السؤال
السلام عليكم
أعاني من وسواس قهري منذ 6 سنوات، أفكر وقت النوم كيف أنام؟ وأتخيل نفسي وأنا نائمة أني ميتة، ويصيبني الخوف والفزع، ومن كثرة خوفي لا أنام غير ساعتين في اليوم وأصحو مضطربة وقلقة وقلبي ينبض بقوة، وحزن شديد ودموع متواصلة وضيق في الصدر، وأحس بتنميل في أطراف رجلي وسخونة في جسمي كله، وقيء في بعض الأحيان واضطراب في المعدة، وتدهورت حالتي يوما بعد يوم، وأخاف من النوم، وأخاف لو رأيت أحدا نائما لتخيلي أفكار سيئة، وأقول: كيف ننام هكذا؟ سيطرت علي الفكرة ولا يوجد أحد يحس بوجعي.
ومن سنتين ذهبت إلى دكتور ووصف حالتي بأنها وسواس قهري، وطمأنني أن الحالة ليست صعبة، وكتب لي دواء اسمه انفرانيل 75، واستمريت عليه لمدة سنة بالرغم من صعوبة أعراضه في البداية، واستقرت حالتي لمدة 7 شهور، وأصابني الخوف ثانية بعد إيقاف العلاج، وكلما خفت أخذت الدواء فأتحسن، وكلما دخلت في مرحلة جديدة يصيبني الخوف والقلق، مع العلم أن خطوبتي الجمعة القادمة، وكنت سأطير من الفرحة، وفجأة أحسست بخوف وكأن شيئا في داخلي يقول: ستتعبين وتتدمرين، أنت مريضة فلا تظلمي غيرك. وتحولت لإنسانة مكتئبة للغاية، مع أن المفروض أن أفرح بهذه المناسبة، الإحساس مؤلم ومتعب لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى.
أفيدوني فيما أفعل، أريد أن أتوقف عن تناول الدواء بأي شكل وأكون طبيعية وهادئة ومطمئنة، أنا أخاف بسرعة من أقل شيء وأخاف حتى من أشياء لا أعرفها، ولو تزوجت سأظل هكذا، أنا لا أريد أن أحمل هم أحد، فيكفي أن أحمل هم نفسي، لأن تقلب المزاج لا أحد يتحمله وخصوصا الزوج.
الرجاء مساعدتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت تعانين من قلق المخاوف الوسواسي من الدرجة البسيطة، هنالك أعراض نفسية وهنالك أعراض جسدية، وأنت - الحمد لله - مقبلة على مرحلة عظيمة في حياتك، مرحلة الزواج، وقطعا إذا لم تكوني أهلا للزواج لما تقدم لك خطيبك أو زوجك.
أيتها الفاضلة الكريمة، يجب أن تثمني مقدراتك، والأخبار المفرحة في بعض الأحيان قد تسبب قلقا لصاحبها، لكن هذا القلق قلق إيجابي، سلي الله تعالى أن يثبتك، سلي الله تعالى أن يسهل أمرك، اسألي الله تعالى أن يجعلك تلتقي مع زوجك على الخير والرحمة والبركة، هذا هو مستوى التفكير الذي يجب أن تسيري عليه، وكل الذي قيل لك من أنك تعانين من القلق ومن الضيقة ومن الوساوس، هذا كله ينبغي أن تجعليه وراءك وتتركيه خلف ظهرك، يجب أن تحقري كل هذا، أنت ثابتة، أنت قوية، أنت ممتازة، لا بد أن ترسلي رسائل إيجابية على هذه الشاكلة وتجعليها ترسخ في دماغك وكيانك الوجداني.
هذا هو الذي تحتاجين إليه وليس أكثر من ذلك، ولا تخافي من المستقبل، المستقبل -إن شاء الله تعالى- باهر وسعيد لك، عيشي على الأمل والرجاء، أنت مقتدرة جدا -بإذن الله تعالى-، وهذه الطاقات التي تأتيك في شكل قلق ومخاوف ووساوس يمكن أن تحوليها إلى طاقات إيجابية جدا.
حقري فكرة الخوف، حقري فكرة الوسواس، عيشي الحياة بقوة، وهذا هو المطلوب منك، وركزي على الحاضر، بعض الناس كثيرا يخافون من المستقبل أو يتحسرون على الماضي وينسون الحاضر، وهذه إشكالية، نحن الآن ندعو الناس لأن يعيشوا حاضرهم، أن يكونوا واقعيين، وأن نتصور الأشياء الجميلة ونسعى للوصول إلى ما هو إيجابي، هذا هو المطلوب. لا تنقادي بمشاعرك السلبية، مشاعر القلق والخوف، بدليها، أنت مقتدرة.
بالنسبة للعلاج الدوائي، الأنفرانيل نعم هو علاج جيد، لكنه من الأدوية القديمة، وبالفعل قد يكون له آثار جانبية كثيرة، لكنه عقار لا شك أنه جيد، وأنت الآن قد توقفت عن الأنفرانيل، أعتقد أنك تحتاجين لدواء بسيط جدا، دواء بديل، هو المودابكس/سيرترالين، وهو موجود في مصر، تناوليه لفترة قصيرة جدا، ابدئي بخمسة وعشرين مليجراما (نصف حبة) ليلا لمدة أسبوع، ثم اجعليها حبة واحدة ليلا لمدة شهر، ثم اجعليها نصف حبة ليلا لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء.
هذا هو الذي تحتاجين له وليس أكثر من ذلك، واحرصي على الصلاة، فرأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة، واحرصي على ورد قرآني يومي، حتى ولو صفحة واحدة، وحافظي على أذكار الصباح والمساء وأذكار وآداب النوم: (277975)، وسلي الله تعالى أن يربط على قلبك، وينزل عليك السكينة، هو ولي ذلك والقادر عليه.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.