقار الذي يعرف باسم (سيرترالين)، هذا هو اسمه العلمي، ويسمى تجاريا (زولفت)، أنت تحتاجين له بجرعة صغيرة جدا وهي حبة واحدة في اليوم، تبدئين بنصف حبة كجرعة تمهيدية – أي خمسة وعشرين مليجراما – تتناولينها يوميا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة، تناوليها ليلا بعد الأكل لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول هذا الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات