السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على جهودكم المبذولة في هذا الموقع الرائع.
أنا امرأة متزوجة، أبلغ من العمر 22 سنة، منذ أربعة أيام وأنا أعاني من انتفاخ عظمة الأنف، من الجهة اليسرى، بالقرب من العين، أشعر بألم بسيط داخل أنفي من الجهة نفسها، وعندما أضغط على الانتفاخ الموجود، أشعر بالعظمة، وتكون واضحة بمجرد النظر إليها، سؤالي لكم: ما هو سبب هذا الانتفاخ؟
مع العلم إنني قمت بإجراء عملية اللحمية، والجيوب الأنفية، قبل ستة أشهر، يقول الطبيب المعالج: إن لدي حساسية في الأنف، قبل إجراء العملية كنت أعاني من فقدان حاسة الشم، وقد عادت لي من جديد بعد إجراء العملية، ولكنني من عدة أشهر بدأت أفقدها.
هل يمكن أن أجد حلا لمشكلتي؟ فأنا متعبة جدا، وحاسة الشم حاسة مهمة جدا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قد يكون سبب انتفاخ الجهة اليسرى من عظمة الأنف بالقرب من العين، إما وجود التهاب بالتجويف الأمامي لفتحة الأنف اليسرى، أي وجود دمل، وإما لوجود التهاب بالجيب الأنفي الأيسر، وفي كلتا الحالتين يكون الالتهاب مصحوبا بتورم، وألم بالأنف على نفس الجهة، ولكن الألم في حالة وجود الدمل يكون أكثر وضوحا.
وقد تكون الحساسية التي تعانين منها بالأنف، هي التي تسبب لك انسدادا بالأنف؛ وذلك لتضخم الزوائد الأنفية، وبالتالي تجمع الإفرازات في الجيوب الأنفية مسببة صداعا وألما، وفي بعض الأحيان تورما بنفس الجهة من الأنف بالقرب من العين.
وقد تكون العملية التي تم إجراؤها لك بالأنف منذ عدة شهور لإزالة تلك اللحميات، أو التضخم المتواجد بالزوائد الأنفية، والتي تسبب انسدادا بالأنف، وبالتالي تقلل من حاسة الشم؛ بسبب عدم دخول الهواء، ومعه الروائح التي نشمها، وعند إجراء العملية وإزالة الجزء الأكبر من تلك اللحميات، وتم توسيع مجرى التنفس والأنف لدخول الهواء المحمل بالروائح المختلفة تحسنت حاسة الشم، ولكن ونظرا لأن تلك اللحميات تتضخم مرة أخرى بفعل الحساسية المزمنة لديك، وتزيد حجمها، لتسبب انسدادا بمجرى الأنف، فتقل حاسة الشم مرة أخرى، ولذا فعلاج تلك اللحميات المتضخمة بفعل الحساسية، ليس تقليل حجمها بالجراحة؛ لأنها سوف تعود وتتضخم مرة أخرى، ولكن بعلاج الحساسية بالبعد عن مهيجاتها.
وأما عن علاج التهاب الجيوب الأنفية، فيبدأ بمعالجة سبب الانسداد، وهو حساسية الأنف، فيجب البعد عن مهيجات الحساسية، وأشهرها (التراب، والدخان، والعطور، والبخور، والمناديل المعطرة، ومعطرات الجو، والمنظفات الصناعية، والمبيدات الحشرية، ووبر الصوف والغنم، وزغب الطيور، ورائحة الطلاء، والوقود)، وبعض المأكولات أيضا، مثل: (البيض، والسمك، والموز، والفراولة، والمانجو، والشكولاتة، والحليب)، وغيرها من المهيجات والتي تتفاوت من شخص لآخر.
وكذلك بتناول مضادات (الهيستامين) مثل، حبوب (كلارا) أو (كلاريتين)، حبة كل مساء، مع استخدام بخاخ (فلوكسيناز)، مرة يوميا، أو (رينوكورت)، أو (رينوكلينيل)، مرتين يوميا؛ للتغلب على أعراض حساسية الأنف، فيقل تضخم الزوائد الأنفية، وبالتالي تتحسن حاسة الشم تلقائيا.
ولعلاج التهاب الجيوب الأنفية، وخاصة مع تجمع إفرازات ملونة بالأنف، يجب استخدام غسول قلوي لتنظيف الأنف، والتخلص من هذه الإفرازات، عن طريق الاستنشاق والاستنثار عدة مرات يوميا، وكذلك تناول مضاد حيوي قوي، للوصول إلى داخل هذه التجاويف العظمية، مثل: (تافانيك)، حبة واحد يوميا، أو (سيبروسين)، أو (سيبروباى 500 مج)، حبوب مرتين يوميا، لمدة سبعة إلى عشرة أيام متواصلة، للقضاء على الالتهاب بصورة جيدة.
والله الموفق.