أخي يدخن وسلوكياته الأخلاقية مريبة ويستفز والديّ، فما هي كيفية التعامل معه؟

0 391

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أولا جزاكم الله جنات الفردوس على ما تقدمونه من توجيه ومشورة لكل تائهة، وأسأل الله التوفيق لي ولكم لحل مشكلة أثرت على عائلة كاملة.

أنا البنت الثانية بين 5 أبناء، ابنتين وثلاثة أولاد، صاحب المشكلة هو أخي الثاني، وهو في المرحلة الثانوية، هو إنسان متمرد ولامبال، وأخاف عليه الانجراف نحو الضياع.

والداي ناجحان ومتفاهمان، وهو فاشل دراسيا رغم المحاولات من تعزيز وترهيب، هو ذكي لكنه غير مهتم وغير مبال بمستقبله.

بدأت تظهر عليه سلوكيات سيئة من تدخين وسهر، وبدأنا نشعر بأننا نفقد السيطرة عليه، مع أن الأهل صارمين، وللبيت قوانينه، وهو يتفنن في مخالفتها.

لا أخفيكم أني بدأت أشك في سلوكه الأخلاقي أنه يتجه نحو الشذوذ -لا قدر الله-، فأنا أضفته على خدمة bbm بدون أن أصرح بهويتي لأكتشف خباياه؛ لأنه إنسان غامض، بدت ألاحظ كلامه الخالي من الأدب مع أصدقائه، ووالدتي لاحظت بقعا حمراء في رقبته، الله أعلم كيف أتت؟ هل من فتاة، وهو احتمال ضعيف، أو من صاحب كدعابة، أو دليل على علاقة محرمة -لا قدر الله-؟ أمي توشك على الجنون ولم تخبر أحدا غيري؛ ولذلك لجأت إليكم بعد الله.

والدي عندما اكتشف موضوع تدخين أخي الأكبر ضربه ونهره ونصحه، وصاحبه إلى مراكز معالجة التدخين واهتدى أخي الأكبر، وأتى هذا ليعيد الكرة مع حرص والدي عليه.

مرة دخل البيت بكل ثقة ورائحته تفوح من الدخان، انصدم والدي وأخي من كل هذه الوقاحة، ينظر لأبي نظرة المتحدي، وأبي لم يتمالك نفسه من نظراته ونبرة صوته المستفزة فضربه ضربا مبرحا، وأخي لم يتحرك ولم تسقط منه دمعة، وشك والدي في وضعه أنه غير طبيعي، خرج أخي من البيت ليدخن بكل برود، بعدها جلس والدي معه جلسة أخ محب وبين له الخطر، وأمله فيه بأن يكون رجلا صالحا، وقدم له كل التعزيزات، ووعد وتعهد أخي ولكنه لم يف بأي من وعوده.

لاحظت أنه يعاند بشكل غير طبيعي، ويبين قوته بكل شيء، ويرسل رسائل لأهلي غير مباشرة، أنه لا يمكن كسره.

في فترة الاختبارات والداي يأخذان الجوالات من إخواني لمصلحتهم، وهو أتى بجوال نجهل مصدره وبدأ يستخدمه سرا، وأنا اكتشفت ذلك بعد متابعتي له في bbm، وسألته والدتي عنه، قال: هذا موضوع يخصني، وليس لأحد دخل فيه، وأمي تجنبت إخبار والدي؛ لأنه مر بفترة نفسية سيئة، وهو يعاني من مرض السكر ونخاف عليه.

أهلي حريصين على الصلاة في المسجد، وأخي يتخلف عن الصلاة أو يذهب فقط لكي لا يتلقى التوبيخ، أبي لم يعد يتحمله لأنه لم يقصر معه لا بجهده ولا بماله ولا دعواته، ولا بالتوبيخ ولا الضرب، ولم يجد ما يسعده.

اليوم وبخه؛ لأنه لم ينم وسيذهب للمدرسة وهو سهران، واستفز والدي بحركاته ونظراته فطرده من البيت، أعلم أنه غير جاد، ولكن أشعر بأن أخي يتعمد استفزاز والدي لكي يطردانه، لأني اكتشفت أنه استأجر مع أصدقائه استراحة يجتمعون فيها.

أمي انهارت بعد سماع طرد والدي له، وجلست معه تنصحه وتبين حبها وخوفها عليه وهي تبكي فبكى معها، ووعدها أنه سيعود ويعدل من سلوكياته، جربت التدخل أنا وأخي لكن دون جدوى، أحاول الآن مصاحبته برغم من أنه شخصية مستفزة.

خلاصة القول: إننا نعاني من أخي من ناحية: التدخين، وهو أول خطوة للضياع، والسلوكيات غير الأخلاقية وغير متأكدة من صحتها، لكن الواضح لي العناد والاستهتار تجاه دروسه، وعصيانه لوالدي.

أفيدوني فيما استصعب علي جزاكم الله راحة البال في الدنيا والآخرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تائهة جدا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يوفقك وأن يقر أعينكم بهداية الشقيق وصلاح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

لا شك أن الأمر مزعج، والمزعج أكثر هو هذا الاضطراب في التعامل مع الشقيق، وكيف أنكم وصلتم إلى الضرب والطرد، ثم عدتم إلى الحوار والنقاش، ومن هنا فنحن ننصحكم بما يلي:

1- الدعاء له خاصة من الوالدين؛ لأن دعاءهم أقرب للإجابة.
2- القرب منه والقبول له كما هو لكي تصعدوا به ومعه بعد ذلك.
3- فهم طبيعة مرحلته العمرية والتي لا تخلو من العناد.
4- إظهار حاجة المنزل إلى وجوده، وإشعاره بأهميته وتكليفه ببعض المهام.
5- تحسين صورة الوالد في عينه، وهذا دور الأم، وبيان خطورة تماديه على صحة الوالد.
6- اتخاذه صديقا وتقديم خدمات ومساعدات ودعم له.
7- محاورته وإقناعه، وتجنب الضرب والتوبيخ والتعليمات المباشرة.
8- الاستماع إليه وعدم مقاطعته.

9- الحديث معه عن خطورة التدخين وأنه باب لما بعده، وأن بيئته هي بيئة منكرات وفواحش، مع تجنب إشعاره بأنه متهم.

10- توفير مواد علمية ومحاضرات ومقاطع توضح خطورة الفواحش والمنكرات.

11- القرب منه ومحاولة التعرف على أصدقائه، مع وضع خطة لعزله عنهم بطريقة غير مباشرة؛ كإدخاله في برامج الأسرة، وأخذه للعمرة، وابتكار مهام ورحلات وزيارات للأهل في أيام العطلات.

12- عقد جلسات عائلية يتم الحديث فيها عن صفات الصديق، ثم يختم اللقاء بالتأكيد على البعد عن الأشرار.

13- وضع خطة موحدة في التعامل معه، فلا يصلح أن يقوم هذا بالضرب وطرف ثاني بالدلال.
14- تجنب هجره وطرده؛ لأن ذلك يجعله يرتمي في أحضان أصدقاء السوء.
15- تجنب اللوم؛ لأن كثرته تعوده على ركوب الصعاب.
16- البعد عن الضرب والتهديد؛ لأنه لا يصلح مع هذه المرحلة.

17- التركيز على إيجابياته وإن كانت قليلة، وتحسين صورته عن نفسه لاستعادة ثقته في نفسه بعد توحيده وثقته في ربه.

18- تنمية روح المراقبة لله.
19- التواصل المستمر مع موقعكم.
20- تجنب إظهار العجز.
21- إشعاره بالخوف عليه والشفقة، وليس الخوف منه.

ونسأل الله لنا وله الهداية والتوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات