هل من علاج لعودة المخاوف والقلق بعد 3 سنوات من الشفاء؟

0 269

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء، وأن ينفع بكم الأمة.

معاناتي بدأت قبل أربع سنوات، عندما تعرضت لموقف أخافني جدا، واستمر الخوف وتطور، إلى أن أصبح خوفا من كل شيء، وقد كتبت لكم في السابق، ونصحتموني بالسبرالكس، وقد اتبعت التعليمات كما يجب.

ولله الحمد والمنة وبفضل من الله تماثلت للشفاء، وعدت للحياة بشكل أكثر إيجابية، تفوقت وتخرجت من الجامعة قبل 7 أشهر، وقد قسم لي الله أن تقدم أحد لخطبتي، وتمت الموافقة، وتم عقد القرآن، ونحن الآن كما يقال: مخطوبان، وفي نفس الوقت حصلت على وظيفة.

أعاني من ضغوط التفكير بالزواج، ومسؤولية الوظيفة الجديدة، وأيضا خطيبي يدرس في الخارج، وبعد الزواج سأذهب معه، وأفكر كيف سأذهب وسأتحمل الغربة؟ ومن هنا بدأت أدخل في دائرة القلق، ولكني أقاوم المخاوف بشدة، وأحاول أن أكون إيجابية، وأبدأ يومي بعبارات التشجيع؛ لأنني مررت في السابق بهذه الحالة، واستطعت قهرها.

في يوم ما سمعت عن أحداث (داعش) وإذ بي أدخل في حالة رعب داخلي، أتخيلهم في كل مكان، وأرتجف، وأشعر ببرودة، ومن ثم بحرارة الأطراف، ناهيكم عن صعوبة البلع، وقد عادت لي أعراض المخاوف من جديد، وأيضا أحاول المقاومة بشدة، وألا أهلك نفسي بها كما حدث في السابق.

أصبحت فجأة أخاف من كل شيء، حتى أخاف أن أنظر لنفسي بالمرآة، وأنا بداخلي أعلم أن هذه الأشياء غير مخيفة وسخيفة جدا، وبأنني لا أخافها بحق، ومخي يعمل 24 ساعة ولا يتوقف عن التفكير والخوف والوسوسة، حتى أصابني القولون، وأخبرني الدكتور أنني أفكر كثيرا، وهذا سبب تهيجه.

الآن أنا خائفة جدا، كيف سأستطيع الزواج وأنا بهذه الحالة؟ وكيف سأنجب أطفالا وأنا أشعر بالاكتئاب؟ أعلم بأن الله يختبرني كي يجازيني بالأفضل، وأعلم بأن كل غمة لا بد لها أن تنكشف، وقد مررت بالسابق بنفس الحالة، وأعلم أن الله على كل شيء قدير.

خائفة أن يلاحظ من حولي خوفي والتغير في تصرفاتي، فأنا لم أعد أمتلك السيطرة على تعابير وجهي، فينتابني ضيق في الأماكن العامة، وسرعة في التنفس والدوار، ولربما كثرة الاطلاع والقراءة وتجارب الآخرين مع الخوف زادت الأعراض حدة.

سؤالي الآن: هل أعود للسبرالكس أم أكتفي بالمقاومة والصراع، خصوصا وأنني مقبلة على الزواج بعد أشهر؟ وهل من الممكن أن يكون نقص فيتامين (د) أو (ب 12) أو الصوديوم سببا لهذه الحالة، أم إنها ظاهرة نفسية بحتة؟

علما بأن جدتي عانت من الهلوسة، ومن الحالة النفسية، وبعد إجراء التحاليل اتضح أن عندها نقصا حادا في الصوديوم.

أرجو مساعدتي بالحل الأفضل لي، مع العلم أني أطبق العلاج السلوكي بحذافيره.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على الثقة في إسلام ويب.

هذا الذي تعانين منه هو بالطبع نوع من قلق المخاوف، وأنا لا أريدك أن تعتبريه انتكاسة، إنما هو هفوة، حيث إنك شخص حساس، لديك مقدرات ممتازة جدا، وقطعا بعد أن قطعت شوطا كبيرا في الحياة، وهو التخرج من الجامعة ثم الخطوبة، هذا كله حقيقة؛ وإن كانت أحداث طيبة وسعيدة، إلا أن القلق أصبح ينعكس عليك؛ لأن الإنسان المنجز حين ينجز ما يريد قد يأتيه شيء من القلق؛ لأن القلق أصلا كان مسخرا من أجل الإنتاجية والإبداع والإنجاز، بعد ذلك يتمحور هذا القلق حول النفس ليداعبها بصورة سلبية مما ينتج عنه شيء من المخاوف، وبعد ذلك تأتي الأحداث الحياتية لتؤثر على الإنسان، مثلا تأثرك بأحداث (داعش) وحالة الرعب هذه، وأنت أصلا لديك شيء من الاستعداد لقلق المخاوف.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنا أسميها هفوة، وليست انتكاسة، والحمد لله تعالى أنت مقدمة على أيام طيبة وسعيدة بإذن الله تعالى، الزواج بعد أشهر، وإن شاء الله تعالى تذهبين مع زوجك وتعيشين حياة طيبة جدا.

حالتك لا علاقة لها بنقص الصوديوم، حيث إن الصوديوم معروف أنه يحدث لكبار السن كما تفضلت، وبالنسبة لنقص فيتامين (د) أو فيتامين (ب12): لا أعتقد أنها سبب مباشر، لكن إن كان لديك أي نقص في أي من هذه الفيتامينات فيجب أن يصحح؛ لأن ذلك من مصلحتك العامة جسديا ونفسيا.

أنا أريدك أن ترجعي للسبرالكس، ليس هنالك أي إشكال، تناوليه بجرعة صغيرة (خمسة مليجراما) يوميا لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعليها عشرة مليجراما يوميا لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر، ثم خمسة مليجراما يوميا لمدة شهر، ثم خمسة مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

ركزي أيضا على تمارين الاسترخاء، ومارسي أي نوع من الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، وأيضا عبري عما هو بداخلك، والجئي دائما للدعاء والاستعانة بالله تعالى أن يسهل أمرك، ولا تحتقني من خلال الكتمان، عبري عن ذاتك؛ لأن التفريغ النفسي نعتبره من الأمور الجيدة جدا.

تذكري دائما أن لديك أشياء طيبة وجميلة وإيجابية في حياتك، وهذه يجب أن تعزز حسن المزاج عندك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات