حائرة وتائهة لكثرة أخطائي، فساعدوني وخذوا بيدي

0 212

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختكم في الله حائرة تائهة، تغص بدمعها ولا أحد يسمع نحيبها! أنا فتاة عمري 19 سنة، من عائلة محافظة وميسورة الحال -والحمد-لله-، أعاني من مشكلتين أشد المعاناة.

مشكلتي الأولى: منذ سنتين ونصف تقريبا ابتليت بمشاهدة الصور والمقاطع التي لا ترضي الله، أصبحت عندي مثل الإدمان أو حالة مرضيه لا أنفك عنها، ليس بدافع الغريزة لكن هكذا الشيطان يؤزني لها أزا، حتى تردت حالتي، وأصبحت نيران الضمير تلتهمني كلما أذنبت، وجلد الذات عندي لا يسكت، أدعو على نفسي أحيانا من شدة اليأس وأشتمها كثيرا، خصوصا أنني أظهر أمام الناس بمظهر الملتزمة، وأنا حالي أرذل منهم، أسألكم أن تساعدوني فما عدت أطيق حالي، كلما أذنبت أتوب وأرجع بعدها، لا خلاص منها إلى الأبد.

المشكلة الثانية: أنني أضيع وقتي وعلى لا شيء، تضيع علي الساعات وأنا أقلب جوالي على مواقع التواصل، أو أتفرج على اليوتيوب، حتى وإن كان لدي مهام وواجبات يجب علي إنجازها، أؤجل كل شيء إلى اللحظات الأخيرة، لا أعرف أنظم وقتي وأرتب أولوياتي أبدا، كلما حاولت أفشل وأنتكس أكثر من السابق، أتمنى أكون إدارية ناجحة، منظمة، أعطي كل ذي حق حقه، ولا أسرف في تضييع وقتي، وأتفرج على من حولي يتنافسون وأنا جالسة، أتمنى أن تساعدوني، فما لي غيركم بعد الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Moneera حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يهديك ويصلح الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال.

فكرة السؤال رائعة وهي بداية موفقة للتصحيح، ونحيي الروح التي دفعتك للتواصل بعد الضيق من المنكر والفوضى، وهذا الرفض للشر والهوان دليل على أنك بدأت السير في الاتجاه الصحيح، ولن يفلح الإنسان إلا بمعاندة الشيطان ومخالفة الهوى:
إن الهوان هو الهوى قلب اسمه *** فإذا هويت فقد لقيت هوانا

وأرجو أن تعلمي أن مشاهدة الصور والمقاطع أخطر من المشاهدة على الطبيعة؛ لأن من تشاهد المقاطع تتحكم فيها فتثبت وتكرر وتحفظ، ولذلك فالمسألة خطيرة وكبيرة وهي كذلك ذنوب الخلوات: إذا ما قال لي ربي أما استحييت تعصيني** وتخفي الذنب من خلقي وبالعصيان تأتيني.

والعلاقة وثيقة بين مشاهدة المقاطع والصور، وبين تضييع الوقت، ومن لا يشغل نفسه بالحق والخير شغلته نفسه بالشر والباطل، وتضيع الوقت من أخطر ما يقع فيه الإنسان؛ لأن الوقت هو الحياة ولا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع، هي أربعة أسئلة نصفها عن العمر، عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه، وتضييع الوقت أشد من الموت، كما قال ابن القيم -رحمه الله-.

ومما يعينك على تصحيح الأوضاع بعد توفيق الله ما يلي:
1- اللجوء إلى الموفق سبحانه.
2- إدراك أهمية التصحيح وتذكر قصر الدنيا.
3- مراقبة الله في السر والعلن.
4- وضع جدول عملي مناسب.
5- مصاحبة الصالحات والاقتداء بالجادين والجادات.
6- مخالفة الشيطان.
7- تجنب الوحدة لأن الشيطان مع الواحد.
8- تكليف النفس بما تطيق.
9- الفرح بالنجاح ولو كان قليلا.
10- تجنب الإحباط واليأس.
11- تكرار التوبة حتى يكون الشيطان هو المخذول.
12- التخلص من كل ما يذكر بالمعصية.
13- تجنب إدمان المشاهدة للشر، لأنه يسبب العجز عن الوظائف الطبيعية قتفشل الحياة الأسرية.
14- تقوى الله والصبر.
15- الاستمرار في التواصل وتنفيذ ما يطلب.

ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والهداية والثبات حتى الممات.

مواد ذات صلة

الاستشارات