ما هو علاج تبلد الإحساس بحيث لا يوجد عندي حزن ولا فرح

0 216

السؤال

السلام عليكم.

أنا مشكلتي نفسية، إذا سمعت أي نشيد قديم أشعر بضيق شديد وكل نشيد يذكرني بتلك الأيام.

نشيد مثلا يذكرني باختبار مادة في الصف الثاني الثانوي وآخر يذكرني بصديق وآخر بأيام كاملة مرت في حياتي حتى ولو كانت عادية، بل إن أناشيد عرسي إذا سمعتها الآن أشعر بشيء من الضيق بل أصبحت أحاسيسي مرتبطة بالناس فعندما رأيت مقطعا تصويريا لأحد أقربائي في حفلة وداعية لطلاب مبتعثين وفي الحفلة فتحوا نشيدا وداعيا، فكلما سمعته شعرت بضيق وتذكرت كيف كانت أيامهم من خلال ما حكي لي.

الأمر غير مرتبط بموقف حزين بل قد يكون فرحا كما ذكرت، فتذكري للماضي يصيبني بضيق شديد، حتى عندما أرى الصور القديمة، فأضطر للخروج من المنزل لأنسى ما أنا عليه.

العجيب أني معروف بين أسرتي بأني أكثر شخص متمسك بالأشياء القديمة، ولا أستطيع التفريط فيها.

ما زلت محتفظا بكل الأشرطة والصور والمجلات القديمة، حتى لما قبل عشرين سنة وأنا الآن بعمر خمسة وثلاثين عاما.

فما الحل؟ فرج الله كربكم، لماذا أنا متبلد الإحساس؟ فإن وصلني خبر مفزع أو حزين لا تراني متأثرا، وكذا إن وصلني خبر سعيد لا أفرح!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو العز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا على هذا الموقع.

ما رأيك أن تلقي بكل الأشرطة والصور التي تحتفظ بها، وتريح بالك منها؟!

لا طبعا، أنا أمزح معك، فليس هذا بالحل، كم هي صور وتسجيلات الأيام الغابرة، والتي تذكرنا بمواقف كثيرة من حياتنا الأولى، ولكن ما تتوقع؟ هل تتوقع أن تسمع شيئا أو ترى صورة، ومن ثم لا تتذكر شيئا متعلقا بهذه الصورة أو هذا التسجيل؟! هذا شيء مستحيل، فذاكرة الإنسان شيء عجيب، حيث تحتفظ الذاكرة بكل تفاصيل الماضي، المحزن والمفرح، ولولا هذه الذكريات لما عاش الإنسان، بل النسيان هو مرض من الأمراض مثل مرض العته أو الزهايمر.

لا تحاول نسيان هذه الذكريات، لأنك كلما حاولت، كلما اشتدت عندك هذه الذكريات، وعاندت على الاختفاء.

إنما حاول أن تحسن التعامل مع هذه الذكريات، فالذكريات السعيدة والمفرحة، استغلها واستفد منها في العيش بلحظات مع ذكريات الماضي وحنينه.

اجعل الذكريات المحزنة أو المؤلمة لا تسيطر عليك كل السيطرة، وإنما عندما تأتيك حاول القيام ببعض الأعمال التي يمكن أن تصرف تركيزك عنها، وكما أنت تفعل في الخروج من البيت مثلا، أو القيام ببعض الأنشطة الرياضة أوغيرها من الهوايات، بدل الاستسلام لهذه الذكريات المحزنة.

مما يعينك أحيانا، أن تتحدث مع شخص قريب منك عن هذه الأناشيد وهذه الصور، وعن الخيالات والذكريات التي عندك، فالحديث أفضل من التجنب، وستجد بعض فترة من موجعاتها والحديث عنها، أن أثرها قد خف تدريجيا حتى يختفي، أو على الأقل يقل تأثيره عليك.

أما بالنسبة لما وصفته "التبلد" عند سماع خبر محزن، فأنت لا تتأثر، فربما هذا بسبب كثرة ما سمعت عنه من أخبار محزنة أو مزعجة، حتى لم تعد نفسك مستعدة للمزيد.

روح عن نفسك قليلا، وخفف من متابعة الأخبار اليومية، وخاصة المزعجة منها، والتي بعد سماع الخبر لا تستطيع أن تجد شيئا للحل، فمثل هذه المواقف تزيد من درجة الإحباط عندك.

وفقك الله، وكتب لك الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات