تشوش في التركيز والذاكرة مع دوخة ودوار، هل أسباب ذلك نفسية؟

0 144

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرا على هذا المجهود الرائع.

سؤالي: هنا للطبيب النفسي، وإن كانت أعراضي جسدية، وقد عانيت منها كثيرا، فقبل حوالي ست سنوات استيقظت صباحا، ولا أرى في عيني اليسرى إلا البياض، ذهبت فورا إلى طبيب العيون الذي أكد لي أن العين سليمة، وزال العرض خلال بضع ساعات، غاب فقدان البصر عني شهورا، ثم عاد، ولكن بشكل أخف، زرت أطباء عيون وأعصاب كثيرون، وتوقعوا أن يكون لدي التصلب اللويحي، ولكني أجريت جميع فحوصاته وتصورت بالرنين 6 مرات كلها كانت سليمة، ظهرت عندي أعراض أخرى من تنميل في وجهي، وجسمي الأيمن، أو الأيسر أحيانا.

دوخة ودوار، وخصوصا عند الوقوف في الشمس، تشوش في التركيز والذاكرة أحيانا.

فسؤالي إليكم: هل يمكن أن تكون مثل هذه الأعراض لأسباب نفسية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي -الفاضل الكريم-: أنت قمت بالاستقصاء الطبي الكامل لحالتك وأجريت تصويرا بالرنين المغناطيسي ست مرات، ولا شك أنه من أفضل الوسائل لتشخيص التصلب اللويحي، -والحمد لله تعالى- قد أكد لك أن حالتك سليمة، والذي بقي أمامنا هو بالفعل التفكير في أن هذه الأعراض هل يمكن أن تفسر نفسيا أم لا يمكن؟

الذي أراه أنها من الممكن أن تكون نفسية، فالقلق النفسي قد يعبر عنه بمثل هذه الأعراض، وكثيرا من الحالات النفسوجسدية تظهر فيها أعراض، أو تظهر في شكل أعراض تعطي انطباعا كاملا بأنها حالة عضوية معروفة، ولها معايير تشخيصية مثبتة، وهذا - أخي الكريم - يدخل الكثير من الناس في إشكالات ووساوس ومخاوف مرضية وشيء من هذا القبيل.

أخي الكريم: ما دام قد أكد لك أنك بخير، وأنك لا تعاني من مرض عضوي -خاصة التصلب اللويحي- فالخطوة التي تلي هي أن تذهب إلى الطبيب النفسي، هذه مهمة جدا من وجهة نظري، ومن الأفضل أن تذهب إلى طبيب نفسي بمعرفة طبيب الأعصاب الذي يشرف عليك، وبهذا تكون قد كونت فريقا علاجيا استشاريا؛ لأن تعاون وتواصل الأطباء في مثل هذه الحالات مهم جدا، ونحن كثيرا ما نتعاون مع زملائنا في تخصصات مختلفة في كثير من الحالات، وهذه هي الطريقة المثلى، الطريقة الجيدة، الطريقة الصحيحة، أي العمل من خلال الفريق العلاجي، وليس من خلال الفرد.

فيا -أخي الكريم-: يجب أن تأخذ فرصتك الكاملة مع الطبيب النفسي، ويكون ذلك بمعرفة طبيبك الذي يشرف على حالتك الآن، وأنا متأكد أن الأمور - بإذن الله تعالى - ستصب في مصلحتك، الأمر ربما يحتاج فقط لنوع من تمارين الاسترخاء، وكيفية التعامل مع القلق والتوتر، وتعديل نمط الحياة بممارسة الرياضة والنوم المبكر، وربما أحد مضادات القلق ومحسنات المزاج.

هذا هو ربما تحتاج له، وأنت من جانبك -أخي الكريم- حاول أن تصرف انتباهك عن هذه الأعراض بقدر المستطاع، وهذا لا يتأتى إلا من خلال إزالة الفراغ، والفراغ لا يمكن أن يزول إلا إذا أحسنا إدارة وقتنا واستفدنا من الوقت، وتنويع وتشكيل الأنشطة الحياتية أيضا مهم، هذا يمثل ركيزة أساسية في تعديل نمط الحياة وجعله أكثر إيجابية.

أخي: لا تنس الدعاء، بل أكثر منه، وكن متيقنا أن الله تعالى سوف يستجيب لك، قال تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان}.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات