السؤال
السلام عليكم.
ما رأيكم في المحادثات والأحاديث مع صديق قديم، وبعض الحركات الجنسية من باب المزاح، وهل هناك ما يدعو للخلاف؟
علما أنه لا يوجد أي فتنة أو شبهة بيننا.
شكرا لكم.
السلام عليكم.
ما رأيكم في المحادثات والأحاديث مع صديق قديم، وبعض الحركات الجنسية من باب المزاح، وهل هناك ما يدعو للخلاف؟
علما أنه لا يوجد أي فتنة أو شبهة بيننا.
شكرا لكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فيصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك – ولدنا الحبيب – في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا، ونسأل الله أن يجنبك الشر كله، وأن يهديك لأرشد أمرك.
علاقة الرجل بالرجل – أيها الحبيب – لابد وأن تكون منضبطة بالضوابط التي جاء بها ديننا الحنيف درءا وسدا لأبواب الفتنة وإغلاقا لها، فإن الله تعالى لم يشرع ما شرعه من الأحكام إلا لما فيه خير العباد وصلاحهم، والرجل مع الرجل مأمور بستر العورات، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم – حين سئل، فقيل له: عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ فقال: (احفظ عورتك إلا من زوجك أو ما ملكت يمينك).
فالعورة يجب حفظها، وعورة الرجل مع الرجل ما بين السرة والركبة، أما إذا خشيت الفتنة فإن الواجب سد باب الفتنة وقطع الطريق الذي يحاول الشيطان جر الناس إليه؛ لإيقاعهم فيما حرم الله، كما قال الله جل شأنه: {يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر}.
ومن ثم فالمحادثة مع صديق في أشياء جنسية قد تكون باب شر عظيم، فإذا صاحبتها بعض الحركات الجنسية – كما ذكرت – وإن كانت من باب المزاح فإن الأمر أشنع والخطر أعظم، ولهذا فإن نصيحتنا ألا يتساهل الإنسان في هذا الباب لاسيما الشاب، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم – وهو يلوي عنق ابن عمه الفضل ابن عباس عن النظر إلى النساء، قال - عليه الصلاة والسلام – لما سأله عمه العباس: لما لويت عنق ابن عمك يا رسول الله؟ قال: (رأيت شابا وشابة فلم آمن عليهما الشيطان).
ونريد نحن أن نستدل من هذا الحديث بقوله - صلى الله عليه وسلم -: (فلم آمن عليهما الشيطان) فالحذر الحذر من استدراج الشيطان واستغوائه للشباب، لاسيما بهذه الطرق الملتوية، فيتعين على الإنسان المحافظة على الأدب، والابتعاد عن أسباب الفساد وتجنب مواطن الريب والشك، وإغلاق الأبواب التي يحاول الشيطان أن يتسلل منها، وقطع الطريق عليه.
نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يأخذ بأيدينا جميعا إلى كل خير.
أما قولك: "علما أنه لا يوجد أي فتنة أو شبهة"، فهذا مجرد ادعاء، فإن الشيطان لا يؤمن، والشر الكبير يبدأ من مستصغر يسير، وكما قيل: ومعظم النار من مستصغر الشرر، المتعين الذي لا ينبغي العدول عنه هو الحذر من هذه المسالك وإغلاق أبواب الشر قبل الدخول فيها.
نسأل الله تعالى التوفيق لنا ولكم.