السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صار لي شهر منذ أن تزوجت والحمد لله، سؤالي: إذا أغضبني زوجي وضايقني هل يجب أن يأتي هو يراضيني أو أنا أراضيه؟ هو يقول: ألا تخافين من لعنة الله وملائكته عندما تنامين وأنا غير راض عنك؟ يعني هو الذي أغضبني وأعتذر له أنا؟ لا أقدر أن أعتذر له وهو الذي أخطأ بحقي، وحتى لو فعلت فتصرفاتي تكون متغيرة، وهذا ليس بيدي، فماذا أفعل؟ وهل صحيح أن هناك حديث أنه لو نام الرجل وهو غير راض على زوجته تلعنها الملائكة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك للخير وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال وأن يطيل في طاعته الآجال.
المرأة العؤود التي إذا غضب عليها زوجها جاءت ووضعت يدها في يده وقالت: لا أذوق غمضا حتى ترضى، حتى لو كان الزوج هو المخطئ لأن ذلك يحرج الرجل ويجبره على الاعتذار، ونحن نقول لبناتنا: إذا غضبت من زوجك صباح الجمعة فصالحيه ظهر الجمعة، وحاوريه يوم الأحد، فإن كان هو المخطئ فقولي له: لقد كسرتني وأحزنتني بما فعلت. وعندها سوف يتأسف ويعتذر ويطلب السماح، وكل ذلك مما يتناسب مع طبيعة ونفسية الرجل.
وكم تمنينا أن تفهم الزوجات طرائق الرجل في الاعتذار من الهفوات، فالرجل مثلا إذا أخطأ في حق زوجته ثم خرج، فإنه سوف يتصل ليقول: كيف حال الطفل الصغير؟ وهذا اعتذار، وقد يتصل ويقول: هل تحتاجون إلى شيء؟ وهذا اعتذار، وقد يقول: هل جاءكم أحد؟ وهذا اعتذار، وقد يجلب أشياء للمنزل وهذا اعتذار.
أما مسألة لعن الملائكة فهو للممتنعة عن فراش زوجها فقط بدون عذر أما المعذورة كمرض ونحوه فلا ينطبق عليها ذلك، وهذا من عدل الشريعة التي ترجمه إذا زنا، والرجل يختلف عن المرأة التي يظللها الحياء، فهي تصبر عن الفراش وتصبر، ولكن الرجل سرعان ما يقع إلا من رحم الله، وإذا كان للمرأة عذر يمنعها فعليها أن تلاطف زوجها وتبتسم له، وتقول: وأنا أيضا مشتاقة ولكني مريضة، وسوف أعوضك. ونحو هذا الكلام الرائق الرائع.
والبشارة عظيمة لمن جعلت همها إرضاء زوجها بعد رضا ربها، لأن إرضاء الزوج من شريعة الله، قال -صلى الله عليه وسلم-: (أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة) ومن واجب الرجل إكرام أهله والمبالغة في الإحسان لهم تأسيا برسول الله –صلى الله عليه وسلم-، وانقيادا لوصيته (استوصوا بالنساء خيرا) وخوفا من تهديده لمن يسيء حيث قال –عليه الصلاة والسلام-: (اللهم إني أحرج حق الضعيفين اليتيم والمرأة) وأرجو أن يكون التنافس بينكم في نيل الخيرية، خير الأزواج عند الله خيرهم لصاحبه، وكثير من الأزواج سيدخلون الجنة بإحسانهم للزوجات، وكثير من الزوجات سوف يفزن بالجنة لإحسانهن للأزواج.
ووصيتنا لكم بالتقوى والدعاء، ونسأل الله التوفيق للجميع، وأن يؤلف القلوب ويغفر الزلات والذنوب.