أختي المريضة أفسدت حياتي بغيرتها وتصرفاتها، فماذا أفعل؟

0 429

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله خيرا على مساعدتكم للحائرين.

أنا متزوجة ولدي أبناء صغار، وأسكن مع أمي وأختي منذ أربع سنوات من بعد وفاة والدي، وأبي -رحمة الله عليه- كتب البيت باسمي أنا وأختي قبل وفاته، وكان ميسور الحال، وورثنا إرثا حسنا.

أختي مصابة بالفصام، وتم علاجها، ولكنها عصبية جدا وغيورة جدا، وتسيطر عليها الوساوس والقلق والاكتئاب من المستقبل، وصعبة المراس، وتتحكم في كل الأمور، وهي ترفض مراجعة الطبيب وتغيير العلاج منذ وفاة أبي، وهي تفتعل المشاكل معي على أشياء تافهة، مع العلم أنني مستقلة بشقة في البيت، وتركت الدور الأرضي لوالدتي، وشقة أخرى لأختي.

منذ سنة زادت الخلافات كثيرا، وتشاجرت أختي وأمي مع زوجي، وقامتا بطردنا من البيت، هما يحبان أولادي كثيرا، لكنهما تغاران كثيرا وتتضايقان إذا أخذنا الأطفال ليناموا أو يبدلوا ملابسهم أو لأي سبب، باختصار أصبحتا تكرهاننا، وتحبان أطفالنا، ودائما تتهماننا أننا نمنع عنهم الأطفال ونسلطهم عليهما، وأختي لا تريد رؤيتي ولا أن أدخل شقتها، لكنها تريد أطفالي عندها، ومتى ما شعرت بالممل منهم طردتهم، وتغار جدا إذا تقربت من أمي، وتنقلب عليها وتتشاجر معها، لذلك أصبحت أمي تبتعد عني لترضيها، وتوافقها الرأي خوفا منها ومن انفعالاتها.

حاولت أن أخرج من البيت، ولكنني فكرت أنني سأتعب في الإيجار، وأن هذا بيتي ولي النصف فيه، وفي نفس الوقت وجود أمي معي أمان لي ولأولادي، لكن أمي تغيرت كثيرا، فهي دائما تقف مع أختي؛ لأنها مريضة وتهدد بقتل نفسها، وأنها لا تتحمل العيش معنا، وتشعر بالاختناق من وجودنا معها في البيت.

أختي تتشاجر معنا على طماطم وخيار وعلى جرة غاز ومكنسة، أشياء تافهة ولكنها تجعلها مصيرية، وتطلب منا أن نخرج من البيت أو نبيع البيت، وكل يذهب إلى حال سبيله، وفي حال بيعنا للبيت ستشهر بنا أمام الناس جميعا أننا أخرجناها من بيتها، وأنها ستكون القطيعة بيننا طول العمر حسب كلامها، وعرضت عليها شراء نصيبي في البيت، ولكنها رفضت الفكرة.

هل أخرج من البيت وأسكن بالإيجار وأنا أملك بيتا؟ أو أبيع البيت وأخذ نصيبي وأتخلص من شراكة أختي؟ أو أطلب تقسيم البيت وأقوم بتأجير الجزء الخاص بي؟ وهل أضمن أن لا تزيد المشاكل مع المؤجرين، ويصبحون مسمار جحا؟

مع العلم أنني إذا خرجت من البيت، فإن أختي وأمي لن تقوما بزيارتنا؛ لأنهما قاطعتا زوجي، وأختي قاطعتني، وأنا لا أعلم إن كنت سأزورهما بعدما سببتا لي المشاكل، أو سأرسل الأطفال فقط لهما، دون أن أذهب، لأنهما فقط تريدان الأطفال.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهرة الحزن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يصلح القلوب والأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال، نسأل الله أن يرحم والدكم، وأن يرزقكم حسن الأخلاق والأقوال والأعمال، وأن يؤلف بين القلوب وأن يغفر الزلات والذنوب، وأن يستر العيوب.

لا نؤيد فكرة الخروج من المنزل، ونؤكد أنها سوف تعقد المشكلات وتعمق الجراح، والمؤمنة التي تخالط وتصبر خير من التي لا تخالط ولا تصبر، وأرجو أن تظلي مع الوالدة، وتحتملي من الأخت، وتقدري ظرفها الصحي والاجتماعي، وإذا لم تصبري على الأم والأخت فعلى من تصبرين؟ وإذا لم تقدمي الوالدة على نفسك وراحتك فما هو البر.

وإذا كانتا تحبان أطفالكم وتحتفيان بهم، فهذا دليل على بذرة الخير في نفوسهما، فلا تمنعي الصغار عنهما واتركيهم يتربون بين يدي الجدة والخالة، واتقي الله في أختك المريضة، وارتفعي فوق الخصومات واعذري الوالدة في وقوفها مع الضعيفة والمريضة، وانقلي لزوجك أحسن ما تسمعين من كلامهما.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، وسعدنا بتواصلك مع موقعك، ونفرح بالاستمرار وننتظر المزيد من الايضاح، ونسأل الله أن يقر أعينكم بصلاح الأحوال وصفاء النفوس.

مواد ذات صلة

الاستشارات